الأربعاء، 08 أكتوبر 2025

11:27 م

في ذكرى ميلاده

محطات استثنائية في حياة أحمد مظهر بين الضباط الأحرار ونجومية الشاشة

الأربعاء، 08 أكتوبر 2025 09:10 م

إسراء علي

أحمد مظهر

أحمد مظهر

تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان الكبير أحمد مظهر، الملقب بـ"فارس السينما المصرية"، ذلك النجم الذي جمع بين العسكرية والفن، وبين الانضباط الصارم والإبداع الحر، ليترك بصمة خالدة في تاريخ السينما المصرية والعربية، فقد عاش مظهر حياة مليئة بالأحداث والتحولات، بدءًا من كونه أحد الضباط الأحرار الذين ساهموا في التمهيد لثورة يوليو، وصولًا إلى اعتباره أحد أبرز نجوم السينما في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات.

من الجيش إلى السينما.. مشوار استثنائي

ولد أحمد مظهر عام 1917، والتحق في البداية بكلية الطب البيطري تنفيذًا لرغبة والده، لكنه سرعان ما تركها ليلتحق بالكلية الحربية، تخرج من سلاح المشاة ضمن دفعة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وشارك في حرب فلسطين عام 1948، ولم يتوقف عند ذلك، بل كان أحد أعضاء تنظيم الضباط الأحرار، حيث أسندت إليه قيادة مدرسة الفرسان داخل التنظيم، وكان له دور بارز في التمهيد للثورة عام 1952.

ورغم انشغاله بالحياة العسكرية، إلا أن الفن كان يجذبه منذ وقت مبكر. جاءت أولى محطاته الفنية من خلال ترشيح المخرج المسرحي زكي طليمات له للظهور في مسرحية "الوطن" عام 1948، قبل مشاركته في حرب فلسطين، وبعدها بسنوات، رشحه المخرج إبراهيم عز الدين لفيلم "ظهور الإسلام" المأخوذ عن قصة للدكتور طه حسين، حيث لعب دورًا مؤثرًا بفضل وسامته وموهبته.

"رد قلبي".. الانطلاقة الكبرى

بعد ثورة يوليو، قررت الدولة إنتاج فيلم "رد قلبي" للكاتب يوسف السباعي، ورشح الأخير أحمد مظهر للعب دور البرنس علاء، ورغم رفض الجيش في البداية السماح له بالتمثيل، إلا أن الرئيس جمال عبد الناصر نصحه بالتفرغ للفن، وبالفعل استقال من الجيش ليتفرغ للعمل السينمائي، وكانت تلك بداية انطلاقه نحو النجومية.

أزمة مع السندريلا سعاد حسني

لم تخلُ مسيرة فارس السينما من الأزمات، وكان أبرزها خلافه مع السندريلا سعاد حسني، فقد أصرت الأخيرة على أن يسبق اسمها اسمه على أفيش أحد الأفلام، الأمر الذي أزعج أحمد مظهر ودفعه للتفكير جديًا في اعتزال الفن، بالفعل، اتخذ خطوات عملية وافتتح ورشة لتصليح السيارات في منزله بمشاركة أصدقائه، حيث كان شغوفًا بالميكانيكا والعمل اليدوي.

لكن القدر جمعه مرة أخرى بسعاد حسني في فيلم "شفيقة ومتولي" عام 1978، وهو أحد أنجح أعمالهما معًا، ليؤكد أن الخلاف لم يقف عائقًا أمام تاريخهما الفني.

شغف بالميكانيكا والتصوير

لم يكن التمثيل وحده هو ما يستهوي أحمد مظهر؛ فقد كان عاشقًا للميكانيكا وإصلاح السيارات، في حوار صحفي عام 1972 لمجلة "الموعد"، أعلن أنه يفكر جديًا في افتتاح ورشة كبرى لإصلاح السيارات، بالإضافة إلى استوديو للتصوير الفوتوغرافي بعد أن حصل على شهادة جودة من المصور السينمائي أحمد خورشيد، هذا الجانب الإنساني يكشف عن شخصية متعددة المواهب، لم يقف الفن عند حدودها.

فارس لن يتكرر

على مدار مسيرته الفنية، قدم أحمد مظهر عشرات الأعمال السينمائية والتلفزيونية، التي جعلت منه "فارس السينما المصرية" بحق، فقد امتاز بقدرته على تجسيد شخصيات متنوعة، بدءًا من أدوار الضباط والأمراء، مرورًا بالشخصيات الرومانسية، وصولًا إلى أدوار الأب الحنون.

ويظل أحمد مظهر نموذجًا فريدًا لفنان اجتمع فيه الانضباط العسكري والإبداع الفني، ليكتب سيرة استثنائية في ذاكرة السينما المصرية.

الرابط المختصر

search