تعرف على قصة زواج أحمد عبد الوارث من الفنانة سعاد نصر

تحل اليوم ذكرى رحيل الفنان القدير أحمد عبد الوارث، أحد أبرز نجوم جيله، الذي ترك بصمة مميزة في الدراما والمسرح المصري. وُلد عبد الوارث في 18 أكتوبر عام 1947، ورحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم عام 2018، بعد مشوار فني حافل استمر لأكثر من ثلاثة عقود قدّم خلالها أعمالًا لا تزال حاضرة في ذاكرة جمهوره ومحبيه.

بدأ الفنان الراحل رحلته مع الفن بعد تخرّجه في المعهد العالي للفنون المسرحية، وكان من دفعة أسماء كبيرة مثل نور الشريف وأحمد زكي، حيث جمعته بهما صداقة وزمالة فنية طويلة منذ سنوات الدراسة.

امتاز عبد الوارث بأداء هادئ ومتزن، وامتلك موهبة مميزة جعلته قادرًا على التنقل بين أدوار الخير والشر ببراعة لافتة، وهو ما جعله يحظى بتقدير كبار المخرجين في زمنه.

ورغم أن بدايته الفنية ارتبطت بأدوار الشاب الطيب الحالم، فإن عبد الوارث تمرد على هذا النمط مبكرًا، ورفض فكرة الحصر في شخصية واحدة، فاختار أن يقدّم أدوارًا أكثر تنوعًا وعمقًا، جسّد فيها شخصيات مركبة تحمل الخير والشر معًا، ليؤكد موهبته وقدرته على التلوّن الفني دون أن يفقد هويته.

أما عن حياته الخاصة، فقد عاش الفنان أحمد عبد الوارث قصة حب شهيرة جمعته بالفنانة الراحلة سعاد نصر، التي كانت زميلته في المعهد. بدأت العلاقة بينهما بصداقة قوية سرعان ما تحولت إلى ارتباط رسمي، وتوّجت بالزواج الذي دام عدة سنوات أثمر عن طفلين هما طارق وفيروز. ورغم انفصالهما لاحقًا، إلا أن العلاقة بينهما ظلّت قائمة على الاحترام المتبادل والتقدير الإنساني والفني، فقد كانت سعاد نصر دومًا تتحدث عنه بكلمات رقيقة، وتصفه بأنه "إنسان طيب وهادئ وموهوب".

وبعد انفصاله عن سعاد نصر، تزوج عبد الوارث من سيدة من خارج الوسط الفني، وأنجب منها ابنتين، من بينهما ميران التي قررت أن تسير على خطى والدها، واتجهت إلى التمثيل، حيث شاركت في مسلسل "كلبش 2"، لتكمل مسيرة والدها في عالم الفن.

وعن ابنه طارق، فقد بدأ حياته العملية كضابط في البحرية، لكنه قرر لاحقًا أن يترك المجال العسكري ويتجه إلى عالم الإخراج، متأثرًا بالأجواء الفنية التي عاشها في بيت والده.

وكان آخر ظهور علني للفنان أحمد عبد الوارث قبل وفاته خلال احتفالية تكريم الفنانة ليلى طاهر ضمن سلسلة تكريمات الرواد التي تنظمها وزارة الثقافة. 

وقد بدا خلال المناسبة متأثرًا بذكريات مشواره الفني الطويل، وتحدث بحب وصدق عن زملائه، مؤكدًا أن ليلى طاهر واحدة من الفنانات اللاتي يعتز بالعمل معهن وبالذكريات التي جمعتهن على الشاشة.

وفي تصريحاته الأخيرة قبل رحيله، كشف عبد الوارث عن بعض معاناته في بداياته الفنية، مشيرًا إلى أن المخرجين كانوا يحصرونه في أدوار الشاب الهادئ الطيب، لكنه قرر الخروج من هذا القالب، ونجح في إثبات قدرته على أداء أدوار الشر والدراما المركبة، ليقدّم أعمالًا شكلت علامات مهمة في مسيرته الفنية.

رحل الفنان أحمد عبد الوارث تاركًا إرثًا فنيًا وإنسانيًا كبيرًا، وأعمالًا لا تزال شاهدة على موهبته، منها مسلسلات "المال والبنون"، "الضوء الشارد"، و"المرأة في الإسلام"، وغيرها من الأعمال التي لاقت نجاحًا واسعًا. وبرحيله، فقد الوسط الفني أحد رموزه الهادئين الذين آمنوا بأن الفن رسالة سامية لا تُقاس بعدد الأدوار، بل بمدى تأثيرها في الناس وصدقها في التعبير عن الواقع.

وبينما تمر الأعوام على غيابه، يبقى اسم أحمد عبد الوارث حاضرًا في قلوب محبيه، وفي ذاكرة جمهور الفن المصري، كواحد من الفنانين الذين جمعوا بين الموهبة الهادئة والإنسانية العميقة، وبين الوفاء للفن والصدق في الأداء.

إقرأ أيضاً:

من هو المغني الأمريكي دي أنجيلو نجم موسيقى الـ نيو سول في التسعينيات؟

مفاجآت صادمة فى الحلقة الرابعة من مسلسل لينك