توقعات أسعار الذهب خلال شهر ديسمبر 2025

مع بداية شهر نوفمبر 2025، يشهد سوق الذهب العالمي حالة من التذبذب الحذر، في ظل خليط من المؤثرات الاقتصادية المتناقضة، ما بين توقعات بمزيد من التيسير النقدي من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وتصاعد التوترات الجيوسياسية في أكثر من منطقة حول العالم.

فبعد أن أنهى الذهب شهر أكتوبر على ارتفاع شهري قوي بلغ نحو 3.7% مسجلًا أعلى مستوى تاريخي عند 4381 دولارًا للأونصة، شهد المعدن النفيس خلال الأسبوع الأول من نوفمبر تصحيحًا سعريًا ليهبط إلى حدود 4000 دولار للأونصة، وسط ضغوط من قوة الدولار وعمليات جني الأرباح من قبل الصناديق الكبرى.

لكن رغم هذا التراجع، يرى محللون أن الذهب لا يزال في مسار صاعد على المدى المتوسط، وأن شهر ديسمبر قد يكون شهر الحسم بالنسبة لاتجاه الأسعار، سواء نحو تسجيل قمم جديدة فوق مستوى 4400 دولار أو الدخول في موجة تصحيح أوسع في حال استقرت السياسة النقدية الأمريكية دون خفض جديد للفائدة.

 العوامل المحركة لسوق الذهب في نوفمبر وديسمبر

يرى الخبراء أن شهر ديسمبر المقبل سيعتمد بدرجة كبيرة على 3 عوامل رئيسية:

1. قرارات الفيدرالي الأمريكي المنتظرة في اجتماعه الأخير للعام.

2. تطورات المشهد الجيوسياسي الدولي في أوروبا وآسيا.

3. اتجاهات البنوك المركزية الكبرى في شراء المعدن النفيس ضمن احتياطياتها.

ففي الولايات المتحدة، لا تزال الأسواق في حالة ترقب بعد قرار الفيدرالي الأخير في أكتوبر بخفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، وهي الخطوة التي رفعت حينها أسعار الذهب إلى قمتها التاريخية. ومع ذلك، جاءت تصريحات رئيس البنك جيروم باول نهاية أكتوبر لتشير إلى أن “قرار ديسمبر لم يُحسم بعد”، وهو ما جعل الأسواق أكثر حساسية لأي بيانات اقتصادية جديدة.

في المقابل، يواصل الدولار الأمريكي التداول قرب أعلى مستوياته في ثلاثة أشهر مقابل سلة العملات الرئيسية، وهو ما يجعل الذهب أكثر تكلفة على حائزي العملات الأخرى، ويحدّ من مكاسبه مؤقتًا.

 البنوك المركزية تدعم الأسعار بشراء قياسي

من العوامل التي تضيف دعمًا قويًا للذهب قبل دخول ديسمبر هو استمرار مشتريات البنوك المركزية حول العالم.

فقد أظهرت بيانات مجلس الذهب العالمي أن الصين واصلت زيادة احتياطياتها من المعدن للشهر الحادي عشر على التوالي، لتصل إلى أكثر من 75 مليون أونصة، بينما عززت تركيا والهند وروسيا كذلك مشترياتها في إطار سياسة تنويع الاحتياطيات بعيدًا عن الدولار.

هذه الموجة من الشراء المؤسسي تشير إلى ثقة متزايدة في الذهب كأصل استراتيجي طويل الأجل، وهو ما يتوقع أن ينعكس في استمرار الأسعار عند مستويات مرتفعة خلال ديسمبر وربما بداية العام الجديد.

 الذهب في السوق المحلي المصري: استقرار حذر قبل نهاية العام

محليًا، شهد سوق الذهب المصري خلال الأسبوع الأول من نوفمبر تراجعًا محدودًا في الأسعار نتيجة انخفاض الأونصة عالميًا، حيث سجل عيار 21 نحو 5350 جنيهًا للجرام في المتوسط، مقارنة بـ 5500 جنيه بنهاية أكتوبر.

أما عيار 24 فقد بلغ نحو 6120 جنيهًا، وعيار 18 قرابة 4590 جنيهًا، بينما تراوحت المصنعية بين 100 و250 جنيهًا للجرام الواحد حسب نوع التصميم والمحافظة.

ويرى تجار الصاغة أن السوق المصري يسير في اتجاه عرضي مؤقت، متأثرًا بتراجع الطلب خلال بداية الشهر، مع ترقب المواطنين لحركة الأسعار قبل موسم الأعياد في ديسمبر.

ويقول بعض الخبراء إن هذا الهدوء ما هو إلا فترة استراحة قصيرة، إذ من المرجح أن تشهد الأسعار انتعاشة جديدة مع اقتراب نهاية العام وارتفاع الطلب على الهدايا الذهبية.

 خبير: ما يحدث “تصحيح طبيعي” في مسار صاعد

يقول أحد أعضاء الشعبة العامة للذهب والمجوهرات باتحاد الغرف التجارية، إن ما يشهده السوق المصري في الوقت الحالي لا يعدّ تراجعًا بقدر ما هو تصحيح سعري طبيعي بعد الارتفاعات الحادة التي سجلها المعدن خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

وأوضح ميلاد أن الذهب “يمرّ بدورة تذبذب مؤقتة”، مشيرًا إلى أن السوق المحلي عادة ما يتفاعل بشكل سريع مع تحركات الأونصة عالميًا، خاصة في فترات الغموض الاقتصادي.

