الخميس، 02 أكتوبر 2025

04:41 م

"حكاية وتر".. العود بين الصناعة والتراث والموسيقى الخالدة

الخميس، 02 أكتوبر 2025 02:41 م

إسراء علي

الفيلم التسجيلي حكاية وتر

الفيلم التسجيلي حكاية وتر

يأتي الفيلم التسجيلي “حكاية وتر” والذى عرض خلال فعاليات نادى أوبرا الاسكندرية، بالتعاون مع المركز القومى للسينما، أدار النقاش الناقد السينمائي أحمد المسيرى، ليلقي الضوء على آلة العود كواحدة من أقدم وأهم الآلات الموسيقية في التراث العربي والإنساني، جامعًا بين الحكاية الفنية والتاريخية وصوت الحرفة الممتد عبر الأجيال.

حكاية وتر


يبدأ الفيلم بموسيقى خالدة بصوت وألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب، وكأنها مدخل بصري وسمعي، يأخذ المشاهد إلى عالم العود، قبل أن ينتقل العمل إلى توثيق واقعي من خلال لقاء مع تامر خليفة، الحرفي الدمشقي الذي ورث صناعة العود عن والده، وصنع أول عود وهو في الرابعة عشرة من عمره. يروي خليفة كيف غيّرت الحرب في سوريا مسار حياته، ليصل إلى مصر عام 2012 ويؤسس ورشة لصناعة العود عام 2016، متمسكًا بأصالة المهنة وخصوصيتها حتى اليوم.

كما يتناول الفيلم الجانب الأكاديمي عبر حديث مع د. هاني زويد، أستاذ بكلية التربية النوعية، الذي قدّم شرحًا عن تاريخ آلة العود، معتبرًا أنها ثالث أقدم آلة موسيقية بعد آلات الإيقاع والنفخ. وأوضح أن تاريخها يعود إلى حفيد سيدنا نوح، “مالك”، الذي ابتكر شكلها الأول، وأن العود في بداياته كان يُصنع وجهه من الجلد قبل أن يتحول لاحقًا إلى الخشب.

في مزيج بصري وسمعي، يقدّم المخرج لقطات لتامر خليفة أثناء عملية صناعة العود وعزفه عليه، ثم يعرض سردًا بصريًا سريعًا يضم أسماء أبرز العازفين والمطربين الذين ارتبطوا بالعود وأثروا تاريخه، مثل سيد درويش، محمد القصبجي، رياض السنباطي، نصير شمه، وفريد الأطرش الملقب بـ “ملك العود”، والذي تعلم العزف على يد السنباطي نفسه.

الفيلم يؤكد أن العود ليس مجرد آلة موسيقية، بل هو حكاية ممتدة عبر آلاف السنين، تنقلت من يد الحرفي الذي صنعها، إلى أنامل العازف الذي أخرج منها أرقى الألحان، لتستقر في وجدان المستمع كلما صدح صوته.

الرابط المختصر

search