الأربعاء، 08 أكتوبر 2025

02:26 م

وزير الداخلية في حفل تخرج الشرطة: نجدد العهد للسيسي على حماية الوطن

الأربعاء، 08 أكتوبر 2025 12:19 م

فاطمة محمد

اللواء محمود توفيق وزير الداخلية

اللواء محمود توفيق وزير الداخلية

شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم، حفل تخريج دفعة جديدة من طلبة أكاديمية الشرطة، بحضور اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، وعدد من الوزراء وكبار قادة القوات المسلحة والشرطة.

وخلال الحفل، ألقى وزير الداخلية كلمة أكد فيها اعتزاز رجال الشرطة بثقة القيادة السياسية، وتجديد العهد على مواصلة العطاء لحماية أمن الوطن واستقراره، مشيرًا إلى التطور الكبير الذي شهدته منظومة إعداد وتأهيل رجل الشرطة بما يتواكب مع متطلبات الجمهورية الجديدة.

وجاءت كلمة اللواء محمود توفيق كما يلي:  

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسي .. رئيس الجمهورية

تتشرف وزارة الداخلية .. بمشاركة سيادتكم والحضور الكريم الاحتفال بتخريج دفعة جديدة من طلبة وطالبات أكاديمية الشرطة، يصطفون أمام حضراتكم في شموخ وصلابة، وقد تسلحوا بالعلم وتزودوا بالقدرات الفنية لأداء واجبهم الوطني في ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار.

ويأتي احتفالنا اليوم مواكبًا للذكرى "52" لانتصارات أكتوبر المجيدة، التي أكدت قدرة الشعب المصري على الحفاظ على الهوية الوطنية، والعبور لآفاق الكرامة، وتأكيد السيادة المصرية على امتداد ربوع الوطن دون تهاون أو تفريط. وفي هذه المناسبة الخالدة أتوجه وهيئة الشرطة بالتحية والتقدير لقواتنا المسلحة، مهد البطولات والتضحيات، راجيًا المولى عز وجل أن تظل مظلة الأمن والاستقرار تعم بلادنا، بتلاحم وتكامل جهود أبنائها من قوات الشرطة ورفقاء دربهم بالقوات المسلحة.

إقرأ أيضا: التحقيق مع عصام صاصا وآخرين في واقعة مشاجرة ملهى ليلى شهير بدار السلام

السيد الرئيس:

في ظل عالم يموج بالصراعات، وتتسارع فيه حدة الأزمات التي ألقت بظلالها السلبية على أمن واستقرار واقتصاديات العديد من الدول، مضت مصر بقيادتكم الحكيمة، مدعومة بإرادة وطنية، في إعادة بناء الدولة وتجسيد جمهورية جديدة حديثة، متخطية الصعاب والتحديات التي تواجه البلاد، بحكم اضطراب محيطها الإقليمي ومسؤوليتها التاريخية كدولة رائدة بالمنطقة.

ومن هذا المنطلق، تأتي ثوابت الاستراتيجية الأمنية في تأمين الجبهة الداخلية والحفاظ على مقدرات الوطن، حيث تقوم أجهزة الوزارة، بمساندة الشعب العظيم، الذي يعي ما يُحاك لمصر من مؤامرات ويدرك قيمة الاستقرار في وطن متماسك، بالتصدي الحاسم لكافة صور الجريمة التي تهدد أمن المجتمع، ورصد وتقويض حركة التنظيمات الإرهابية ومنابع تمويلها، وإفشال المحاولات اليائسة لجماعة الإخوان الإرهابية ومن يأتمر بتوجهاتها، للنيل من استقرار البلاد، عبر العمل على إعادة تصدير العنف والإرهاب، واستهداف وعي الشباب بحملات التضليل والشائعات، والترويج لأفكارها الهدامة أملًا في تحقيق أطماعها بالعودة للمشهد السياسي ولو على أنقاض الوطن.

السادة الحضور:

نحتفل بيوم الخريجين هذا العام، الذي يواكب الذكرى الخمسين لإنشاء أكاديمية الشرطة، والتي اتخذت من إعداد رجل شرطة عصري متسلح بالعلم نهجًا لها منذ تأسيسها. وقد مثلت العشر سنوات الأخيرة، بتوجيهات ومتابعة مباشرة من السيد رئيس الجمهورية، نقلة نوعية في الارتقاء ببناء قدرات ومهارات كوادر الشرطة بمختلف درجاتها الوظيفية، عبر إعادة صياغة منظومة التدريب والتأهيل بفكر وتخطيط علمي مدروس، يجمع بين المهارات الفنية والتخصصية، والمؤهلات والدرجات العلمية، والتعاطي مع التكنولوجيا الحديثة في إدارة مهام العمل الأمني.

ويُعد من أبرز حصاد المنظومة التدريبية المستحدثة، النجاح في ترجمة الفكر العلمي في بناء شخصية وقدرات العنصر البشري إلى واقع عملي، حيث تم استحداث التخصص الوظيفي لطلبة وطالبات أكاديمية الشرطة لدعم المهارات الفنية، وإتاحة الالتحاق بالأكاديمية لخريجي كليات الحقوق وخريجات كليات التربية الرياضية، ومنحهم درجة الماجستير في العلوم القانونية والمجالات المرتبطة بالعمل الأمني، فضلًا عن دعم المناهج الدراسية بدورات متقدمة في اللغات الأجنبية، بما يمكنهم عقب تخرجهم من مواكبة التطور اللامحدود في آليات المهام الأمنية.

