وزيرة التخطيط: زيادة التعاون الاستراتيجى والاقتصادى بين مصر ورومانيا

أكدت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولى، أن مصر تسعى لزيادة التعاون الاستراتيجى والاقتصادى مع رومانيا، استثمارًا للعلاقات الوطيدة بين البلدين التى تصل إلى 120 سنة.

الدورة الرابعة للجنة المشتركة بين مصر ورومانيا

جاء ذلك خلال فعاليات الدورة الرابعة للجنة المشتركة بين مصر ورومانيا، عُقدت جلسة مباحثات هامة بين الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي المصرية، والسيدة لومنتا أودوبسكو، وزيرة الخارجية الرومانية. 

تأتي المباحثات تمهيدًا لزيارة وزيرة الخارجية الرومانية المرتقبة إلى مصر خلال شهر أكتوبر الجاري، ضمن جهود تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بين البلدين. 

انعقد اللقاء في العاصمة الرومانية بوخارست، حيث ترأست المشاط الجانب المصري، فيما تولى وزير الاقتصاد وريادة الأعمال والسياحة الروماني قيادة الجانب الروماني.

تناول اللقاء بحثًا شاملًا لمختلف مجالات التعاون بين مصر ورومانيا، في ظل انعقاد اللجنة المشتركة، التي تُعد منصة هامة لتعزيز العلاقات الثنائية.

 يأتي هذا في وقت يقترب البلدان من الاحتفال بمرور 120 عامًا على العلاقات الدبلوماسية بينهما، وهو ما يعكس عمق الروابط التاريخية ويبرز أهمية تعزيزها في المستقبل. وفي هذا الإطار، شدد الجانبان على ضرورة زيادة الاستثمارات بين البلدين، مع التركيز على الفرص الواعدة في منطقة قناة السويس الاقتصادية، التي تُعتبر من أهم الإنجازات المصرية خلال العقد الأخير في مجال تطوير البنية التحتية وتعزيز القدرة التنافسية لجذب الاستثمارات.

أكدت وزيرة التخطيط  خلال اللقاء على أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية بين مصر ورومانيا، مشيرة إلى أن الحكومة المصرية تبذل جهودًا كبيرة لتعزيز الشراكات الدولية، خاصة مع الاتحاد الأوروبي. 

وأبرزت وزيرة التخطيط التطور الملحوظ في العلاقة بين مصر والاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى إعلان مسار جديد لترقية العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية خلال القمة المصرية الأوروبية التي عُقدت في مارس الماضي، كما أشارت إلى الدور المتنامي لمصر في التعاون مع دول الجنوب العالمي من خلال استراتيجية "التعاون جنوب جنوب" التي أُطلقت في عام 2023.

تعكس هذه الاستراتيجية التزام مصر بتعزيز تبادل المعرفة والخبرات مع دول الجنوب، والاستفادة من التجارب الناجحة في التنمية المستدامة.

أحد المحاور الرئيسية للمباحثات كان منطقة قناة السويس الاقتصادية، التي تُعتبر من أبرز المبادرات المصرية الرامية إلى تعزيز التجارة الدولية والاستثمار الأجنبي المباشر. وتم تسليط الضوء على الموقع الجغرافي المتميز للمنطقة ودورها كجسر بين قارتي آسيا وأفريقيا. 

كما ناقشت المشاط الخطط المصرية لتوطين الصناعة وزيادة الصادرات من هذه المنطقة، والتي تعد مركزًا لوجيستيًا عالميًا يخدم الدول المختلفة.

 وشددت وزيرة التخطيط على أن استقطاب الاستثمارات الأجنبية، وخاصة من القطاع الخاص، يعد أمرًا بالغ الأهمية، داعية إلى تعزيز مشاركة الشركات من كلا البلدين في منتدى الأعمال المشترك لتعظيم الفائدة الاقتصادية.

في هذا السياق، أكدت المشاط على أهمية دور القطاع الخاص في تعزيز العلاقات الثنائية، مشيرة إلى أن الحكومة المصرية تولي أهمية كبيرة للإصلاحات الهيكلية والضريبية لجذب الاستثمارات. 

كما لفتت إلى أن مصر، رغم التحديات الإقليمية والدولية والأزمات الجيوسياسية، لا تزال تعمل على الحفاظ على استقرارها الاقتصادي وتنفيذ الإصلاحات اللازمة لتعزيز النمو المستدام.

كلمة وزيرة الخارجية الرومانية

من جانبها، أعربت السيدة لومنتا أودوبسكو، وزيرة الخارجية الرومانية، عن دعم بلادها لتعميق الشراكة الاستراتيجية مع مصر، مشددة على أهمية تعزيز التعاون في مواجهة التحديات الإقليمية، وذلك من خلال رؤية متكاملة تأخذ في الاعتبار تأثير الأزمات على الجانبين.

 وأكدت أن رومانيا تدعم تعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ومصر، وتطوير شراكة شاملة بين الطرفين.

تجدر الإشارة إلى أن اللجنة المشتركة المصرية الرومانية تُعد منصة هامة لتعزيز التعاون في عدة مجالات، من بينها الزراعة والصناعة وتكنولوجيا المعلومات والأمن السيبراني. ويسعى الجانبان إلى تعظيم الفوائد المتبادلة من خلال هذه اللجنة، بما يعزز من فرص الاستثمار والتعاون في قطاعات حيوية تسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة للبلدين.