السبت، 25 أكتوبر 2025

07:18 م

“شرفنطح” الكوميديان الذي نافس الريحاني ورحل في صمت

السبت، 25 أكتوبر 2025 04:24 م

إسراء علي

محمد كمال المصري

محمد كمال المصري

تحل اليوم ذكرى وفاة الفنان الكبير محمد كمال المصري، الشهير باسم “شرفنطح”، أحد أبرز رواد الكوميديا المصرية في بداياتها، وصاحب الشخصية التي التصقت به حتى صارت اسمه الفني، بعدما جسدها في مسرحياته وأعماله لسنوات طويلة، مقدماً نموذجًا فريدًا للممثل الشعبي خفيف الظل، الذي عاش الفن بكل تفاصيله ورحل في صمت.

البدايات.. من “بائع الأحذية” إلى ممثل موهوب

ولد محمد كمال المصري في 11 أغسطس عام 1886 بحارة ألماظ بشارع محمد علي في القاهرة، لأسرة بسيطة كان والده يعمل بالأزهر الشريف، التحق بمدرسة الحلمية الأميرية، وهناك بدأت موهبته حين شارك في أول فرقة مدرسية للتمثيل، مؤدياً دور بائع أحذية، لاقى أداؤه إعجاب الجميع، فقرر ترك الدراسة والتفرغ للفن، لينضم إلى فرق الهواة ويبدأ رحلة طويلة من الاجتهاد والتطور.

“سلامة حجازي الصغير”

تميز المصري بقدرته على تقليد كبار الفنانين، خصوصًا الشيخ سلامة حجازي، حتى أطلق عليه النقاد والجمهور لقب “سلامة حجازي الصغير”. تنقل بين عدد من الفرق المسرحية المهمة، منها فرقة سيد درويش، وجورج أبيض، قبل أن يستقر في فرقة نجيب الريحاني، حيث قدم معه مسرحية “صاحب السعادة كشكش بيه” التي كانت محطة مهمة في مشواره الفني.

“شرفنطح”.. المنافس الجريء لكشكش بيه

لم يكتف المصري بالعمل مع الريحاني، بل قرر أن يخوض مغامرة المنافسة، فكوّن فرقته المسرحية الخاصة واستأجر مسرحًا بالقرب من مسرح الريحاني نفسه، هناك ابتكر شخصية “شرفنطح” التي نافست بقوة شخصية “كشكش بيه”، وحققت نجاحًا جماهيريًا لافتًا، ليصبح “شرفنطح” أحد أشهر الأسماء في الكوميديا المصرية خلال الثلاثينيات والأربعينيات.

بصمة في السينما مع الريحاني وأم كلثوم

دخل محمد كمال المصري عالم السينما من بوابة فيلم “سعاد الغجرية” عام 1928، مجسدًا شخصية الرجل البخيل الضعيف البنية ذي النظرة الماكرة والشارب المهذب والطربوش، وهي الصورة التي حافظ عليها في معظم أدواره.

شارك مع نجيب الريحاني في ثلاثة أفلام شهيرة: “سلامة في خير” (1937)، “سي عمر” (1940)، و“أبو حلموس” (1947)، كما وقف أمام كوكب الشرق أم كلثوم في فيلم “فاطمة” عام 1947، وكان آخر أفلامه “حسن ومرقص وكوهين” و“عفريتة إسماعيل ياسين” عام 1954.

حياة غامضة ونهاية مؤلمة

عُرف شرفنطح بعشقه للعزلة، فلم يُعرف الكثير عن حياته الشخصية أو محل إقامته، تزوج ثماني مرات من فتيات صغيرات لا تتجاوز أعمارهن 18 عامًا، وكان يغير منزله بعد كل زواج، مؤكداً أنه لا يريد إنجاب أطفال يعانون قسوة الحياة.

أصيب في سنواته الأخيرة بمرض الربو فاضطر للاعتزال، وتكفلت نقابة الممثلين بصرف معاش شهري له قدره عشرة جنيهات، عاش سنواته الأخيرة في فقر ووحدة، ولم يعرف أحد بوفاته إلا بعد أن جاء موظف النقابة لتسليمه المعاش، ليجده قد فارق الحياة في 25 أكتوبر 1966 عن عمر ناهز الثمانين عامًا، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا خالداً وشخصية لن تُنسى في ذاكرة الكوميديا المصرية.

اقرأ أيضاً..محمد عدوية يحيي حفلا غنائيا اليوم السبت بمدينة العبور

هايدي موسي تريند جوجل بعد عقد قرانها على الإعلامي محمد غانم

سميح ساويرس يعلن مهرجان الجونة السينمائي حدثا عالميا

الرابط المختصر

search