الأحد، 02 نوفمبر 2025

05:47 م

د. جمال المجايدة يكتب: عبقرية مصر تتجلّى في إفتتاح المتحف المصري الكبير

الأحد، 02 نوفمبر 2025 10:53 ص

دكتور جمال المجايدة

دكتور جمال المجايدة

خطّت مصر أمس صفحة جديدة في سجل حضارتها الممتد لآكثر من سبعة الاف سنة، بافتتاح «المتحف المصري الكبير»، أضخم وأروع متحف مخصّص لحضارة واحدة في العالم، في احتفال عالمي فريد من نوعه اقيم على مشارف أهرامات الجيزة، مهد التاريخ وموطن الدهشة الأولى للبشرية.
هذا الافتتاح الذي تابعه العالم كله، لم يكن مجرد تدشين صرح أثري ضخم، بل إعلان جديد عن عبقرية مصر والمصريين، وقدرتهم على الجمع بين عظمة ماضيهم وقوة حاضرهم وطموح مستقبلهم.
معجزة هندسية وثقافية
يقع المتحف على مساحة تتجاوز نصف مليون متر مربع، ويضم أكثر من 52 ألف قطعة أثرية، من بينها كنوز الملك توت عنخ آمون التي تُعرض لأول مرة كاملة في مكان واحد. كما يحتضن تمثال الملك رمسيس الثاني الضخم، الذي يستقبل الزوار كحارس أبدي على بوابة التاريخ.
ويضم المتحف أكبر مركز ترميم آثار في المنطقة، وأحدث أنظمة العرض المتحفي عالمياً، في تجربة استثنائية تمزج بين التكنولوجيا وروح الحضارة المصرية الخالدة.
رسالة مصر إلى العالم
هذا الإنجاز العملاق رسالة مصرية واضحة للعالم: أن الحضارات العظيمة لا تموت، وأن الأمم القوية قادرة دائماً على إعادة اكتشاف ذاتها، وصنع الإنجازات مهما كانت التحديات.
فالمتحف لم يتجسد من حجارة وآثار فقط، بل من إرادة وعزيمة آلاف الكفاءات المصرية من مهندسين وباحثين وخبراء ترميم وفنيين، جسّدوا روح البناء وعمق الانتماء لهذا الوطن.
وجهة حضارية للمستقبل
يفتح المتحف المصري الكبير نافذة واسعة على السياحة الثقافية العالمية، ويضع مصر في موقع متقدم على خارطة المتاحف الكبرى، ليس كحاضنة للماضي فقط، بل كمركز معرفي وثقافي وتنموي متكامل.
ومن المتوقع أن يعزز المتحف مكانة مصر كوجهة رئيسية للثقافة والتراث العالمي، بما يدعم الاقتصاد الوطني، ويفتح آفاقاً جديدة للاستثمار والسياحة والتعليم والبحث العلمي.
مصر.. تاريخ يتجدد

افتتاح المتحف المصري الكبير لحظة فخر لكل مصري وعربي، ودرس للعالم في أن الشعوب العريقة، حين تتكاتف، قادرة على صنع المعجزات.
إنها مصر التي لا تكتفي بأن تُدهش العالم بتاريخها، بل تُدهشه أيضاً بقدرتها على صون هذا التاريخ وتقديمه بأبهى صورة، وبشعب لا يزال يحمل روح الأجداد الذين بنوا الأهرامات، ليواصل اليوم تشييد معجزات أخرى لا تقل عن تلك عظمةً وإبهاراً.

الرابط المختصر

search