الأوقاف: المتحف المصري الكبير يؤكد أن الدين والحضارة وجهان لرسالة واحدة
الجمعة، 31 أكتوبر 2025 10:54 ص
السيد الطنطاوي
 
                            المتحف المصري الكبير
أكدت وزارة الأوقاف، أن افتتاح المتحف المصري الكبير يعد حدثًا يتجاوز كونه مشروعًا ثقافيا ضخمًا، ليصبح رسالة روحية من قلب مصر إلى ضمير الإنسانية، نظراً لأن هذا الصرح يعكس عمق الشخصية المصرية التي جمعت بين الإيمان والعلم، والروح والعقل، والماضي والمستقبل في لوحة واحدة من الإبداع الإنساني.
مصــرُ أرض الرسالات والعطاء المتجدد عبر الزمان
وقالت إن مصر كانت ولا تزال قلب الحضارة النابض، وأرض الرسالات والعطاء المتجدد عبر الزمان، فعلى أرضها خطت الإنسانية أولى صفحات التاريخ، وفي ربوعها شيدت أعظم الشواهد على عبقرية الإنسان وإيمانه بخالقه، ومصر هي التي علمت العالم معنى البناء والإبداع والإرادة، وكانت ولا تزال منبعًا للحكمة ومأوى للأمن والسلام، الحضارة لا تُبنى بالحجر وحده، بل بالعقل والروح والإيمان.
العمران المادي والروحي
وأوضحت أن المتحف المصري الكبير يؤكد مبدأ العمران في أسمى صوره، إذ يمزج بين العمران المادي الذي شيدته أيادي المصريين، والعمران الروحي الذي يعبر عن سعي الإنسان الدائم لمعرفة الله عبر التأمل في الكون والخلق والتاريخ، فكل قطعة أثرية داخله "تحكي حكاية إنسان بحث عن الله، وترك على الجدران أثر إيمانه بالخلود والحساب والبعث بعد أن حول هذا الإيمان إلى فلسفة وهندسة وتشييد".
حضارة الإيمان والضمير
وأضافت أن الحضارة المصرية القديمة لم تكن حضارة حجر وصنم بل حضارة إيمان وضمير، فالمصري القديم حين نحت المعابد وشيد المقابر، كان يؤمن أن وراء هذا العالم حياة أخرى، وأن العمل الصالح والعدل والصدق هي مفاتيح البقاء الأبدي، وهي القيم نفسها التي جاءت بها الرسالات السماوية بعد ذلك، والحفاظ على هذا التراث العظيم، واجب ديني وإنساني، لأن الله تعالى أمرنا بالنظر في سنن الأولين والتأمل في آثارهم، ومشيرة إلى أن المتحف المصري الكبير ليس مجرد مكان لعرض الآثار، بل منارة للتدبر والتفكر في آيات الله في التاريخ والإنسان، وهنا أدعو الزائرين إلى أن تكون زيارتهم للمتحف (رحلة عقل وروح) ينظرون فيها إلى القطع الأثرية بوصفها رسائل حية تنطق باسم الإنسان الباحث عن الإيمان.
افتتاح المتحف درس في الإتقان والعزيمة والإيمان بقدرة الإنسان على الخلود بعمله الصالح
وقالت: يحمل افتتاح المتحف في هذا التوقيت دلالات عميقة تجمع بين العلم والإيمان، والتراث والهوية، والتاريخ والإنسان، وأن في كل ركن من أركانه نقرأ آية من آيات الله في الإبداع، ودروسا في الإتقان والعزيمة والإيمان بقدرة الإنسان على الخلود بعمله الصالح وجهده المخلص.. وما نشهده اليوم من افتتاح هذا الصرح الحضاري العظيم، يؤكد أن الدين والحضارة وجهان لرسالة واحدة، فالحضارة ليست نقيضا للإيمان، بل ثمرة من ثماره، إذ يدفع الإيمان الصادق صاحبه إلى العمل والعطاء وخدمة الإنسانية.
واليوم تجدد مصر رسالة أجدادها الذين شيدوا حضارة خالدة على أساس من الإيمان بالله واليقين بخلوده، لتواصل مسيرتها بروح تجمع بين الأصالة والتجديد، والعلم والأخلاق، والإيمان والعمل، في تناغم يليق بأمة وصفها الله تعالى بقوله: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَٰكُمۡ أُمَّةٗ وَسَطٗا} [البقرة: ١٤٣].
