توقعات سعر الذهب في شهر نوفمبر 2025

 عبر سوق الذهب مرحلة حرجة اتسمت بتباين واضح بين الصعود القوي الذي سجّله المعدن النفيس خلال الأشهر الثلاثة الماضية، والتراجع النسبي الذي شهدته الأونصة في الأسبوعين الأخيرين منها.

 في هذا الإطار، تأتي توقعات سعر الذهب فى شهر نوفمبر 2025 لتشكّل بوصلة للمستثمرين والمتابعين على حد سواء، إذ تحمل إشارات مهمة لما يمكن أن تشهده الأسعار في الفترة المقبلة.

فقد بدأ الذهب تداولاته قرب مستويات قياسية، ثم تلقّى ضغوطاً بسبب قوة الدولار ومداولات السياسة النقدية في الولايات المتحدة، مما يتطلّب فهماً دقيقاً للعوامل المؤثرة حالياً قبل الخوض في توقعات سعر الذهب فى شهر نوفمبر 2025.

 تراجع أسبوعي وضغط من الدولار على أسعار الذهب

عاش سوق الذهب إضعافاً نسبياً في الأسبوعين الأخيرين من أكتوبر، إذ تذبذبت الأسعار بين مستويات مرتفعة وأخرى أدنى منها، مع استمرار تراجع الأسعار نتيجة صعود الدولار الأمريكي. 

وأشار تقرير إلى أن أسعار الذهب «تابعت الهبوط للأسبوع الثاني على التوالي، مدفوعة بقوة الدولار وتراجع الطلب على الملاذات الآمنة». 

وفي سياق مشابه، تحليلات فنية تؤكد أن الفاصل الهام المقبل للذهب يرتبط بمدى قدرة المعدن على الحفاظ فوق مستوى الدعم عند حوالي 3847 دولاراً للأونصة، وإلا فقد يتعرّض لمزيد من الضغوط التصحيحية. 

 توقعات متباينة بين بنوك ومحلّلين عن توقعات سعر الذهب فى شهر نوفمبر 2025

 بحسب تحليل من بنكٍ كبير، يتوقّع أن يسجّل الذهب متوسط سعر حوالي 3675 دولاراً للأونصة بحلول الربع الرابع من 2025، مع احتمالية الوصول إلى نحو 4000  دولار خلال منتصف 2026. 

 من جهة أخرى، تحليل آخر يشير إلى أن الذهب قد ينخفض إلى نحو 3500 دولار خلال نوفمبر، بوصفه «قمة محتملة» أو مرحلة تصحيح. 

 تحليلات تقنية محدثة تبيّن أن التصحيح الجاري في السوق يُعدّ «مرحلة صحية» ويمكن ألا تؤدي إلى انهيار كبير، لكن المؤشر بين ارتفاع أو تراجع واضح يعتمد على عاملين رئيسيين وهما الدولار والسياسة خاصة العلاقات الأمريكية الصينية.

 عوامل داعمة ومحدّدة للاتجاه القادم لتحديد سعر الذهب

الدولار / الفائدة: ما زال تحرّك الدولار الأميركي وقوة العملة يشكّلان عامل ضغط مباشر على الذهب، لكون الأخير يُسعّر بالدولار، وبالتالي ارتفاع الدولار يجعل الذهب أكثر تكلفة لحائزي العملات الأخرى. 

طلب البنوك المركزية والمستثمرين: أحد أبرز المؤشرات التى تدعم ارتفاع سعر الذهب فى شهر نوفمبر 2025، هو الطلب المؤسسي، خاصة من البنوك المركزية وصناديق الاستثمار المدعومة بالذهب.

تفيد التحليلات بأن هذا الاتجاه متصاعد وسيبقى داعمًا لاستقرار أسعار الذهب. 

التوترات الجيوسياسية / التذبذُب في الأسواق: تراجع الثقة في الأصول التقليدية (مثل السندات والأسهم) مع ارتفاع المخاطر الجيوسياسية يعزّز الذهب كملاذ آمن.

 لكنّ في المقابل، انخفاض التوترات أو تحسّن الأوضاع يمكن أن يُحدّ من الزخم الصاعد للذهب. 

التصحيح الفني وتشبّع السوق: بعد وصول السعر إلى مستويات مرتفعة، يتوقع بعض المحلّلين دخول الذهب في مرحلة تصحيح أو استقرار عرضي قبل انطلاقة جديدة، وهو ما يتّضح من توقعات تراجع محتمل نحو دعم ما قبل 3800 دولار للأونصة. 

 توقّعات أسعار الذهب فى شهر نوفمبر 2025

في ظل المعطيات الحالية، يبدو أن شهر نوفمبر سيشهد حالة من التداول العرضي لأسعار الذهب، بمعنى أن المعدن قد يحافظ على مستويات مقبولة دون تحرّك قوي في أي من الاتجاهين، على الأقل حتى تتضح قرارات الفيدرالي الأمريكي والبيانات الاقتصادية الأميركية.

في هذا السياق، تحليل حديث يضع النطاق المرجّح للذهب خلال نوفمبر بين حوالي  3800 إلى 4100 دولار للأونصة، مع ميل طفيف نحو الصعود في حال ظهور محفّزات قوية. 

هذا التحليل يستند إلى احتمالية أن يبقى الدولار قوياً، لكن الطلب المؤسسي على الذهب يمكن أن يكبح هبوطاً أعمق. 

