وزير الصناعة: قنا أصبحت مركزًا صناعيًا متكاملًا وجاهزة لاستقبال الاستثمارات الكبرى

أكد الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، أن محافظة قنا تشهد نقلة نوعية في البنية الصناعية تجعلها مركزًا صناعيًا متكاملًا وقادرًا على جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية على نحو غير مسبوق. 

وأوضح الوزير أن نسب الإنجاز التي تحققت في منطقتي "قفط" و"هو" الصناعيتين تعكس رؤية الدولة للنهوض بالصعيد وتحويله إلى محور صناعي واعد، مشيرًا إلى استكمال أعمال الترفيق الأساسية، وارتفاع نسب الإشغال، وتنامي اهتمام المستثمرين بالمنطقة لما تتمتع به من مقومات جغرافية وبشرية وخدمية فريدة.

 جولة ميدانية لدفع التنمية الصناعية في الصعيد

جاءت تصريحات الوزير خلال جولة موسعة بمحافظة قنا، نفذها في إطار سلسلة الجولات التفقدية التي تقوم بها الحكومة في المحافظات الصناعية الواعدة، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية بالتركيز على تعزيز التنمية المتوازنة بالصعيد، وتوفير بيئة استثمارية عالية الكفاءة تدعم التوسع الصناعي وزيادة الصادرات.

ورافق الوزير في الجولة الدكتور خالد عبد الحليم محافظ قنا، والدكتورة ناهد يوسف رئيس الهيئة العامة للتنمية الصناعية، وعدد من مسؤولي وزارتي الصناعة والتنمية المحلية وممثلي الشركات المنفذة لأعمال البنية التحتية. 

وجاءت الجولة بهدف الوقوف على آخر ما تم إنجازه من مشروعات البنية الصناعية، وتقييم جاهزية المناطق الصناعية لاستقبال استثمارات جديدة خلال الفترة المقبلة.

 منطقة قفط الصناعية… بنية مكتملة وارتفاع في نسب الإشغال

استهل الوزير جولته بتفقد منطقة قفط الصناعية، وهي واحدة من أهم المناطق الصناعية في الصعيد، حيث تقام على مساحة 406 أفدنة، وتضم 571 قطعة أرض صناعية تم تخصيص معظمها، بما يعكس الإقبال المتزايد من جانب المستثمرين على المنطقة. 

وتمتاز المنطقة بتنوع أنشطتها الصناعية التي تشمل الصناعات الغذائية والهندسية والكيماوية والدوائية والغزل والنسيج، وهي قطاعات تعتمد على العمالة الكثيفة والخامات المتوافرة في المحافظة.

وتتمتع المنطقة بموقع جغرافي استراتيجي، إذ ترتبط بعدد من المحاور الحيوية أبرزها طريق قفط – القصير والطريق الصحراوي الشرقي، كما تبعد مسافة قصيرة عن مدينة قفط ومحطة القطار السريع بقوص، وتقترب من ميناء سفاجا البحري ومطار الأقصر الدولي، ما يجعلها خيارًا مثاليًا للمستثمرين في مختلف القطاعات.

 إنجاز كامل في شبكات المرافق ونسبة 95% من الطرق

استعرضت الجهات المنفذة أمام الوزير حجم الأعمال المنجزة داخل المنطقة، والتي شملت الانتهاء الكامل من شبكات المياه والصرف والكهرباء والغاز الطبيعي وشبكات الحريق، في حين بلغت نسبة تنفيذ أعمال الطرق والمنشآت الخدمية والإدارية نحو 95%. 

ويتوقع أن تشهد المنطقة طفرة أكبر خلال العام المقبل بعد اكتمال الأعمال المتبقية وطرح وحدات صناعية جديدة للمستثمرين عبر منصة مصر الصناعية الرقمية.

وخلال الجولة، شدد الوزير على أهمية تشكيل جمعية للمستثمرين تتولى إدارة وصيانة مرافق المنطقة بالتنسيق مع الجهات المختصة، بما يضمن استدامة كفاءتها التشغيلية ويعزز فرص الاستثمار.

