الثلاثاء، 21 أكتوبر 2025

07:17 ص

محامي الأسرة: المتهم دوّن عبارات دماء على جدران غرفته

تفاصيل جديدة في قضية طفل الإسماعيلية ضحية صديقه

الثلاثاء، 21 أكتوبر 2025 04:20 ص

فاطمة محمد

طفل الإسماعيلية المتهم بقتل صديقه محمد

طفل الإسماعيلية المتهم بقتل صديقه محمد

تواصل تحقيقات النيابة العامة في كشف ملابسات جريمة من أبشع الجرائم التي هزّت الشارع المصري في السنوات الأخيرة، والمعروفة إعلاميًا بـ"قضية طفل الإسماعيلية"، التي راح ضحيتها الطفل محمد أحمد على يد صديقه وزميله في المدرسة يوسف أيمن، بعد جريمة قتل وتقطيع جثمان هزّت القلوب لبشاعتها.

وفي تصريحات خاصة لـ" المصري الآن"، كشف المستشار محمد الجبلاوي، محامي أسرة المجني عليه، عن تطورات جديدة ومثيرة في القضية التي ما زالت قيد التحقيق أمام النيابة العامة.

تقرير الطب الشرعي والاعترافات تفتح أبوابًا جديدة في التحقيق

أكد الجبلاوي أن التقرير المبدئي للطب الشرعي صدر بالفعل، متضمنًا تفاصيل دقيقة عن الجريمة، بينما لا يزال تقرير الصفة التشريحية الكامل قيد الإعداد.

وأوضح أنه تم سحب عينات دم وبول من المتهم يوم السبت 18 أكتوبر، مشيرًا إلى أن الواقعة تحمل ملابسات تتجاوز مجرد خلاف بين طفلين.

وأضاف أن اعترافات المتهم أمام جهات التحقيق كشفت وقائع أخرى ارتكبها أثناء تقطيع الجثمان وإلقاء الأشلاء، وأن هناك مؤشرات لاحتمال وجود مشاركين آخرين في الجريمة.

وأشار إلى أن النيابة العامة أصدرت أكثر من 10 قرارات قضائية تخص إجراءات الطب الشرعي وفحص الأدلة، مؤكدًا أن التحقيقات تُجرى بسرية تامة.

تمثيل الجريمة ومعاينات جديدة

كشف محامي الأسرة أن المتهم في البداية كان يراوغ جهات التحقيق في أقواله، ثم اعترف لاحقًا بأن شخصًا آخر شاهده أو شاركه في ارتكاب الجريمة.

وبناءً على هذه الاعترافات، أجرت النيابة معاينة جديدة لموقع الجريمة يوم الأحد الماضي، وشهدت تمثيلًا تفصيليًا للجريمة من قبل المتهم.

كان بيقلد فيلم أجنبي.. جريمة مستوحاة من مشاهد عنف

من أغرب ما تضمنته اعترافات المتهم، بحسب الجبلاوي، أن الطفل أقرّ بأنه كان يقلّد فيلمًا أجنبيًا يحوي مشاهد عنف وقتل وتقطيع للجثث.

وقال المحامي: "لن نذكر اسم الفيلم حرصًا على الأطفال الآخرين، لكن المتهم مثل الفيلم بكل تفاصيله، وكان لديه شغف غريب أثناء التنفيذ".

وأضاف أن مشاهدة هذا المحتوى العنيف كانت الدافع الرئيسي وراء الجريمة، إذ استدرج يوسف زميله محمد إلى منزله، ثم قتله وقطّع جسده إلى ستة أجزاء، قبل أن يطبخ جزءًا من الساق (السمانة) ويتناولها في مشهد لا يصدق.

7 ساعات من الرعب وعبارات دماء على الجدران

بحسب التحقيقات، استمرت الجريمة نحو سبع ساعات متواصلة، كتب خلالها المتهم عبارات باللغة الأجنبية على جدران غرفته مستوحاة من أفلام العنف.

وقال الجبلاوي إن ذلك يعزز فرضية تأثر الطفل بالمحتوى الدموي المنتشر عبر الإنترنت.

الأدوات والكاميرات.. خيوط جديدة في القضية

أكد المحامي أن النيابة تحقق مع أشخاص آخرين اشترى منهم المتهم الأدوات التي استخدمها في تقطيع الجثة، مضيفًا: "من المحتمل أن يثبت تورطهم لاحقًا، وقد طالبت النيابة بتفريغ كاميرات المراقبة والمكالمات الهاتفية للتحقق من ذلك".

وأشار إلى أن المتهم اشترى أكياسًا وبلاستر و"استرتش" لف به الجثمان بإحكام قبل التخلص منه، وأن تقرير الطب الشرعي قد يكشف ما إذا كان هناك من ساعده في تنفيذ الجريمة.

رحلة التخلص من الجثمان

أوضح الجبلاوي أن المتهم حمل الأكياس بنفسه وسار لمسافة نحو كيلومترين من مسكنه في منطقة "المحطة الجديدة" حتى السلالم المجاورة لكارفور، حيث ألقى أجزاء من الجثمان.

كما ألقى بعض الأشلاء في مياه الترعة، ما أدى إلى تعفّنها وصعوبة التعرف عليها داخل المشرحة.

ونفى ما تردد عن وضع أجزاء من الجثة في الثلاجة، مؤكدًا أن الأسرة تسلمت الجثمان بالكامل وتم دفنه بعد انتهاء المعاينات.

والد المتهم لم يُحبس والنيابة تواصل التحقيقات

أشار الجبلاوي إلى أنه لم يصدر حتى الآن أي قرار بحبس والد الطفل المتهم، موضحًا أن النيابة ما زالت تجري تحقيقات مكثفة لبحث وجود شركاء محتملين في الجريمة.

كما أمرت بإجراء تحاليل إضافية للمتهم بعد ملاحظة وضعية غريبة للجثة، قد تكشف عن دوافع أو مؤثرات أخرى وراء ارتكاب الواقعة.

صرخة أم مفجوعة: عايزة حق ابني يتعدم هو واللي ساعده

في مشهد مؤلم، كتبت مروة قاسم، والدة الطفل المجني عليه، رسالة تقطر ألمًا عبر صفحتها على "فيس بوك"، قالت فيها: “أنا عايزة حق ابني، يتعدم هو واللي ساعده، مش هعيط، ناري مش هتبرد إلا لما يتعمل فيه زي ما عمل في ابني... محمد كان طيب وبيحب الناس، يقسم اللقمة مع زمايله، ويساعد اللي محتاج من غير ما يقول... كان ملاك ما يعرفش الأذى، ربنا ينتقم منهم.”

دعوة لتعديل قانون الطفل: جرائم بشعة تستدعي مراجعة القوانين

اختتم الجبلاوي تصريحاته بمطالبة واضحة بتعديل النصوص القانونية التي تخص جرائم القتل المرتكبة من الأطفال، مؤكدًا أن هناك حالات تتجاوز مفهوم الطفولة وتحتاج إلى تعامل قانوني خاص يحقق الردع والعدالة، كما في حالة المجني عليه محمد.

إقرأ أيضًا: 

والدة أطفال دلجا القتلى الستة: كان نفسي أشوفهم وهم رايحين المدرسة ويفرحوا بالسنة الجديدة

بأي ذنب قتلت.. أم تنهي حياتها طفلتها الرضيعة بالبحيرة

الرابط المختصر

search