وهكذا، فإن السيناريو الأكثر احتمالاً هو استقرار السعر قرب مستويات 4000 دولار، مع إمكانية اختبار المقاومة عند نحو 4064 إلى 4129 دولاراً بحسب تحليل فني حديث. 

 السيناريو الصاعد: تحفيز قوي يقود للارتفاع

إذا ما ظهرت عوامل تحفيزية قوية – مثل خفض فائدة من الفيدرالي أو تصعيد جيوسياسي أو ضعف الدولار – فإن الذهب قد يشهد موجة صعود نحو 4200 دولار أو أكثر خلال نوفمبر، وربّما اختبار حدود 4300 دولار للأونصة. 

هذا السيناريو يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمواصلة البنوك المركزية مشترياتها من الذهب وتراجع البدائل الاستثمارية ذات العوائد. 

 السيناريو الهبوطي: تصحيح أفقي أو انخفاض محدود

في المقابل، إذا ما صعد الدولار بقوة، وجاءت بيانات أمريكية أقوى من التوقعات دفعت الفيدرالي إلى تأجيل أو ترشيد خفض الفائدة، فإن الذهب قد يُسجّل تصحيحاً إلى نطاق حوالي 3700 –3800 دولار.

 توصيات بناءً على مدّة الاستثمار

 للمستثمرين طويل الأجل: يظل الذهب خياراً جذّاباً للتحوط ضد التضخم والتقلبات الاقتصادية.

 في هذا الإطار، فإن أي انخفاض مؤقت في نوفمبر يُعد فرصة للشراء التدريجي، أكثر من كونه دعوة للبيع.

 للمتداولين قصيري الأجل: يُنصح بمتابعة مستويات الدعم والمقاومة الدقيقة (حوالي 3847 دولاراً 4064 دولاراً)، والتحرّك بناءً على تحرّك الدولار أو بيانات الفائدة. 

ربما تكون فرصة لتحقيق ربح من التقلب أكثر منها من الاستثمار الثابت.

 للمستهلكين المحليين (خاصة في مصر): يجب مراقبة التحوّلات في سعر الأونصة العالمي وانعكاسها على أسعار الجرام، مع الأخذ في الحسبان المصنعية وتكاليف التصنيع إن كانوا يشترون لاقتناء أو إعادة بيع.

 عوامل يتعين مراقبتها لتوقع أسعار الذهب فى شهر نوفمبر 2025

 قرارات الفيدرالى الأمريكى والنبرة المصاحبة لمؤتمرها المقبل: هل ستتبنّى موقفًا أكثر تقليلاً للتيسير، أم تستمر في الترجيحات نحو خفض الفائدة؟

 البيانات الاقتصادية الأمريكية (التضخم، التوظيف، نمو الناتج المحلي): لأنها تؤثر مباشرة في توقعات سعر الفائدة وفي قوة الدولار.

 تحرّكات البنوك المركزية والمشتريات الفعلية من الذهب: أي زيادة ملحوظة ستدعم السعر، أي تراجع ستحد من الزخم.

 مستوى الدولار الأمريكي مقابل سلة العملات: كلما ارتفع الدولار، زاد الضغط على الذهب، والعكس بالعكس.

 التطورات الجيوسياسية المفاجئة أو تغيّرات سوقية كبرى: مثل أزمات اقتصادية أو تجارية قد تدفع المستثمرين إلى الذهب كملاذ آمن.

 العلاقة بالسوق المصري: ما الذي يُتوقّع محلياً لأسعار الذهب فى شهر نوفمبر 2025

بينما تتركز التوقعات أعلاه على السعر العالمي للأونصة، إلا أن للسوق المصري خصوصيته، لا سيّما من حيث عيار 21 الذي يُعد الأكثر تداولاً، والمصنعية التي تختلف من محل إلى آخر.

 بناءً على توقعات التحليل العالمي ومدخلات السوق المحلي، يمكن القول إنه في حال استمرار السعر العالمي قرب حدود 4000 دولار، فقد يشهد السوق المصري ثباتاً نسبياً أو ارتفاعاً متواضعاً لسعر الجرام، ما لم يشهد الجنيه أو سعر الدولار تقلباً شديداً.

وعليه، فإن توقعاتنا تضع نطاق سعر محتمل لجرام الذهب عيار 21 خلال نوفمبر في مصر بين حوالي 5300  إلى 5450 جنيه، مع احتمال اختراق أعلى في حال وجود دفعة قوية.

 أما في حال السقوط العالمي نحو التصحيح، فقد ينخفض السعر إلى نحو 5200 جنيه أو أقل قليلاً، لكن الاحتمال الأضعف هو انخفاض كبير دون محفّز داخلي.

نوفمبر اختبار حقيقي لاتجاه أسعار الذهب

يمكن وصف شهر نوفمبر 2025 بأنه «اختبار» لأسواق الذهب: هل سينحو المعدن إلى استئناف الصعود ضمن موجة أعلى أم سيدخل في تصحيح مستمر أو استقرار عرضي طويل؟ المعطيات تميل إلى السيناريو الوسطي: استقرار مع احتمالية صعود محدود، ما لم تطرأ مفاجآت من القرار النقدي الأمريكي أو من تطورات جيوسياسية حادة.