الأحد، 21 ديسمبر 2025

11:28 ص

قراءة تحليلية نقدية

الدكتورة أميمة منير جادو تكتب: قيمة الإنجاز وتحقيق الطموح كما تعكسه قصة حلم ليلى لجلال الصياد

الأحد، 21 ديسمبر 2025 09:58 ص

الدكتور أميمة منير جادو

الدكتور أميمة منير جادو

الملخص: قصة حلم ليلى لجلال الصياد 

النص يحكي موقفًا واقعيًّا بسيطًا:

ليلى، تلميذة متفوقة، حصلت على المركز الأول على مستوى المدرسة والحي والمحافظة. 

الأسرة اجتمعت للاحتفال وقررت شراء هدية ثمينة مشتركة. 

اختلفوا: ذهب؟ أجهزة كهربائية؟ ملابس؟

ليلى همست لأبيها. طلبت أن تكون هديتها طباعة كتاب، يجمع قصصها التي تكتبها منذ الصف الخامس بعنوان: حلم ليلى. الأسرة وافقت. كُتِب للكتاب مقدمة ودراسة أدبية من كاتبين كبيرين، وصدر الكتاب، وأقيم حفل توقيع.

الرسالة المباشرة للنص:

 ـ الاحتفاء بالموهبة أهم من الهدايا المادية.

ـ دعم الأسرة يصنع الثقة ويحوّل الحلم إلى إنجاز.

ـ الوعي المبكر بالموهبة يمكن أن يغيّر مسار الطفل.

لا يوجد في النص تعقيد: هو نص تربوي يُظهر قيمة التشجيع، ويُقدّم نموذجًا لقدرة طفل على تحويل شغفه إلى عمل منشور عندما يجد دعمًا حقيقيًّا.

البنية الفنية :

 البناء واضح؛ لذلك تُقرأ القصة ضمن أدب الطفل الواقعي التربوي، وتحديدًا القصص التي تحتفي بالموهبة والتفوق وتربطهما بقيمة العمل والإبداع.

1. البنية السردية

السرد خطّي بسيط بلا تعقيد، يبدأ بمشهد الاحتفال، ثم انتقال سريع إلى جوّ المنزل، ثم طرح الأزمة الصغيرة: اختيار الهدية.

تُحَلّ الأزمة باقتراح ليلى: تحويل موهبتها لكتاب.

 البنية مناسبة لطفل فوق 10 سنوات، لأنها تعتمد على حدث واضح ورسالة مباشرة دون رموز.

2. الشخصيات

– ليلى: نموذج للطفل الموهوب الواعي بقدراته. لا تتطور الشخصية كثيرًا، لكنها تقدَّم كنموذج إيجابي.

 – الأب: دور الوسيط الذي يكشف حلم ليلى، ويعطي صوتًا لرغبتها.

 – الأسرة: تُقدَّم كجماعة داعمة ومتعاونة؛ تمثّل البيئة المثالية.

النص لا يقدّم صراعًا نفسيًا للشخصيات، وهو أمر معتاد في القصص التربوية.

3. اللغة والأسلوب

اللغة مباشرة، تقريرية، تخلو من البلاغة أو الصور الفنية العميقة.

وهي لغة مناسبة لفئة عمرية صغيرة، لكنها تجعل النص أقرب إلى "حكاية تعليمية" منه إلى "عمل أدبي غني".

4. القيمة التربوية

القيمة الأساسية:

– احترام موهبة الطفل.

– دعم الأسرة للفرد.

– تقديم الهدية المعنوية بديلاً عن الاستهلاك المادي.

هذه قيم إيجابية وتنسجم مع أهداف قصص جلال الصياد، لكنّ المعالجة تبدو مثالية تمامًا، بلا مقاومة أو عوائق، مما يفقد القصة جزءًا من الواقعية.

5. البناء الفني

– الحدث الوحيد هو الاحتفال والهدية، وهذا يقلّل من التوتر السردي.

 – المفاجأة (حلم ليلى) متوقعة نسبيًا بعد تمهيد الأب.

 – الجميل في النص: 

دمج الإنجاز الحقيقي (طباعة الكتاب) بشعور النجاح الدراسي، مما يعطي الطفل نموذجًا يرى فيه أن الإبداع يستحق الاحتفال بقدر الدرجات.

6. نقاط القوة

– رسالة تربوية واضحة.

 – تقديم نموذج إيجابي للموهبة.

 – ربط التفوق بالدعم الأسري وليس بالهدايا المادية.

– خاتمة تُشجّع الأطفال على الإبداع.

7. ملاحظات نقدية

– مثالية مفرطة: لا خلاف حقيقي، لا مقاومة، لا صراع.

 – الشخصيات مسطّحة، كلها متوافقة ومتعاونة.

– الحدث بسيط جدًا، وقد لا يشدّ القارئ الأكبر سنًا.

 – غياب البُعد الواقعي: 

إصدار كتاب بهذه السرعة أمر نادر وغير مقنع فنيًا…

8. الدلالة العامة

القصة تؤسس لفكرة أن الموهبة تحتاج إلى من يرعاها، وأن الأسرة يمكن أن تكون جسرًا حقيقيًا لولادة مبدع صغير.

وهي تنتمي إلى الاتجاه التوجيهي التحفيزي في قصص الأطفال، لا الاتجاه الفني العميق.

الرابط المختصر

search