الخميس، 11 ديسمبر 2025

04:54 م

باسم عوض الله يكتب: إلى متى سيظل المجتمع البشري ضحية الرأسمالية؟!

الخميس، 11 ديسمبر 2025 04:01 م

باسم عوض الله

باسم عوض الله

العلاقات الاجتماعية بالآونة الأخيرة تأثرت بشكل سلبي وبالغ الخطورة، بحيث أصبحت تواجه عدة تحديات شرسة وشديدة القسوة؛ وذلك كله يتمحور حول تحول العالم إلى الفكر الرأسمالي الاستهلاكي السافر، فأصبحت التجارة والنظريات الاقتصادية تدور في فلك كيفية الوصول إلى أعلى حصيلة أرباح، مع عدم الاكتراث إلى المساوئ الناتجة والمؤثرة على سلوكيات المجتمعات وحياة البشر بكافة أنحاء العالم. 

إن الرأسمالية ما إلا صناعة الاستهلاك منزوع الإنسانية؛ حيث أن معظم رُعاة وقُوَّاد التجارة والصناعة والاقتصاد ينصب شغلهم الشاغل على كيفية سِحر العميل كي يشتري منتجاتهم -المغشوشة بنسبة كبيرة- دون دراية، ويا ليتها لمرة واحدة بل لآلاف المرات، دون أن يهتز لهم ساكن لمبادئ الرحمة والإنسانية والثقة المتبادلة بين العميل وبينهم، أو مساعدة البشرية كي يعيشون حياة رغدة دون تكبد عناء الإتيان بالأموال الطائلة مقابل أساسيات ومتطلبات الحياة. 

إنه فِكر يعتنقه من اتخذوا المال إلهًا فباتوا مشركين، دون أن يلتفتون إلى ما سيجنيه المجتمع من تفاقم التفاوت الاقتصادي والاجتماعي، وظهور الاحتكارات واستغلال العمال بل والأدهى تسعير القِيم، وأيضًا حدوث تقلبات اقتصادية حادة وعولمة مفرطة مدمرة ومستغلة للأفراد والبيئة. 

وإليكم أحد أوجه الرأسمالية الملعونة والقبيحة، والتي وصل بها الفُجر إلى أن تتاجر بصحة وآلام البشر، حيث نعلم جميعًا ما تصنعه معظم شركات ومصانع الأدوية المجرمة، بدءا من الاحتكار، مرورًا بتواجد شُبهة تصل للاتهام بعدم إنتاجهم لأدوية معالجة لكثير من الأمراض المستعصية، والاكتفاء بأدوية مسكنة ومُثَبِّطَة للمرض، وصولًا إلى صناعة الفيروسات المعملية، وذلك كله حتى يستمرون في نَهش جيوب البشر للحصول على الأموال الفانية. 

ولا ننسى بنهاية المطاف أن بكل فئة وطائفة وعشيرة... إلخ من صنوف البشر الصالح والطالح، فإن عَمَّ الفساد ذلك لا يعني أن الخير قد انتهى واندثر، لكنه يتوارى عن الأعين حتى لا يختلط بما لا يليق به ولا يستطيع أن يمتزج به. 

ويبقى السؤال مطروحًا إلى أن يتغير الحال: هل سنظل منساقين غير متحكمين في اختياراتنا؟ هل سنصبح مسخا يسير على قدمين ليس عليه سوى أن يستهلك من أجل أن يتفاخر وسط أقرانه؟ متى سننهض من غفوتنا حتى نحيا بحياة تليق بنا؟. إن الصحوة منبعها القلب المؤمن بالتغيير وبكل جميل.

الرابط المختصر

search