خالد عبد الغفار: العمل الجماعي والتكامل بين الوزارات أساس تحقيق أهداف التنمية

أعرب الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، عن بالغ سعادته بفوز الدكتور خالد العناني بمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو، معتبرًا أن هذا الحدث يمثل "إنجازًا وطنيًا استثنائيًا" يرسخ الحضور المصري الفاعل على الساحة الدولية.

وأكد عبدالغفار أن فوز العناني يجسد المكانة الرفيعة التي تحظى بها الكفاءات المصرية في المحافل العالمية، ويعكس تقدير المجتمع الدولي للعلم والخبرة والقدرة على القيادة التي يتميز بها أبناء مصر، متمنيًا له التوفيق في مهامه المقبلة، ومؤكدًا ثقته في أنه سيكون خير ممثل لمصر والعالمين العربي والأفريقي في قيادة المنظمة الأممية العريقة.

 اجتماع المجموعة الوزارية للتنمية البشرية بالعاصمة الإدارية

جاءت تصريحات نائب رئيس الوزراء في مستهل الاجتماع الدوري للمجموعة الوزارية للتنمية البشرية، الذي عُقد بمقر وزارة الصحة والسكان بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمناقشة عدد من ملفات العمل ذات الأولوية للفترة المقبلة، بهدف تعزيز فاعلية المجموعة في تحقيق أهدافها الاستراتيجية ودعم مستهدفات التنمية البشرية.

وشارك في الاجتماع عدد من الوزراء، بينهم الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية، والدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي، والمستشار محمود فوزي وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، والدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، والسيد محمد جبران وزير العمل، والدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، والدكتور ماجد عثمان مقرر اللجنة الاستشارية العليا للتنمية البشرية، إلى جانب ممثلين عن وزارات وجهات معنية.

 عبدالغفار: التنمية البشرية مسؤولية جماعية

وخلال كلمته، شدد الدكتور عبدالغفار على أهمية العمل بروح الفريق الواحد، في إطار تكاملي يضمن تحقيق مستهدفات الدولة في مجال التنمية البشرية، مؤكدًا أن هذا الملف يمثل قضية شاملة تتطلب تنسيقًا مستمرًا بين جميع الوزارات، لضمان نتائج ملموسة ومستدامة تسهم في تحسين جودة حياة المواطن المصري.

وأوضح المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، الدكتور حسام عبدالغفار، أن الاجتماع استعرض ما تم تنفيذه من تكليفات الاجتماع السابق، بما في ذلك تقرير البنك الدولي حول رأس المال البشري في مصر، ومتابعة جهود إعداد الحلقة النقاشية ضمن الجلسة الافتتاحية للنسخة الثالثة من مؤتمر السكان والصحة والتنمية البشرية (PHDC’25)، المقرر انعقاده في نوفمبر المقبل.

 مناقشة ملفات التعليم الفني والذكاء الاصطناعي

كما ناقش الاجتماع جهود التنسيق بين وزارات التعليم والعمل والتخطيط بشأن تطوير المدارس الفنية وربطها باحتياجات سوق العمل، بالإضافة إلى مقترح شركة "هواوي" لإدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي في التعليم الفني، بما يعزز كفاءة العملية التعليمية ويرفع جاهزية الطلاب لمتطلبات الاقتصاد الحديث.

وشهد الاجتماع متابعة ما تحقق من تكليفات سابقة ومعدلات التنفيذ لضمان استمرار التنسيق بين الجهات المعنية وتحقيق الأهداف المقررة بفاعلية.

 التحضيرات الجارية لمؤتمر PHDC’25

تناول الاجتماع كذلك الاستعدادات لتنظيم النسخة الثالثة من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية (PHDC’25)، المقرر عقده في الفترة من 10 إلى 13 نوفمبر 2025، حيث تمت مناقشة محاور المؤتمر الرئيسية التي تركز على “التمكين والفرص والمستقبل”، مع دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف مجالات التنمية البشرية، بما يدعم الابتكار ويرتقي بكفاءة الأداء المؤسسي.

وأكد الدكتور حسام عبدالغفار أن المؤتمر يمثل منصة عالمية لاستشراف آفاق جديدة للتنمية الشاملة، عبر تعزيز التعاون الدولي في قضايا السكان والتعليم والصحة والعمل.