الإيمان والعلم شريكان في بناء الحضارة
ويحمل المتحف المصري الكبير في جوهره رسالة روحية عميقة، تؤكد أن الإيمان والعلم شريكان في بناء الحضارة، وأن الدين الحق لا يتعارض مع التقدم، بل يوجهه نحو الخير والعمران والإسلام حين دعا إلى بناء المساجد ليذكر فيها اسم الله، دعا كذلك إلى عمارة الأرض بالعلم والفكر والعمل الصالح، مصداقا لقوله تعالى: {وَقُلِ ٱعۡمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمۡ وَرَسُولُهُۥ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَۖ} [التوبة: ١٠٥]، فعبادة الله لا تكتمل إلا حين يقترن الإيمان بالعمل النافع الذي يرفع شأن الإنسان ويخدم مجتمعه.
عبقرية الإنسان
إن المتحف المصري الكبير لا يضم حجارة جامدة، بل يحكي قصة إبداع الإنسان المؤمن بربه، الذي حول تدينه إلى حضارة العامل في أرضه، الساعي إلى أن يترك أثرًا نافعًا يُخلّد اسمه ويرضي خالقه، وسيظل هذا المتحف العظيم شاهدًا على عبقرية المصريين ورمزا لنهضة مصر الحديثة، ودليلا على أن الحضارة المصرية لا زالت قادرة على إبهار العالم وإعلاء اسم مصر في كل محفل دولي.
الحفاظ على المتحف مسؤلية وطنية ودينية
ويعد الحفاظ على هذا الصرح العظيم، مسؤولية وطنية ودينية في آن واحد، لأن كل حجر في المتحف المصري الكبير، شاهد على أمانة الإنسان في حمل رسالة الإعمار التي كلف بها من خالقه جل شأنه، وندعو الله أن يحفظ مصر ويبارك في سعي أبنائها، وأن يجعل هذا الافتتاح المبارك فاتحة خير ونور تضيء دروب الأجيال القادمة بالإيمان والعلم والعمل.
واختتمت وزارة الأوقاف أن المتحف المصري الكبير لا يضم حجارة جامدة، بل يحكي قصة إبداع الإنسان المؤمن بربه، الذي حول تدينه إلى حضارة العامل في أرضه، الساعي إلى أن يترك أثرًا نافعًا يُخلّد اسمه ويرضي خالقه، وسيظل هذا المتحف العظيم شاهدًا على عبقرية المصريين ورمزا لنهضة مصر الحديثة، ودليلا على أن الحضارة المصرية لا زالت قادرة على إبهار العالم وإعلاء اسم مصر في كل محفل دولي.
اقرأ أيضا:
افتتاح فرعين جديدين لمدرسة الإمام الطيب لحفظ القرآن الكريم بجامعة الأزهر
خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف اليوم 31 أكتوبر 2025م ـ 9 جمادى الاولى 1447هـ
خطبة الجمعة القادمة للدكتور خالد بدير 31 أكتوبر 2025م ـ 9 جمادى الاولى 1447هـ
خطبة الجمعة القادمة للشيخ خالد القط 31 أكتوبر 2025م ـ 9 جمادى الاولى 1447هـ
الأوقاف تصدر دليل زاد الأئمة لخطبة الجمعة القادمة 31 أكتوبر 2025م ـ 9 جمادى الاولى 1447هـ
الرابط المختصر
آخبار تهمك
سعر الدولار الأمريكي مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 31 أكتوبر 2025
31 أكتوبر 2025 03:31 م
تعرف على أسعار الفراخ البيضاء والبلدي والبيض اليوم الجمعة 31 أكتوبر
31 أكتوبر 2025 06:00 ص
الأكثر قراءة
أكثر الكلمات انتشاراً
 
                     
                     
             
                                     
                                     
                                     
                                    