خبراء عن المدارس اليابانية بمصر: تجربة واعدة تواجه تحديات التطبيق
السبت، 18 أكتوبر 2025 03:10 م
أسامة محمد

المدارس المصريه اليابانية
أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، عن خطتها لتطوير المناهج الدراسية بالاعتماد على معايير الجودة اليابانية، حيث بدأت لأول مرة في مصر تطبيق كتاب جديد لمادة الرياضيات للصف الأول الابتدائي وفقًا لهذا النهج، وذلك بداية من العام الدراسي 2025 - 2026، ويأتي هذا التعاون المصري الياباني، الذي يُعد الأول من نوعه بين البلدين في مجال التعليم، بعد غياب 8 سنوات لكتاب متخصص في المادة.
ويتناول «المصري الأن» في هذا التقرير آراء الخبراء حول المدارس اليابانية في مصر ودورها في الارتقاء بجودة التعليم.
تطوير نظم التعليم بالمدارس المصرية اليابانية
عقد وزير التعليم، اجتماعًا، مع وفد هيئة التعاون الدولي اليابانية (جايكا)، لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك بين الجانبين في تطوير نظم التعليم بالمدارس المصرية اليابانية، واستعرض الوزير تفاصيل قصة نجاح المدارس المصرية اليابانية والبالغ عددها حاليا 55 مدرسة، مشيرًا إلى أنه يجري حاليا افتتاح 14 مدرسة جديدة خلال العام الدراسي الجاري ليصل العدد الإجمالي إلى 69 مدرسة، لاقتا إلى أن الوزارة تستهدف مواصلة التوسع في أعداد المدارس المصرية اليابانية على مستوى الجمهورية.
إعداد جيل قادر على القراءة والكتابة والتفكير النقدي
أكدت محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن الوزارة تستهدف ترسيخ دعائم التعليم من بدايته، من الصف الأول الابتدائي، من خلال إعداد جيل قادر على القراءة والكتابة والتفكير النقدي، وتنمية القيم والمهارات الأساسية التي تشكل قاعدة راسخة لمستقبل أبنائنا التعليمي والمهني، موضحًا أن تدريب المعلمين يمثل الركيزة الأساسية في إنجاح أي عملية تطوير تعليمي، مشددًا على أهمية إعداد كوادر تعليمية متميزة قادرة على مواكبة التطوير.
الأسلوب الياباني في تطوير المناهج التعليميه
وفي هذا الصدد، قال الدكتور كمال مغيث، عضو المركز القومي للتعليم والخبير التعليمي، إن وزارة التربية والتعليم تسير حاليًا على النهج الياباني في تطوير المناهج، مشيرًا إلى إصدار أول كتاب للرياضيات بالصف الأول الابتدائي وفق هذا التصور.
وأضاف عضو المركز القومي للتعليم، في تصريحات خاصة لـ «المصري الأن»، أن المناهج في اليابان تعتمد على أساليب تفاعلية ووسائل تعليمية ذكية، لكن البيئة التعليمية المصرية والبنية التحتية للمدارس ليست مهيأة بعد لاستقبال مثل هذه المناهج وتطبيقها بالشكل الصحيح، مؤكدًا أن التربية المقارنة كأحد فروع العلوم التربوية، تقوم على الاستفادة من التجارب الدولية بعد دراستها وتكييفها وفق ظروف الدولة، وليس مجرد نقلها كما هي
وأوضح «مغيث»، أنه لا يمكن أن نأخذ تجربة ناجحة في دولة ما دون أن ندرس ملاءمتها لواقعنا التعليمي وظروفنا الخاصة، بما في ذلك طرق التدريس، وعدد الطلاب في الفصول، والمناخ التربوي داخل المدارس.
وتابع الخبير التعليمي، أن التطوير الحقيقي لا يتم بمجرد استيراد مناهج أو تدريب معلمين على أسلوب تعليمي وافد، وإنما من خلال معالجة المشكلات الهيكلية في نظامنا التعليمي أولًا، فنحن نعاني من عجز يصل إلى 600 ألف معلم، كما أن موازنة التعليم لا تتجاوز نصف ما نص عليه الدستور وهو 4% من الناتج المحلي الإجمالي، فضلًا عن أن معلمينا من أفقر معلمي العالم.
