السبت، 27 ديسمبر 2025

08:47 م

باسم عوض الله يكتب: تَحرِّي الحُجُب بشهر رَجَب

السبت، 27 ديسمبر 2025 04:17 م

باسم عوض الله

باسم عوض الله

وهَلَّ الشهر الأَصَبّ شهر الرحمات والخيرات بهلاله المبارك، كي يزف قدوم زَخَم النِّعم صَبًّا، فكان إذا رأى حضرة نبينا الهادي عليه الصلاة والسلام هلال شهر رجب قال: {اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبارك لنا في رمضان -وفي رواية أخرى وبَلِّغنا رمضان-}، كما قال أيضًا عليه الصلاة والسلام: {إن لربكم في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها، لعله أن يصيبكم نفحة منها، فلا تَشْقَوْنَ بعدها أبدًا}.

لذا يا أحبتي دعونا نتفق أولًا أن أيام ولحظات الله عز وجل تنعم جميعها بالبركات والنفحات، لكن هناك بعض الأيام والشهور لها قَدْر وقَدَر، مما يستدعي أن نشحذ الهمم بشكل عام وطبيعي ومستمر، تجاه كل ما يسمو بنا إلى مراتب الارتقاء والقرب، وبشكل استثنائي تجاه التجليات المنزلة على المجاهدين المجتهدين الطامحين الطامعين في القرب.

وجدير بالذكر، أن السُّبل المؤدية للعلو تُعني في المقابل زوال الحُجُب، بشكل يتسق مع سير الساعي بطريق الله سبحانه وتعالى. فمن تَخَلَّى وتَحَلَّى عليه الله تَجَلَّى؛ فَتَخَلَّى عن شوائب الدنيا ومغرياتها وشهواتها، وتَحَلَّى بالحكمة والصواب واستمتع بالدنيا دون أن تتملكه، حينها يَتَجَلِّي عليه رب السماوات والأرض بالأنوار القدسية الطاهرة، والتجليات الرافعة لأعلى المراتب والمنازل.

إن الله سبحانه وتعالى ينظر إلى قلوبنا وليس إلى ردائنا، وذلك يستدعي أن نقف برهة ولحظات والعمر كله في الدنيا والآخرة؛ كي نتأمل ونتفكر ونتدبر ونسعى تجاه كل ما يؤدي إلى البقاء، ونحتاط تجاه كل ما يدفع إلى الفناء والاندثار.

فبدءًا من سلوكيات الحفاظ على الصحة والنظافة الشخصية، وصولًا إلى بقية الممارسات اليومية بكل أركان الحياة، تأتي كبداية ملموسة كي ترشد الإنسان إلى الإرتقاء بالقلب والروح وكل محسوس، فالملموس فانٍ والمحسوس باقٍ.

الرابط المختصر

search