الجمعة، 10 أكتوبر 2025

11:06 م

من هي ماريا كورينا ماتشادو الفائزة بجائزة نوبل للسلام لعام 2025؟

الجمعة، 10 أكتوبر 2025 02:17 م

آيه بدر

ماريا كورينا ماتشادو

ماريا كورينا ماتشادو

في خطوة لاقت اهتمامًا عالميًا واسعًا، أعلنت لجنة نوبل النرويجية اليوم الجمعة منح جائزة نوبل للسلام لعام 2025 إلى السياسية الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو، تقديرًا لمسيرتها الطويلة في الدفاع عن الحقوق الديمقراطية لشعبها ونضالها المستمر من أجل تحقيق انتقال سلمي من الديكتاتورية إلى الديمقراطية في فنزويلا.

وجاء في بيان اللجنة أن اختيار ماتشادو جاء نتيجة إيمانها العميق بالمبادئ الديمقراطية، ومثابرتها على مواجهة نظام سلطوي يفرض قيودًا قاسية على حرية الرأي والتعبير، مشيرة إلى أنها أصبحت رمزًا عالميًا للنضال السلمي في وجه القمع السياسي، ونموذجًا للمرأة القادرة على إحداث تغيير حقيقي في مجتمع مضطرب.

وتُعد ماريا كورينا ماتشادو، البالغة من العمر 57 عامًا، واحدة من أبرز الشخصيات المعارضة في فنزويلا خلال العقدين الماضيين. فهي مهندسة صناعية وسياسية مخضرمة، أسست في مطلع الألفية منظمة "سوماتي" المعنية بتعزيز الديمقراطية، ودافعت من خلالها عن حق المواطنين في المشاركة السياسية ومراقبة الانتخابات بشفافية، رافعة شعار “الاقتراع بدل الرصاص”، في إشارة إلى رفضها القاطع للعنف كوسيلة للتغيير.

وخلال السنوات الأخيرة، واجهت ماتشادو حملات تضييق وتهديدات متكررة من السلطات، ومنعت من الترشح للانتخابات الرئاسية في عام 2024، لكنها اختارت دعم المرشح المعارض إدموندو غونزاليس أورييتا، وقادت بنفسها حملة شعبية ضخمة شارك فيها مئات الآلاف من المتطوعين لمراقبة الانتخابات وضمان نزاهتها. ورغم ما واجهته من ضغوط ومحاولات ترهيب، فقد تمكنت المعارضة من إثبات فوزها وفقًا للبيانات التي جمعتها بنفسها، إلا أن النظام الحاكم رفض الاعتراف بالنتائج وتمسك بالبقاء في السلطة.

وأكدت لجنة نوبل في بيانها أن ما قامت به ماتشادو يمثل "شجاعة استثنائية وإصرارًا نادرًا على التغيير بالوسائل السلمية"، مشيرة إلى أن استمرارها في فنزويلا رغم التهديدات جعلها مصدر إلهام لملايين المواطنين الذين يبحثون عن الأمل في مستقبل أفضل. وأضاف البيان أن جهودها في توحيد صفوف المعارضة المنقسمة في البلاد أعادت الثقة بقدرة الشعوب على فرض إرادتها بالوسائل الديمقراطية.

وأوضحت اللجنة أن فنزويلا عاشت خلال الأعوام الماضية واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية والإنسانية في تاريخها الحديث، حيث يعاني معظم السكان من الفقر المدقع ونقص الغذاء والدواء، بينما اضطر نحو ثمانية ملايين شخص إلى مغادرة البلاد بحثًا عن حياة كريمة، في ظل تصاعد القبضة الأمنية واستخدام مؤسسات الدولة ضد المعارضين.

وأضافت اللجنة أن ماريا كورينا ماتشادو جسدت في مسيرتها المعاني الثلاثة التي نصت عليها وصية ألفريد نوبل، وهي السعي للسلام، والوحدة، ورفض العنف، مؤكدة أنها أصبحت أحد أبرز الوجوه السياسية التي أثبتت أن الوسائل الديمقراطية قادرة على تحقيق السلام الحقيقي.

ولاقت الجائزة هذا العام ترحيبًا واسعًا من الأوساط السياسية والحقوقية الدولية، حيث وصفها مراقبون بأنها "رسالة قوية إلى الأنظمة السلطوية في العالم"، ودعوة لاحترام إرادة الشعوب وحقها في اختيار مصيرها بحرية. فيما أشادت منظمات حقوق الإنسان بشجاعة ماتشادو، معتبرة أنها دفعت ثمنًا باهظًا من أجل قيم العدالة والمساواة.

وتعد جائزة نوبل للسلام من أرفع الجوائز العالمية، وتُمنح في العاصمة النرويجية أوسلو بخلاف باقي الجوائز التي تُمنح في ستوكهولم، وتبلغ قيمتها 11 مليون كرونة سويدية، أي ما يعادل نحو 1.1 مليون دولار أميركي. ويُنتظر أن تتسلم ماتشادو جائزتها رسميًا في حفل يقام في ديسمبر المقبل، بحضور شخصيات سياسية ودبلوماسية من مختلف دول العالم.

بهذا الفوز، تدخل ماريا كورينا ماتشادو التاريخ كأول شخصية فنزويلية تنال جائزة نوبل للسلام، لتكتب فصلًا جديدًا في مسيرة النضال السلمي، وتقدم نموذجًا مُلهِمًا لقوة المرأة في مواجهة الطغيان والدفاع عن الديمقراطية.

إقرأ أيضاً:

إعلان جائزة نوبل للسلام يطيح بأحلام ترامب

حملة دعائية مثيرة للجدل تكشف تصاعد المواجهة بين “Perplexity AI” و“جوجل”

الرابط المختصر

search