 آليات دقيقة لرصد مؤشرات التنمية البشرية

وشدد عبدالغفار على أهمية وضع آليات دقيقة لمتابعة مؤشرات التنمية البشرية، اعتمادًا على البيانات الإحصائية الوطنية ومنصات المتابعة التابعة لوزارة التخطيط، إلى جانب المؤشرات الدولية، بما يضمن تكامل الرؤية وفاعلية التنفيذ.

كما استعرض الاجتماع الأبعاد المختلفة لأهداف التنمية البشرية في ضوء رؤية مصر 2030 وبرنامج الحكومة، مع تقييم الأداء في تنفيذ خطط البرامج والأداء للوزارات المعنية خلال العام المالي 2025/2026.

 المشاط: تطبيق موازنة البرامج والأداء 2026/2027

من جانبها، أوضحت الدكتورة رانيا المشاط أن وزارتها تعمل على تعزيز ملف التنمية البشرية من خلال "السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية"، مؤكدة أنه سيتم تطبيق موازنة البرامج والأداء بدءًا من العام المالي 2026/2027 لرفع كفاءة التخطيط والمتابعة.

وأضافت المشاط أن الوزارة تنظم ورش عمل للكوادر الحكومية من مختلف الوزارات لزيادة الترابط بين مؤشرات البرامج والأداء، وتحسين آليات التنفيذ والمتابعة، مشيرة إلى جهود الدولة في تطوير برامج الرعاية الاجتماعية للفئات الأكثر احتياجًا، وتحسين مؤشرات القيد في رياض الأطفال والحضانات.

 مايا مرسي: التوسع في الحضانات وتحسين مؤشرات الطفولة المبكرة

بدورها، عرضت الدكتورة مايا مرسي الموقف التنفيذي لمشروع التوسع في إنشاء الحضانات ضمن مشروع الطفولة المبكرة، بالتعاون مع وزارتي التربية والتعليم والتنمية المحلية، مشيرة إلى بدء تنفيذ حصر وطني شامل للحضانات المرخصة وغير المرخصة على مستوى الجمهورية، بهدف تحسين جودة الخدمات المقدمة للأطفال من سن صفر إلى 6 سنوات.

وأكدت مرسي أن الوزارة افتتحت مركزي استقبال بالعاصمة الإدارية وجارٍ افتتاح مركز ثالث قريبًا، مع العمل على تبسيط إجراءات الترخيص لتشجيع القطاع الخاص والمجتمع المدني على التوسع في هذا المجال الحيوي.

 وزير العمل: بيئة عمل آمنة ركيزة للتنمية البشرية

من جهته، شدد السيد محمد جبران، وزير العمل، على أهمية إدراج ملف السلامة والصحة المهنية ضمن أولويات التنمية البشرية، لضمان بيئة عمل آمنة وتحسين الإنتاجية، مؤكدًا ضرورة توحيد السياسات والتشريعات ذات الصلة، وتشكيل مجموعة عمل فنية تضم ممثلين عن الوزارات المعنية لوضع رؤية موحدة لبيئة العمل في مصر.

 عثمان: مأسسة التنمية البشرية في الحكومة المصرية

وفي ختام الاجتماع، استعرض الدكتور ماجد عثمان، مقرر اللجنة الاستشارية العليا للتنمية البشرية، مستجدات التعاون مع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، مشيرًا إلى إعداد سبع أوراق سياسات حول أولويات التنمية البشرية، بالإضافة إلى ورقة بيضاء حول مأسسة هذا الملف داخل الحكومة المصرية.

كما تطرق إلى التعاون القائم مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، واستعراض تقرير البنك الدولي حول رأس المال البشري في مصر، الذي ركز على أربعة محاور رئيسية: الطفولة المبكرة، التعليم، التشغيل، وكبار السن.

إقرأ أيضًا:

مدبولي: نواصل خفض الدين الخارجي وتحقيق الاستدامة المالية في حدود آمنة

مدبولي: تراجع كبير في معدلات التضخم وتحسن نظرة المستثمرين للاقتصاد المصري

وزير الاتصالات: صناعة التعهيد أصبحت مسارًا مهنيًا واعدًا لشباب مصر