الجمعة، 12 ديسمبر 2025

01:01 م

د.جمال المجايدة يكتب: مستقبل الصحافة الورقية في ظل التحولات الرقمية المتسارعة والإعلام الجديد

الجمعة، 12 ديسمبر 2025 11:25 ص

دكتور جمال المجايدة

دكتور جمال المجايدة

بعد سلسلة النقاشات والجلسات المتخصصة التي شهدتها قمة بريدج 2025 في أبوظبي، عاد الجدل مجدداً حول مستقبل الصحافة الورقية في ظل التحولات الرقمية المتسارعة وصعود الإعلام الجديد. فقد أكدت القمة، من خلال مداخلات خبراء عالميين ومؤسسات إعلامية رائدة، أن مستقبل الصحافة المطبوعة لم ينتهِ، لكنه يتطلب إعادة تعريف شاملة لدورها ووظيفتها في العصر الرقمي.

أظهرت القمة إجماعاً على أن التراجع في توزيع الصحف الورقية لا يعني نهايتها، بل يشير إلى ضرورة تحولها من وسيلة أخبار يومية إلى منصة تحليلية وتوثيقية رصينة.

فالقراء اليوم يحصلون على الأخبار العاجلة عبر السوشيال ميديا والمنصات الرقمية، بينما يبحثون في الصحافة الورقية عن:

-التحقيقات المتعمقة.

-التحليل الاستراتيجي.

-الرؤى الفكرية والتجارب الإنسانية.

-المحتوى المؤرشف طويل الأمد.

وبهذا المعنى، تتحول الصحافة الورقية إلى منتج فكري متخصص، يقدم قيمة مضافة لا تستطيع المنصات السريعة تقديمها.

طرحت القمة رؤى جديدة حول ضرورة إعادة هيكلة النموذج الاقتصادي للمؤسسات الصحفية، وتشمل أهم المخرجات:

-التحول إلى نماذج اشتراكات ذكية تربط المحتوى الورقي والرقمي معاً.

-الاعتماد على المحتوى عالي القيمة الذي يشجع القراء على الاستثمار في الصحيفة.

-تنويع مصادر الإيرادات عبر الفعاليات، البودكاست، الصحافة البيانية، والمنصات المتخصصة.

-دمج الذكاء الاصطناعي في التحرير وإدارة المحتوى لتحسين الكلفة التشغيلية.

هذه العناصر مجتمعة تمثل خارطة طريق لمستقبل الصحافة الورقية في عالم يتغير بسرعة.

أبوظبي مركز عالمي للحوار حول الإعلام المستقبلي

أكدت فعاليات القمة المكانة المتقدمة لأبوظبي كمركز عالمي يجمع خبراء الصحافة التقليدية والرقمية لمناقشة مستقبل صناعة الإعلام. كما ساهمت الجلسات في:

ـإبراز أهمية الحفاظ على الصحافة الورقية كجزء من الذاكرة الوطنية والتاريخية للدول.

-تعزيز النقاش حول التوازن بين السرعة الرقمية والعمق الورقي.

-التركيز على جودة المحتوى بدل سباق النشر.

-هذه الرؤية تتماشى مع توجه الإمارات نحو بناء قطاع إعلامي متطور يجمع بين الأصالة والابتكار.

الصحافة الورقية كجسر ثقة في زمن الأخبار السريعة

توصلت القمة إلى أن الصحافة المطبوعة لا تزال تلعب دوراً محورياً في ترسيخ الثقة والمصداقية، خصوصاً مع انتشار التضليل الرقمي وصعوبة التحقق من صحة الأخبار.

فالورق يمنح القارئ إحساساً بالموثوقية، ويقدم محتوى مدققاً بعناية، ويمنح المؤسسات الصحفية فرصة لإعادة بناء علاقتها بالجمهور بطريقة أكثر عمقاً واستدامة.

تُظهر مخرجات قمة بريدج2025 أن مستقبل الصحافة الورقية ليس غامضاً بل واعداً، شرط أن تتكيف المؤسسات مع التحولات، وتعيد الاستثمار في: الجودة، التحليل، العمق، التخصص .

وهكذا، يمكن للصحافة الورقية أن تستمر، ليس كمنافس للمنصات الجديدة، بل كشريك مكمل يقدم قيمة فكرية وإعلامية لا غنى عنها في زمن السرعة الرقمية.

الرابط المختصر

search