الإثنين، 29 ديسمبر 2025

05:39 م

علاء البدري يكتب: تغول المال السياسي وصمت الناخبين في دائرتي إسنا والرمل

الإثنين، 29 ديسمبر 2025 03:14 م

رئيس التحرير

رئيس التحرير

معضلة كبيرة بتفاصيل كثيرة تتضمنها عملية الانتخابات في محافظات المحروسة، الأمر لا يختلف في تفاصيله ونتائجه بين ما يحدث في محافظات الوجه البحري، وبين ما يحدث في محافظات الصعيد، فرغم التباين في التركيبة السكانية بين المنطقتين، حيث الصعيد تحكمه التكتلات القبلية والعائلية في عمليات التصويت، بخلاف محافظات الوجه البحري، وهذا التصور قد لا يختلف عليه الكثيرون.

يمكننا القول والتأكيد، أن العملية الانتخابية الأخيرة، شهدت تغييرات لافتة وموجعة في آن واحد، بسبب وجود عامل مشترك اخترق محافظات المحروسة من أقصاها إلى أدناها محدثا أثرا ونتيجة، دون اعتراض من قبل التركيبة الانتخابية للمواطنين في كل المحافظات بلا استثناء. هذا العامل المؤثر والطاغي هو المال السياسي والرشوة الانتخابية.

إذا أخذنا دائرتين انتخابيتين، الأولى من أقصى الصعيد والثانية من محافظة الإسكندرية، سنجد هذا القاسم المشترك بينهما، ففي دائرة إسنا بمحافظة الأقصر وفي دائرة الرمل بمحافظة الإسكندرية، طالعنا وسمعنا نداءات واستغاثات كثيرة بسبب استغلال المال السياسي، الذي تمكن باقتدار من تغييب وإقصاء نماذج مؤثرة، وقيادات مجتمعية وعائلية بارزة في الدائرتين البعيدتين عن بعضهما والتي تفصلهما مئات الكيلومترات.

ببساطة شديدة، فإن أصحاب الأموال استطاعوا إحداث تغييرات جوهرية سلبية، وتحقيق مكاسب هائلة على حساب ممثلي العائلات الكبيرة في الصعيد، وأصحاب المكانة الشعبية في الوجه البحري. حدث هذا في غفلة وتجاهل من قبل الأغلبية الصامتة، التي لا تلقى بالا للعملية الانتخابية من الأساس، لأسباب كثيرة ليس هذا وقت ذكرها ومناقشتها.

من جانبها، اتخذت الدولة إجراءات نوعية، وطالب الرئيس عبد الفتاح السيسي بنفسه الهيئة الوطنية للانتخابات بدراسة الأمر، وإلغاء أي نتيجة تحمل دلائل وقرائن على تأثيرات المال السياسي بها، لكن يظل الواقع الخفي مؤثرا ومحدثا نتيجة، هي من مستهدفات المال السياسي والرشوة الانتخابية.

خلاصة القول وببساطة شديدة، نطرح السؤال المهم والجوهري، وهو: كيف يتمكن قادة المجتمع الحقيقيين من مواجهة أصحاب المال، الذين ينفقون عشرات الملايين بالتواطؤ مع بعض الجمعيات الأهلية، مستغلين أصحاب الحاجة، ليقدموا لهم الرشاوى المادية والعينية، مقابل الحصول على أصواتهم الانتخابية.

الإجابة تكمن بشكل وبسيط جدا في دخول العامل الحاسم والمؤثر الأقوى، وهو عامل الأغلبية الصامتة التي لا تكترث الآن بالعملية الانتخابية، فتواجد الكتلة الانتخابية الصامتة في المشهد كفيل بلا شك في إسكات تأثيرات المال السياسي، ولجم جمعيات السبوبة، ليعود المؤثرون الحقيقيون إلى المشهد.

حاليا، يظل المشهد ملتبسا وبلا إجابات حاسمة للأسئلة الكثيرة التي يطرحها أهالي الدائرتين الانتخابيتين "دائرة الرمل بالإسكندرية ودائرة إسنا بالأقصر" في مجالسهما، بعد إعلان نتائج لم تلق قبولا بين الكثيرين، لكن في النهائية هي نتيجة صناديق وناخبين، بغض النظر عن ما يحدث بعيدا عن رقابة الدولة وعن أصوات الصامتين!!.

الرابط المختصر

search