وأكد أن التوقعات لا تزال إيجابية على المدى المتوسط، متوقعًا أن يشهد شهر ديسمبر عودة تدريجية للصعود مع زيادة الطلب من المستثمرين والبنوك المركزية.

كما نصح ميلاد المواطنين الراغبين في الاستثمار بالذهب بعدم البيع في الفترات الحالية القصيرة حتى لا يتعرضوا لخسائر، قائلًا:

 “الذهب استثمار طويل الأجل، ومن يشتري اليوم بهدف الاحتفاظ لعام أو أكثر، سيحقق أرباحًا مجزية”.

 التوقعات العالمية: الأونصة نحو 4300 دولار بنهاية ديسمبر

وفقًا لتقديرات المؤسسات الدولية، فإن التوقعات تشير إلى أن سعر أونصة الذهب قد يتحرك خلال ديسمبر بين 4100 و4300 دولار، مع احتمال اختراق القمة التاريخية السابقة في حال صدور قرارات داعمة من الفيدرالي أو تفاقم التوترات السياسية.

ويرى محللو «جولدمان ساكس» أن الذهب سيبقى في نطاق صعودي حتى الربع الأول من 2026، متوقعين أن يصل السعر إلى 4900 دولار للأونصة بحلول نهاية العام المقبل.

كما أشار تقرير صادر عن بلومبرج إيكونوميكس إلى أن الطلب المتزايد من الصناديق الاستثمارية المدعومة بالذهب (ETFs) يعزز الاتجاه الصاعد، خصوصًا مع انخفاض العوائد الحقيقية للسندات الأمريكية.

من ناحية أخرى، حذّر بعض المحللين من احتمالية حدوث تصحيح مؤقت في حال تمسك الفيدرالي بسياسة التريث وعدم خفض الفائدة مجددًا في ديسمبر، مما قد يدفع الأونصة إلى اختبار مستوى 3900 دولار قبل استئناف الصعود.

 عوامل الدعم والمخاطر في الأفق

 عوامل دعم الذهب خلال ديسمبر:

 استمرار ضعف الدولار الأمريكي على المدى الطويل.

 تزايد التوترات الجيوسياسية في آسيا وأوروبا.

 ارتفاع مشتريات البنوك المركزية.

 تراجع الثقة في أدوات الدين الأمريكية.

 التوقعات المتزايدة بخفض جديد للفائدة في النصف الأول من 2026.

 عوامل الخطر التي قد تضغط على الأسعار:

 تحسن مفاجئ في مؤشرات الاقتصاد الأمريكي.

 ارتفاع عوائد السندات.

 تراجع الطلب في الأسواق الآسيوية إذا استقرت الأوضاع.

 أي هدوء سياسي غير متوقع يقلل الإقبال على الملاذات الآمنة.

 توقعات السوق المصري في ديسمبر

يرجّح محللون محليون أن يتحرك سعر عيار 21 خلال ديسمبر بين 5400 و5600 جنيهًا للجرام، مع إمكانية تجاوز 5800 جنيهًا إذا تجاوزت الأونصة عالميًا مستوى 4300 دولار.

أما في حال استقرار الأسعار العالمية عند مستوياتها الحالية، فمن المتوقع أن تبقى الأسعار المحلية مستقرة نسبيًا، مدعومة بتوازن العرض والطلب وهدوء سعر صرف الدولار مقابل الجنيه.

ويؤكد بعض التجار أن حركة السوق ستنشط تدريجيًا مع منتصف ديسمبر مع اقتراب موسم الهدايا والمناسبات، وأن “الطلب الاستهلاكي المحلي سيكون داعمًا مهمًا للأسعار حتى مع استقرار الأونصة عالميًا”.

 نصائح للمستثمرين خلال الشهرين القادمين

1. التريث في البيع: فالفترة الحالية تعتبر مرحلة تصحيح مؤقتة ضمن اتجاه عام صاعد.

2. الشراء التدريجي: يفضل الشراء على دفعات خلال نوفمبر استعدادًا لارتفاعات ديسمبر.

3. الاحتفاظ بالمدخرات الذهبية: من يمتلك ذهبًا لا ينصح ببيعه الآن، إذ من المرجح أن ترتفع الأسعار مجددًا.

4. متابعة قرارات الفيدرالي الأمريكي عن كثب، لأنها العامل الأكثر تأثيرًا في المدى القصير.

 نظرة مستقبلية لعام 2026

يرى الخبراء أن الذهب سيواصل أداءه القوي خلال النصف الأول من عام 2026 مع استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي وتزايد المخاطر الجيوسياسية، متوقعين أن يتجاوز متوسط السعر السنوي 4500 دولار للأونصة.

كما تشير التقديرات إلى أن الطلب من الشرق الأوسط وآسيا سيبقى مرتفعًا مدفوعًا بالنمو السكاني والاهتمام بالاستثمار الآمن.

إقرأ أيضًا:

توقعات سعر الجنيه الذهب في مصر وهل يستمر الانخفاض؟

توقعات سعر الذهب الفترة القادمة

هبوط سعر الذهب عالميًا قبل قرار الفيدرالي الأمريكي

كيفية شراء سبائك الذهب في مصر للمبتدئين

توقعات سعر الذهب في مصر الأيام المقبلة

مقارنة شاملة بين عيارات الذهب 18 و21 و24 قيراطًا

توقعات سعر الذهب في شهر نوفمبر 2025

تخزين الذهب في المنزل مخاطرة لا يُنصح بها في مصر

هل الاستثمار في الذهب أفضل أم حساب التوفير؟

هل يستمر انخفاض سعر الذهب في مصر؟