الأربعاء، 03 ديسمبر 2025

01:48 م

علاء ثابت مسلم يكتب: ماذا سأفعل لو أصبحت وزيرا للتعليم؟

الأربعاء، 03 ديسمبر 2025 12:43 م

علاء ثابت مسلم

الكاتب علاء ثابت مسلم

الكاتب علاء ثابت مسلم

طرحت عليّ إحدى طالباتي سؤالاً يبدو بسيطاً لكنه يحمل ما وراءه:"لماذا لا تصبح وزير التربية والتعليم"؟
ثم تابعت بتساؤل آخر أكثر جرأة:وهل يمكن لمعلم أن يتولى هذا المنصب؟
لم يكن السؤال عابراً، بل كشف فجوة حقيقية بين صاحب الميدان وصاحب القرار.

 فالقرارات التي تمس التعليم غالباً تُصنع بعيداً عن أهل الخبرة اليومية، رغم أنهم الأدرى بما يعانيه الطالب، وما يفتقده المعلم، وما يجري فعلاً داخل الفصول. 

ومع هذا التساؤل تبلورت رؤية كاملة:
ماذا لو أصبح المعلّم وزيراً؟ وكيف ستتغيّر المنظومة إذا قادها من عاش تفاصيلها؟
أولاً: رؤية تبدأ من الواقع لا من المكاتب
أول خطوة سأقوم بها – بصفتي معلماً قبل أن أكون مسؤولاً – هي النزول المفاجئ إلى المدارس بلا تجهيزات مسبقة، فالميدان وحده يكشف الحقيقة، لا التقارير الجاهزة ولا العروض الرسمية.


ثانياً: وقف القرارات الورقية التي لا تعرف الفصول، كثير من القرارات تُكتب بلغة جميلة على الورق، لكنها تُربك المعلمين عند التطبيق، لذا سأوقف كل قرار لا يمر من بوابة "تجربة المعلم الحقيقية"، وسأعيد بناء الإدارة التعليمية على أساس التعاون لا التكليف.


ثالثاً: إعادة الهيبة للمعلم
يستحيل بناء منظومة ناجحة دون معلم قوي، مؤهل، ومحترم، ولهذا سأعمل على:

تحسين الرواتب بما يليق بدور المعلم.
سنّ قوانين تحميه من الاعتداء والإهانة.
تقديم تدريب فعلي لا دورات صورية.
رابعاً: إعادة تعريف المدرسة
سأحوّل المدرسة إلى بيئة للتفكير والإبداع، لا إلى مركز امتحانات موسمي، ستتحول الفصول إلى مساحة تعلم حقيقية، تُكتشف فيها المواهب، ويُكتسب فيها العلم بلا ضغط أو ضجيج إداري.


خامساً: إسقاط التقييمات الأسبوعية نهائياً فشهدت المدارس خلال العام الماضي وهذا العام أيضا تضخماً في التقييمات الأسبوعية التي لم تُضف للتعلم الحقيقي إلا مزيداً من الإرهاق. فقد تحولت من وسيلة تربوية إلى عبء إداري أثقل الطالب والمعلم بلا نتيجة قيمة.
ولذلك سأصدر قراراً حاسماً:
إلغاء جميع التقييمات الأسبوعية والاكتفاء بثلاثة اختبارات واضحة وبسيطة تضمن العدالة والاستقرار داخل المدرسة، وهي:
1. اختبارات الشهور: تقيس ما فهمه الطالب مبكراً وبهدوء 
2. اختبار نصف العام: يعكس مستوى التقدم الحقيقي.
3. اختبار آخر العام: تقييم نهائي شامل وعادل.
وبهذا يعود التركيز إلى جوهر التعليم بدلاً من ملاحقة تقييمات لا تنتهي.
سادساً: إصلاح فلسفة الامتحانات
لن أعتمد امتحانات تقوم على الحفظ والتوقع، بل على الفهم والقدرات والمهارات، كل طالب سيُقاس على ما يتعلمه فعلاً، لا على ما يحفظه ليلة الامتحان.
سابعاً: فتح باب المشاركة المجتمعية
التعليم مسؤولية وطن، ومن هنا سأطلق منصة رسمية لاستقبال مقترحات المعلمين وأولياء الأمور والطلاب، مع عرض نتائج المناقشات بشفافية تامة، لأن إصلاح التعليم لا يمكن أن يمر من خلال قرار منفرد.
وختاماً أترك للقارئ السؤال الأهم:
لو كنتَ مكان وزير التربية والتعليم، فما القرار الأول الذي ستتخذه؟
إن إصلاح التعليم يبدأ بالحوار، ويكتمل حين يُعاد الاعتبار لصوت المعلم… صاحب الخبرة والميدان.

الرابط المختصر

search