إلغاء احتفالات ليلة رأس السنة على شاطئ بوندي في سيدني

أعلنت الجهات المنظمة لفعاليات ليلة رأس السنة على شاطئ بوندي في سيدني إلغاء جميع الاحتفالات التي كان من المقرر إقامتها نهاية العام، وذلك على خلفية الهجوم الإرهابي الدموي الذي شهدته المنطقة يوم الأحد الماضي. وجاء القرار، الذي أُعلن رسميًا الأربعاء، بعد مشاورات موسعة مع المجلس المحلي، في خطوة تعكس حالة الحداد والتضامن المجتمعي التي تسود المدينة عقب الحادث المأساوي.

ويمثل شاطئ بوندي أحد أبرز المعالم السياحية في أستراليا، وتُعد احتفالات رأس السنة فيه حدثًا سنويًا ينتظره الآلاف من السكان والزوار من داخل البلاد وخارجها، إلا أن التطورات الأمنية الأخيرة فرضت واقعًا مختلفًا، دفع السلطات والمنظمين إلى تغليب الاعتبارات الإنسانية والمجتمعية على أي مظاهر احتفالية.

إلغاء احتفالات ليلة رأس السنة في بوندي بقرار مشترك

أكد منظمو الفعاليات أن إلغاء احتفالات ليلة رأس السنة في بوندي جاء بعد تنسيق كامل مع المجلس المحلي والجهات المعنية، مشيرين إلى أن القرار لم يكن سهلًا في ظل التطلعات الكبيرة التي كانت معلقة على عودة هذه الاحتفالات لأول مرة منذ أكثر من عشر سنوات. وأوضحوا أن سلامة المجتمع واحترام مشاعر أسر الضحايا والمصابين كانت على رأس الأولويات خلال عملية اتخاذ القرار.

وأضاف المنظمون أن الأجواء العامة في المنطقة لا تسمح بإقامة فعاليات احتفالية في هذا التوقيت، مؤكدين أن روح التضامن والتكاتف المجتمعي تفرض نفسها بقوة بعد مثل هذه الأحداث المؤلمة.

احتفالات ليلة رأس السنة على شاطئ بوندي بين الترقب والحزن

وجاء في بيان رسمي للمنظمين أن هناك آلاف الأشخاص من داخل أستراليا وخارجها كانوا يترقبون عودة احتفالات ليلة رأس السنة على شاطئ بوندي، لما تحمله من طابع فني وثقافي واجتماعي مميز. إلا أن البيان شدد على أن بوندي، كجزء أصيل من المجتمع الأسترالي، تقف صفًا واحدًا في لحظات الحزن، وتُقدم مشاعر التعاطف والاحترام على أي مظاهر للفرح.

وأشار البيان إلى أن الاحتفالات ستعود في الوقت المناسب، وبنفس الروح التي طالما ميزت بوندي، من رعاية وتواصل وفرح، ولكن بعد تجاوز هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها المدينة.

تفاصيل الاحتفالات التي تم إلغاؤها في ليلة رأس السنة

شمل قرار إلغاء احتفالات ليلة رأس السنة في سيدني عددًا من الفعاليات البارزة التي كانت مقررة على شاطئ بوندي، من بينها مهرجان كبير للموسيقى الإلكترونية كان من المنتظر أن يستقطب آلاف الشباب، إلى جانب فعاليات عائلية وترفيهية مخصصة للأطفال والعائلات، فضلاً عن أنشطة ثقافية وفنية متنوعة.

وكانت هذه الفعاليات تمثل عنصر جذب سياحي واقتصادي مهم للمنطقة، حيث تسهم سنويًا في تنشيط الحركة التجارية والسياحية، إلا أن الظروف الاستثنائية التي فرضها الهجوم الإرهابي دفعت إلى تعليق كل هذه الأنشطة احترامًا للضحايا ومشاعر المجتمع.

الهجوم الإرهابي وتأثيره على احتفالات رأس السنة في سيدني

جاء قرار الإلغاء عقب الهجوم الإرهابي الذي وقع الأحد الماضي، عندما أقدم شخصان على إطلاق النار على حشد من المواطنين كانوا يحتفلون بعيد الأنوار اليهودي حانوكا على شاطئ بوندي الشهير. وأسفر الهجوم عن مقتل 15 شخصًا وإصابة العشرات بجروح متفاوتة الخطورة، في حادث هز الرأي العام الأسترالي وأثار موجة واسعة من الحزن والغضب.

وبحسب السلطات، فقد قُتل أحد المهاجمين برصاص قوات الأمن خلال التعامل مع الحادث، بينما أُصيب المهاجم الآخر بجروح خطيرة وتم احتجازه لتلقي العلاج تحت الحراسة المشددة، تمهيدًا للتحقيق معه وكشف ملابسات ودوافع الهجوم.

رسائل تضامن ودعوة للتماسك بعد إلغاء احتفالات ليلة رأس السنة

عقب الإعلان عن إلغاء احتفالات ليلة رأس السنة على شاطئ بوندي، صدرت دعوات واسعة من مسؤولين محليين وشخصيات عامة إلى التماسك المجتمعي ونبذ العنف والكراهية. وأكدت هذه الرسائل أن أستراليا ستظل متمسكة بقيم التعايش والسلام، وأن مثل هذه الهجمات لن تنال من وحدة المجتمع أو تنوعه الثقافي والديني.

إقرأ المزيد 

من هو أحمد الأحمد بطل واقعة سيدني؟ قصة شجاعة رجل عربي أنقذ أرواحًا وسط الرصاص

سيول آسفي ترفع حصيلة الضحايا: 21 وفاة وجهود إنقاذ متواصلة في المغرب

الشرطة تكشف تفاصيل هجوم سيدني يستهدف تجمعًا يهوديًا ويخلف قتلى ومصابين

ط