تحديات تواجه العملية التعليمية في مصر
وأشار مغيث إلى أن الحديث عن تطبيق النظام الياباني أو غيره دون مواجهة هذه التحديات غير منطقي، فكيف يمكن أن نتحدث عن تعليم متطور بينما يعاني النظام من عجز شديد في المعلمين، وضعف الموارد، وتجاهل للتعليم الحكومي؟، مشددًا على أن الإصلاح الحقيقي يبدأ من معالجة جذور الأزمة، لا من خلال استعراضات شكلية أو استيراد تجارب لا تناسب واقعنا.
وضع التعليم المصري في إطار المنافسة العالمية
وعلى الصعيد ذاته، قال الدكتور حسن شحاتة، أستاذ المناهج بكلية التربية بجامعة عين شمس، الخبير التعليمي، إن توجهات الرئيس عبد الفتاح السيسي في بناء الإنسان المصري للجمهورية الجديدة، تقوم على إعداد مواطن قادر على التفكير والتحليل والابتكار، يمتلك التقنيات التعليمية المتقدمة، ويتقبل الآخر ويحترم ثقافات الشعوب.
وأضاف أستاذ المناهج في تصريحات خاصة لـ «المصري الأن»، أن وزارة التربية والتعليم اتجهت لوضع التعليم المصري في إطار المنافسة العالمية، مستفيدة من التجربة اليابانية التي تُعد نموذجًا دوليًا يرتكز على التكنولوجيا المتقدمة، وتوظيف العلوم الطبيعية والكيمياء في الحياة اليومية، مع التركيز على تعليم الرياضيات الحديثة، وأنشطة "التوكاتسو"، والذكاء الاصطناعي، وهي عناصر نقلت التجربة اليابانية من المحلية إلى العالمية.
الاستفادة من التجربة اليابانية لتطوير المناهج الدراسية
وأوضح شحاتة أن نجاح المدارس اليابانية في مصر شكّل قاعدة مهمة لبناء رصيد تعليمي ضخم، ساهم في الاستفادة من هذا الزخم لتطوير المناهج الدراسية، وإدخال الرياضيات والتقنيات اليابانية في محتوى المناهج، واستراتيجيات التدريس والتقويم، إلى جانب تدريب المعلمين على تحويل التجربة اليابانية إلى واقع تعليمي ملموس، سواء لمعلمي العلوم والرياضيات أو معلمي أنشطة "التوكاتسو".
إشراك الخبراء والمعلمين اليابانيين في عمليات التدريب
وأشار إلى أن الدعم الياباني السريع تمثل في إشراك الخبراء والمعلمين اليابانيين في عمليات التدريب وتبادل الخبرات، وتزويد المنظومة التعليمية بالتقنيات الحديثة، بما ساعد على تشكيل بيئة تعلم قائمة على استقلالية المتعلم، وتنويع مصادر المعرفة، ونشر أنشطة "التوكاتسو" والوسائط التعليمية المتقدمة داخل الفصول.
المناهج المصرية أكثر تطورًا
واختتم بأن هذه الجهود جعلت المناهج المصرية أكثر تطورًا، تحقق متعة التعلم وبهجة التعليم، وتسعى لتحويل المدرسة المصرية إلى مؤسسة تعليمية جاذبة تُسهم في تشكيل إنسان جديد للجمهورية الجديدة.
اقرأ أيضا:
توزيع درجات أعمال السنة للصف الأول الابتدائي 2025-2026
توزيع درجات أعمال السنة للصف الثاني الابتدائي 2025-2026 (تفاصيل)
توزيع درجات أعمال السنة للصف الثالث الابتدائي 2025-2026
تفاصيل توزيع درجات أعمال السنة للصف الرابع الابتدائي.. تعرف عليها
توزيع درجات أعمال السنة للصف الخامس الابتدائي.. 40 درجة
وزير التعليم: شراكة استراتيجية في التعليم الفني والتدريب بين مصر وألمانيا
الرابط المختصر
آخبار تهمك
أسعار الفضة اليوم في مصر تحديث مباشر لأحدث أسعار جرام الفضة السبت 18 أكتوبر 2025
18 أكتوبر 2025 12:54 م
حساب التوفير في بنك مصر أسعار الفائدة على حسابات التوفير بعد قرار المركزي المصري
18 أكتوبر 2025 12:45 م
الأكثر قراءة
أكثر الكلمات انتشاراً