السبت، 27 ديسمبر 2025

08:48 م

مقابر زجاجية بالصين لرؤية الموتى وعذاب القبر بعد الدفن، ما القصة؟

السبت، 27 ديسمبر 2025 04:29 م

مقابر زجاجية في الصين

مقابر زجاجية في الصين

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، عدد من مقاطع الفيديو التي زعمت وجود مقابر زجاجية في الصين، تسمح برؤية جثامين الموتى داخل القبور، وهو ما أثار حالة واسعة من الجدل، خاصة مع ربط البعض بين هذه المقابر وما أسموه «مشاهد عذاب القبر».
 

فيديوهات مثيرة للجدل على السوشيال ميديا

بدأت القصة بمقطع فيديو نشره صانع محتوى آسيوي، ظهر فيه ما يشبه حفرة دفن مغطاة بزجاج سميك، وادعى أنها طريقة حديثة للدفن في الصين، تتيح لأقارب المتوفين مشاهدة الجثمان بعد الدفن.
وسرعان ما انتشر الفيديو بشكل واسع، وانهالت التعليقات بين مصدقين اعتبروا الأمر ابتكارًا صينيًا غريبًا، ومشككين رأوا أنه مجرد محتوى مضلل يهدف لإثارة الجدل.


هل تسمح الصين فعلًا بمقابر زجاجية لرؤية الموتى؟


مع تصاعد الجدل، تدخلت منصة «T4P» المتخصصة في التحقق من الأخبار، لتفحص حقيقة المقاطع المتداولة.


وأكد التقرير التحقيقي أن الصين لا تعتمد أي نظام دفن يُعرف بالمقابر الزجاجية، وأن ما يتم تداوله لا يمت للواقع المعاصر بصلة.


الموقع الحقيقي للفيديو المتداول
أوضح تقرير «T4P» أن الفيديو تم تصويره في موقع أثري شهير يُعرف باسم «يين شو»، وهو أحد أهم المواقع الأثرية في الصين، ويضم بقايا بشرية تعود إلى سلالة شانغ، التي حكمت المنطقة ما بين عامي 1600 و1046 قبل الميلاد، وتعد أقدم سلالة صينية ثبت وجودها بأدلة أثرية قاطعة.


سلالة شانغ وطقوس التضحية البشرية

كشفت الدراسات الأثرية أن سلالة شانغ عُرفت بممارسات شديدة العنف، حيث كان حكامها يجمعون بين السلطة العسكرية والدينية، وأشرفوا على طقوس تضمنت التضحية بالبشر باعتبارها قرابين للآلهة.


وقدر الباحثون أن أكثر من 13 ألف شخص جرى التضحية بهم خلال نحو 200 عام في موقع «يين شو»، وكانت أعمار الضحايا تتراوح بين 15 و35 عامًا.


طرق قتل وحشية كشفتها الرفات
 

أظهرت بقايا الجثث التي عُثر عليها أن الضحايا تعرضوا لأساليب قتل قاسية، أبرزها قطع الرأس بالفؤوس، وغلي الرؤوس في أوانٍ برونزية، إلى جانب العثور على هياكل عظمية مهشمة الرأس أو مقيدة الأيدي خلف الظهر، ما يعكس طبيعة الطقوس الدموية التي كانت تُمارس آنذاك.


لماذا كانت تُقدم هذه التضحيات؟
 

تشير الأبحاث إلى أن هذه القرابين البشرية كانت تُقدم طلبًا للبركة، أو لتحسين الطقس والمحاصيل الزراعية، أو للتواصل مع الموتى، وفقًا لمعتقدات سائدة لدى سلالة شانغ في ذلك الوقت.
 

محتوى مضلل ومؤثرات بصرية
 

أكد تقرير التحقق أن الصور والفيديوهات المتداولة لا تمثل مقابر حديثة، بل تعود إما لمواقع أثرية أثناء أعمال التنقيب، أو لمشاهد مصممة باستخدام برامج مؤثرات بصرية، أو مواقع تصوير أُعدت خصيصًا لصناعة محتوى مثير يحقق مشاهدات عالية.

إقرأ أيضًا:

أفضل 10 وجهات رومانسية لاستقبال رأس السنة والكريسماس 2026

موعد وصول مذنب أطلس 3I/ATLAS قرب الأرض وهل هناك مخاطر؟
 

الرابط المختصر

search