إضافة إلى التطوير والتحديث المستمر لميادين ووسائط التدريب للطلبة والطالبات وفقًا لأحدث النظم والمعايير القياسية، والاستعانة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي وأساليب المحاكاة الواقعية لسيناريوهات العمل الأمني، بما يسهم في سرعة انتقالهم للحياة العملية عقب تخرجهم، والوصول إلى احترافية أداء المهام الموكلة إليهم.

ويعكس هذا المشهد المتميز أمام حضراتكم، وما يذخر به من قدرات ومهارات، نجاح المنظومة التدريبية في بلوغ أهدافها وسيرها على الطريق الصحيح لإعداد ضباط شرطة قادرين على أداء رسالتهم في توطيد دعائم الأمن والأمان للوطن والمواطن.

وفي إطار تكامل منظومة تطوير العنصر البشري، تم التوسع في تمكين ضباط الشرطة من الحصول على الدرجات العلمية المتقدمة التي تؤهلهم لتطبيق السياسات الأمنية الحديثة، إلى جانب تنمية قدراتهم الفنية والمهنية عبر تطوير مناهج الفرق التدريبية التخصصية، واستخدام النظم والتطبيقات التكنولوجية المتقدمة في التقييم الشامل للأداء.

السيد الرئيس:

تنفيذًا لتوجيهات سيادتكم بأهمية استمرار التطوير والتحديث، ومواكبة ما يشهده العالم من تقدم متسارع في علوم التكنولوجيا، تحرص الوزارة على تعميم التقنيات الحديثة بمختلف قطاعاتها.

وفي هذا الصدد، يضطلع مركز التدريب التخصصي لنظم التكنولوجيا الأمنية بالوزارة بتنظيم دورات تدريبية متقدمة للضباط في مجال استخدامات الذكاء الاصطناعي، بالاستعانة بالخبراء المتخصصين في هذا المجال، بما يصقل مهاراتهم في توظيف تلك التقنيات لخدمة أغراض الأمن.

كما تم الانتهاء من إعداد برامج دراسية بالتنسيق مع معهد تكنولوجيا المعلومات بوزارة الاتصالات، تشمل الجانبين النظري والتطبيقي في علوم الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، ومن المقرر البدء في تدريسها لطلبة الأكاديمية اعتبارًا من العام الدراسي الحالي. كما يُجرى حاليًا إعداد برامج مماثلة تلائم معاهد معاوني الأمن، بما يحقق التكامل بين مختلف كوادر هيئة الشرطة في مفاهيم وآليات الأداء الأمني التخصصي.

وانطلاقًا من مبدأ أن آفاق التطوير لا نهاية له، ستظل وزارة الداخلية حريصة على مداركة أحدث ما توصل إليه العلم في مختلف مجالات العمل الأمني، وتحديث مقدراتها الفنية واللوجستية لتكون على جاهزية دائمة للتعامل مع تحديات أنماط الجرائم المستحدثة.

السادة الحضور:

يسعدني وهيئة الشرطة أن نتقدم بخالص الشكر والتقدير لأجهزة الدولة ومؤسساتها التي تتعاون مع وزارة الداخلية في سبيل تحقيق الأهداف الوطنية المشتركة.

وأتوجه بكل التحية والوفاء لأرواح شهدائنا الأبرار من رجال الشرطة الأبية والقوات المسلحة الباسلة، وبخالص الدعاء لمصابينا الأبطال باكتمال الشفاء وعودتهم إلى صفوف الواجب.

كما يسعدني، ونحن نشهد تخرج دفعة جديدة من طلبة الأكاديمية، أن أتوجه بالتهنئة للسادة أولياء الأمور، شركاء هذا النجاح، الذين كانوا خير داعمين لمسيرة أبنائهم.

أبنائي الخريجين:

تشاركون اليوم من سبقوكم في حمل رسالة نبيلة، تتطلب الصدق في الأداء والإخلاص في العطاء، والالتزام بإعلاء سيادة القانون، والتفاني في الزود عن أمن الوطن. كونوا سندًا للمواطن في مواجهة كل ما يهدد أمنه وسكينته، واعلموا أن دوركم المجتمعي التكافلي هو من جوهر رسالتكم.

السيد الرئيس:

تجدد الشرطة عهدها لسيادتكم على مواصلة بذل الجهد والعطاء خلف قيادتكم الرشيدة، لتوفير المناخ الآمن لمسيرة العمل الوطني، والتصدي بكل حسم لكل ما يهدد أمن الوطن والمواطن. ولسوف يشهد التاريخ لسيادتكم بكل اعتزاز وإنصاف الدفاع بإرادة صلبة عن السيادة المصرية، والحرص على تحمل هموم الأمة، وعدم التفريط في حق أو التراجع عن واجب مهما بلغت التحديات.

حفظكم الله ورعاكم، وحفظ مصرنا الغالية آمنة مطمئنة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الرابط المختصر

search