الجمعة، 19 ديسمبر 2025

04:14 م

بريطانيا تعيد حساباتها الدفاعية: استعدادات جديدة لمواجهة التهديدات والحرب المحتملة

الجمعة، 19 ديسمبر 2025 01:13 م

محمد عماد

جيش بريطانيا

جيش بريطانيا

بعد أكثر من ثلاثة عقود على تفكيك جزء كبير من قوتها العسكرية المخصصة للدفاع عن الأراضي الوطنية، والاعتماد على تقليص الإنفاق العسكري، تعود بريطانيا اليوم إلى الواجهة الأمنية مجددًا، مع تصاعد التحذيرات من مخاطر الحرب والتهديدات المباشرة وغير المباشرة التي قد تطال أراضيها وبنيتها التحتية الحيوية.

بريطانيا بين هاجس الحرب ومتغيرات المشهد الدولي

التحركات البريطانية الأخيرة جاءت في أعقاب تصريحات الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، الذي حذّر من أن “الحرب باتت على الأبواب”، بالتزامن مع إعلان روسيا استعدادها لاحتمال مواجهة عسكرية مع أوروبا. كما ساهمت حدة التوتر في العلاقات عبر الأطلسي، خاصة في ظل مواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه القادة الأوروبيين، في دفع لندن لإعادة النظر في فلسفتها الدفاعية.

الحكومة البريطانية ومقاربة الدفاع الشامل

وفق تقارير صحفية دولية، تعمل الحكومة البريطانية على تطوير ما تصفه بـ“مقاربة شاملة للمجتمع للردع والدفاع”، تقوم على دمج جهود الجيش والشرطة ومختلف مؤسسات الدولة، استعدادًا لسيناريوهات متعددة تشمل الهجمات العسكرية المباشرة والتهديدات الهجينة. وتؤكد الحكومة أن هذا البرنامج يستهدف رفع مستوى الجاهزية الوطنية، حتى وإن كان احتمال الغزو البري لا يزال ضعيفًا.

خبراء: الحرب الحديثة لا تستثني البنية التحتية

خبراء عسكريون في المعهد الملكي للخدمات المتحدة “آر يو إس آي” شددوا على أن الحرب في أوكرانيا كشفت أن الصراعات الحديثة لم تعد تقتصر على الجبهات التقليدية، بل تمتد إلى استهداف شبكات الطاقة والاتصالات والمرافق الحيوية، عبر التخريب والهجمات بالطائرات المسيّرة. ويرى هؤلاء أن بريطانيا ليست مستعدة بالقدر الكافي لمواجهة هذا النوع من التهديدات.

انتقادات برلمانية لبطء الاستعداد البريطاني

من جانبه، قال تانمانجيت سينغ دهيسي، رئيس لجنة الدفاع في البرلمان البريطاني، إن البلاد “غير مستعدة ليس فقط لهجوم مسلح، بل أيضًا لمجمل التهديدات الأوسع”، معتبرًا أن برنامج الدفاع الداخلي يسير بوتيرة أبطأ من المطلوب في ظل المتغيرات المتسارعة.

زيادة الإنفاق العسكري وبناء قوة دفاع داخلي

وفي محاولة لسد فجوة الجاهزية، أعلن رئيس الوزراء كير ستارمر عن زيادة تاريخية في الإنفاق العسكري ليصل إلى 2.5 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2027. كما أكدت المراجعة الاستراتيجية للدفاع ضرورة “التجهيز للقتال”، مع طرح تصور لإنشاء قوة دفاع داخلي جديدة تتولى حماية القواعد العسكرية والبنية التحتية المدنية.

بريطانيا والرهان على الاحتياط والمجتمع

بالتوازي، تكثف بريطانيا جهودها لاستقطاب متطوعي قوات الاحتياط والعسكريين السابقين، مع تعزيز التنسيق بين الأجهزة الأمنية والعسكرية. ويؤكد مسؤولون في الشرطة أن المرحلة المقبلة تتطلب إعداد المجتمع بأكمله لاحتمالات الصراع، سواء داخل البلاد أو خارجها، في مؤشر واضح على أن بريطانيا تدخل مرحلة جديدة من التفكير الدفاعي الشامل، فرضتها التحولات الجيوسياسية المتسارعة.

إقرأ المزيد 


مجزرة مخيم زمزم في دارفور.. الأمم المتحدة تكشف حجم القتل والعنف الجنسي

اشتباكات على شاطئ مورديالوك في ملبورن بعد فوضى داخل متجر تجزئة

أكبر صفقة عسكرية أميركية لتايوان بـ11.1 مليار دولار

الرابط المختصر

search