الإثنين، 06 أكتوبر 2025

09:53 م

نجوم الرياضة المصرية في حرب أكتوبر بين الملاعب وميادين القتال

الإثنين، 06 أكتوبر 2025 05:37 م

أحمد محمد

الكرة المصرية في حرب أكتوبر

الكرة المصرية في حرب أكتوبر

تعد حرب أكتوبر 1973 لحظة فاصلة في تاريخ مصر الحديث، لم تقتصر تأثيراتها على الميادين العسكرية والسياسية فقط، بل امتدت لتشمل جميع قطاعات المجتمع، بما في ذلك الرياضة وكرة القدم تحديدًا.

وخلال تلك الفترة استبدل العديد من نجوم الرياضة بزاتهم الرياضية بالزي العسكري، ليقدموا نموذجًا فريدًا من التضحية والفداء، حيث تحولت الملاعب إلى ساحات تدريب استعدادًا للقتال.

نجوم الرياضة بين الملعب والقتال

ارتدى العديد من نجوم الرياضة المصرية بزاتهم العسكرية، وانخرطوا مباشرة في صفوف القوات المسلحة خلال حرب أكتوبر، فتركوا الخطط التكتيكية للكرة جانبًا، وتحولوا إلى خطط عسكرية في أرض المعركة.

من أبرز هؤلاء كان المدرب التاريخي الراحل محمود الجوهري، "جنرال" الكرة المصرية، الذي كان ضابطًا برتبة مقدم في سلاح الإشارة، وبعد انتهاء الحرب، ترك اللعب تمامًا واتجه إلى التدريب، حيث قاد مصر إلى مونديال 1990 في إيطاليا.

كما كان محمود بكر، نجم الأولمبي والمعلق الرياضي المعروف، ضابطًا برتبة عقيد في سلاح الاستطلاع بقوات المشاة، وشارك بفعالية في الحرب، ما جعله يحصل على قلادة النيل تكريمًا لشجاعته.

دور القادة الرياضيين في ميادين الحرب

لم يقتصر دور الرياضيين على اللاعبين فقط، بل شارك العديد من القادة والمسؤولين في الصفوف الأمامية.

سمير زاهر، رئيس اتحاد الكرة المصري السابق، كان من المدافعين عن أرض الوطن في حرب الاستنزاف وأكتوبر.

محمد عبدالعزيز قابيل، الذي شغل مناصب رياضية مرموقة، كان قائدًا للفرقة الرابعة المدرعة خلال الحرب.

حمادة إمام، نجم الزمالك ومنتخب مصر، تخرج في الكلية الحربية وشارك كضابط بالقوات المسلحة.

تضحيات الدم والروح

لم تكن المشاركة مجرد واجب وطني، بل كانت تضحيات جسام بحق، حيث قدم الرياضيون دماءهم فداءً لوطنهم.

فقد صبري سراج، لاعب كرة اليد بنادي الزمالك، ذراعه خلال مشاركته مع قوات الدفاع الجوي.

استشهد لاعب النادي المصري البورسعيدي عبده أبو حسين، مما يرمز لتضحيات الرياضيين المصريين في سبيل الوطن.

الحكام العسكريون.. وسام العطاء

كما لم يغب الحكام عن ساحة المواجهة، فشارك في الحرب عدد من الحكام الدوليين:

اللواء حسام طه، حكم دولي سابق، عمل ضابطًا في سلاح الإمداد والتموين.

عادل علام، حكم دولي سابق، كان ضابطًا في سلاح الإشارة خلال الحرب.

دور النادي الأهلي في حرب أكتوبر 

يُعتبر النادي الأهلي أحد الأعمدة الرئيسية في المشهد الرياضي المصري، إلى جانب نادي الزمالك، وكان له دور بارز في مسيرة نضال الشعب المصري على الصعيدين السياسي والعسكري منذ تأسيسه عام 1907.

بدأ الأهلي دعمه للقوات المسلحة مباشرة بعد نكسة يونيو 1967، حيث تم تحويل ملاعبه إلى مراكز تدريب عسكرية، إلى جانب إطلاق حملات تبرعات متنوعة وتنظيم دورات في التمريض لتأهيل المتطوعين للمساهمة في علاج المصابين، كما أكد محمود الخطيب، رئيس مجلس إدارة النادي، خلال احتفالية تكريم أبطال نصر أكتوبر التي أقيمت في أكتوبر 2018.

واستمر النادي الأهلي وأعضاؤه في تقديم الدعم المادي والمعنوي للجيش المصري خلال حرب أكتوبر، حيث شهدت الأيام الأولى من الحرب تبرع ما يقرب من 8 آلاف عضو بالدم، استجابةً لنداء فتح باب التبرع لصالح المصابين، مما يعكس الروح الوطنية التي تجمع بين الرياضة والوطنية في تاريخ الأهلي العريق.

دور الإسماعيلي في حرب أكتوبر 

لعب نادي الإسماعيلي دورًا بارزًا في دعم مصر بعد نكسة يونيو 1967، حيث قام رئيس النادي عثمان أحمد عثمان بتنظيم جولة عربية لفريقه لجمع تبرعات لصالح الجيش. خاض الفريق نحو 20 مباراة في دول مثل الكويت وقطر والعراق والسودان وليبيا، وحقق نتائج مميزة نال عليها درع العمل الوطني من الاتحاد العربي. عام 1969، كرر الإسماعيلي جولته لدعم أبناء المهجر وتوج بلقب أول نادي عربي في كأس أفريقيا. حظي باستقبال رسمي من قادة عرب كبار، وقرر الانسحاب من نصف نهائي كأس أفريقيا تضامنًا مع الحرب، مؤكدًا أن الوطنية كانت دائمًا فوق الرياضة.

الرابط المختصر

search