الخميس، 16 أكتوبر 2025

02:39 ص

علاء ثابت مسلم يكتب: القائمة الوطنية للنواب تثير علامات تعجب واستفهام

الأربعاء، 15 أكتوبر 2025 08:25 م

علاء ثابت مسلم

علاء ثابت مسلم

في مشهد أثار الكثير من التساؤلات داخل الأوساط السياسية، جاءت اختيارات بعض الكيانات السياسية لمرشحيها وكأنها تُعيد طرح سؤال قديم جديد: هل معيار الاختيار هو الكفاءة والإنجاز، أم العلاقات والمجاملات؟

ما حدث مؤخرًا لا يمكن اعتباره مفاجأة بقدر ما هو مؤشر على خللٍ في معايير الانتقاء داخل بعض المؤسسات، حيث بدا أن موازين الترشيح تميل أحيانًا نحو "من يعرف من" أكثر من "من يستطيع أن يقدم"، وهو ما يفتح الباب أمام تساؤلات مشروعة حول مستقبل العمل السياسي في ظل غياب الرؤية الواضحة.

ففي الوقت الذي ينتظر فيه كثير من الكوادر الحقيقية، التي ساهمت في بناء وتثبيت الكيان عبر سنوات من الجهد والعمل الميداني، فرصة التقدير والمشاركة، تظهر أسماء جديدة لم يعرف لها نشاط سابق، وكأن الانتماء بات ورقة تُمنح في اللحظة الأخيرة لا ثمرة نضال طويل.

هذه الصورة تثير بطبيعة الحال شعورًا بالإحباط لدى القواعد التي رأت في التجاهل رسالة غير منصفة، خاصة حين يُستبعد أصحاب العطاء لحساب من لم يُعرف لهم حضور أو دور.
ومع ذلك، فإن النقد هنا لا يعني الهجوم، بقدر ما هو دعوة للتصحيح والمراجعة، لأن كل مؤسسة تسعى للبقاء تحتاج إلى أن تسمع صوت قواعدها قبل أن ترفع شعارها.

العدالة التنظيمية والشفافية في الترشيح ليست ترفًا سياسيًا، بل أساس من أسس الثقة التي تربط القيادة بالكوادر.
وحين يغيب هذا الأساس، تتسع الفجوة بين الطرفين، ويصبح الحوار ضرورة لا خيارًا.

وفي الوقت ذاته، لا يمكن إنكار أن هناك شخصيات تحاول – بإخلاص وهدوء – إعادة التوازن داخل هذه الكيانات، والعمل على إصلاح ما يمكن إصلاحه، إيمانًا بأن المسار الصحيح لا يُبنى بالإقصاء، بل بالاستماع لكل صوت صادق ومخلص.

فالسياسة في جوهرها مسؤولية ومبدأ، لا مجاملة ولا صفقة.
والمستقبل لا يصنعه من يأتون بالمصادفة، بل من يؤمنون بأن العمل العام تكليف لا تشريف.

وفي النهاية، يبقى الأمل أن تدرك كل القيادات أن تصحيح المسار لا يُعد ضعفًا، بل قوة وشجاعة.
فالمؤسسات التي تواجه أخطاءها بشفافية، هي وحدها القادرة على كسب احترام الناس واستعادة ثقتهم.
ولأن الوطن لا يحتمل المزيد من الإقصاء، فإن الأمل يبقى معقودًا على أن تعود معايير الاختيار إلى جوهرها الحقيقي: الكفاءة، والإخلاص، والانتماء.

الرابط المختصر

search