 كما أعلن عن دراسة إقامة مدرسة للتنمية الصناعية داخل المنطقة لتوفير عمالة مدربة تلبي احتياجات المصانع المتزايدة، مع توجيه بإنشاء محطة لشحن البضائع داخل محطة القطار السريع بقوص لخدمة المناطق الصناعية في المحافظة.

 تعزيز الصناعات القائمة… ودعوة للاستفادة من موارد المحافظة

وخاطب الوزير المستثمرين بضرورة التوسع في استخدام الطاقات الجديدة والمتجددة داخل المصانع، خاصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بما يضمن خفض تكاليف التشغيل وتعزيز تنافسية المنتجات.

 كما دعا المستثمرين إلى الاستفادة من الإنتاج الوفير للطماطم في المحافظة عبر إقامة مصانع لمركزات الطماطم واستغلال ناتج المحصول في تصنيع الأعلاف والأسمدة، بما يحقق قيمة مضافة لموارد المحافظة الزراعية.

وخلال تواجده بالمنطقة، زار الوزير مصنع طائر الفينيق لدرفلة الحديد، وهو مشروع صناعي كبير مقام على مساحة 62 ألف متر مربع، باستثمارات تجاوزت 210 ملايين جنيه، ويعمل بطاقة إنتاجية تصل إلى 190 ألف طن سنويًا، ويوفر مئات فرص العمل لأبناء المحافظة.

 كما تفقد محطة تنقية المياه بالمنطقة بعد الانتهاء من أعمال التوسعة التي رفعت طاقتها إلى 10 آلاف متر مكعب يوميًا لضمان تلبية احتياجات المصانع.

 منطقة "هو" الصناعية… نموذج للبنية المتكاملة وجاهزية التشغيل

انتقلت الجولة إلى منطقة "هو" الصناعية التي تُعد واحدة من أكبر المناطق الصناعية في المحافظة، حيث تقام على مساحة 426 فدانًا وتضم 550 قطعة صناعية، تم تخصيص 375 منها.

 وتمتاز المنطقة بتنوع قطاعاتها الصناعية، إلى جانب موقعها الاستراتيجي القريب من مدينة نجع حمادي وعدد من الطرق الرئيسية، وتوافر العديد من المقومات اللوجستية التي تجعلها نقطة جذب مهمة للاستثمارات.

واستعرض مسؤولو المنطقة أمام الوزير نسب إنجاز البنية التحتية، والتي شملت اكتمال أعمال الكهرباء والمياه وتوصيل الغاز، في حين بلغت نسب تنفيذ الطرق والمنشآت الإدارية أكثر من 98%.

 مجمع صناعي للمشروعات الصغيرة… وشريان تنموي جديد للمحافظة

تضم منطقة "هو" مجمعًا صناعيًا متكاملًا للمشروعات الصغيرة مقامًا على 74 فدانًا، يضم 420 وحدة صناعية مكتملة المرافق وجاهزة للتشغيل الفوري، تم تخصيص 338 منها.

 ويمثل المجمع أحد الدعائم الأساسية للتنمية الصناعية بالمحافظة، لما يوفره من بيئة عمل مناسبة للمستثمرين الشباب والمشروعات الناشئة.

كما تفقد الوزير محطة التنقية الجديدة بالمنطقة، والتي تم إنشاؤها بطاقة استيعابية بلغت 21 ألف متر مكعب يوميًا، فضلًا عن تفقد مصنع الماسة للبلاستيك الذي يعمل بطاقة إنتاجية كبيرة تصل إلى 2000 طن سنويًا من المنتجات البلاستيكية المطبوعة وغير المطبوعة، باستخدام مكونات محلية بنسبة 99%.

 إشادة بالعمال ودعم متواصل للنمو الصناعي

وخلال الجولة، حرص الوزير على توجيه رسالة تقدير للعمال داخل المصانع، داعيًا إياهم إلى الاستمرار في بذل الجهد باعتبارهم عماد الصناعة المصرية وقوتها الدافعة نحو المزيد من التقدم. كما أشاد بجودة المنتجات التي تنتجها مصانع قنا، وبالدور الذي تلعبه هذه المصانع في تلبية احتياجات السوق المحلي وتعزيز الصادرات.