الأربعاء، 01 أكتوبر 2025

12:25 ص

سفير جنوب إفريقيا يبعث رسالة خاصة لزوجته قبل وفاته غامضة.. تفاصيل

الثلاثاء، 30 سبتمبر 2025 09:33 م

آيه بدر

سفير جنوب أفريقيا

سفير جنوب أفريقيا

في واقعة صدمت الأوساط الدبلوماسية في العالم، أعلنت السلطات الفرنسية وفاة سفير جنوب إفريقيا لدى فرنسا، نكوسيناثي إيمانويل ناثي مثيثوا، بعد سقوطه من الطابق الثاني والعشرين في أحد فنادق العاصمة باريس، في حادثة ما زالت تثير الكثير من علامات الاستفهام حول ظروفها وملابساتها.

رسالة مقلقة لزوجته قبل اختفائه

جاء الحادث بعد ساعات قليلة من تلقي زوجته رسالة نصية وُصفت بـ"المقلقة"، أرسلها إليها مساء اليوم السابق، الأمر الذي دفعها إلى إبلاغ السلطات الفرنسية باختفائه. 

لم تكشف الرسالة تفاصيلها للعلن، لكن مقربين أكدوا أنها حملت نبرة وداعية ومشحونة بالقلق، وكأنها تحمل مؤشرات على إدراكه أنه كان مهدداً. هذا الجانب الإنساني أثار تعاطفاً واسعاً، إذ بدا وكأن الدبلوماسي المخضرم كان يوجه كلماته الأخيرة لشريكة حياته قبل أن يختفي وتعلن وفاته الغامضة.

مسيرة سياسية ودبلوماسية حافلة

مثيثوا، المولود في 23 يناير 1967، لم يكن مجرد سفير عادي، بل أحد أبرز الوجوه السياسية والدبلوماسية في جنوب إفريقيا. بدأ مسيرته منذ سن مبكرة في صفوف النضال النقابي ضد نظام الفصل العنصري، وانتخب عام 1990 أول أمين فرع لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي في منطقة كلارووتر. 

وسرعان ما برز اسمه في العمل السياسي حتى أصبح سكرتيراً لرابطة شباب الحزب بين عامي 1994 و2001، قبل أن يشغل مناصب برلمانية ووزارية بارزة، من بينها وزارة السلامة والأمن، ثم وزارة الفنون والثقافة، وأخيراً وزارة الرياضة والفنون والثقافة حتى عام 2023، ليتم تعيينه سفيراً لدى فرنسا مطلع 2024.

داعم صريح للقضية الفلسطينية

بعيداً عن مناصبه الرسمية، كان مثيثوا معروفاً بمواقفه الجريئة تجاه قضايا التحرر العالمية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. لم يتردد في أكثر من مناسبة في الإعلان عن دعمه الواضح لحقوق الشعب الفلسطيني، موجهاً انتقادات مباشرة للاحتلال الإسرائيلي، ومؤكداً أن التضامن مع فلسطين جزء لا يتجزأ من إرث جنوب إفريقيا في مقاومة الظلم والتمييز العنصري. هذا الموقف أكسبه احتراماً واسعاً في الأوساط العربية والإفريقية، لكنه في الوقت نفسه جعله عرضة للتهديدات.

الموساد ومحاولات الاغتيال

تقارير متداولة في دوائر دبلوماسية أشارت إلى أن مثيثوا كان على قائمة الشخصيات المستهدفة من قبل جهاز الموساد الإسرائيلي، نظراً لمواقفه المتكررة المناهضة لسياسات تل أبيب، ودوره في الدفع نحو مواقف أكثر صرامة داخل المحافل الدولية تجاه الاحتلال. ورغم أن السلطات الفرنسية لم تؤكد بعد وجود شبهة جنائية، إلا أن الربط بين دعمه العلني لفلسطين ومحاولات استهدافه ظل حاضراً بقوة في تحليلات المتابعين.

صدمة في جنوب إفريقيا وردود فعل رسمية

وزارة الخارجية في جنوب إفريقيا أصدرت بياناً مقتضباً أكدت فيه أنها على علم بالتقارير المؤسفة المتعلقة بوفاة السفير، وأنها بانتظار نتائج التحقيقات الفرنسية. في المقابل، عمّ الحزن الأوساط السياسية في بريتوريا، حيث اعتُبر رحيله خسارة لواحد من أبرز الأصوات التي جمعت بين التاريخ النضالي الطويل والخبرة الدبلوماسية الواسعة.

إرث ممتد ورسالة باقية

برحيله المأساوي، يطوي مثيثوا صفحة من حياة مليئة بالنضال والعمل السياسي والدبلوماسي، تاركاً وراءه إرثاً مهماً لبلاده وللقضايا التي آمن بها. أما رسالته الأخيرة لزوجته، فقد تحولت إلى رمز مؤثر يلخص الجانب الإنساني في حياة رجل عاش مدافعاً عن العدالة، حتى في مواجهة التهديدات التي لاحقته حتى لحظاته الأخيرة.

إقرأ أيضاً:

تفاصيل مأساوية لوفاة سفير جنوب أفريقيا بعد سقوطه من الطابق الـ22

مدبولي من المنوفية: الصحة والتعليم على رأس أولويات المرحلة المقبلة

الرابط المختصر

search