وفاء أنور تكتب: رسالة عتاب لأجلك
الخميس، 16 يناير 2025 11:25 ص

وفاء أنور
عليك أن تدرك أن طبيعة الأشخاص في عالمنا، باتت تخضع لمعايير وقياسات مختلفة ومتعددة، فالصغار قد كبروا، والكبار صاروا أكبر سنًا، والجميع يكافح في معارك حياته مثلك، لا تتعشم بأنك سوف تجد منهم كل الاهتمام الذي كنت توليه لمن حولك، لا تتوقع أن تسير أمورك معهم بطبيعتها، وعلى نفس وتيرتها، عليك أن تتذكر هذا جيدًا؛ فالعتاب الدائم دون التماس لأعذار تمنحها فقط لنفسك، أصبح سلوكًا بغيضًا ينذر بمزيد من التفكك، الكل يريد أن ينعم بالتواصل والاتصال من جانب واحد، ظانين بأن المعارف والأصدقاء ما زالوا كما هم ثابتين عند هذا الحد.
إنه الوهم الكبير الذي يعيش البعض تفاصيله، إذ هم يصرون على إقامة الحواجز، ويصنعون منها في كل يوم فواصل جديدة، يقيمون بدل الجدار ألف جدار، ليكتشفوا في النهاية أن الحياة لا تدار بنفس منهجها، فالانشغال أصبح سمة من سمات عصرهم؛ لذا فلم يعد الأمر يتطلب وضع شروط مسبقة للبقاء. لا تطلب من أحدهم أن يقوم -مثلًا- بزيارتك أو السؤال عنك، في حين أنت غارق حتى أذنيك في خضم بحر الحياة، لا تشكو من نقص في شيء غير متاح لديك، لا تكتب بطاقات العتاب وترسلها للجميع، لا تلم من لم تمكنه ظروفه من السير باتجاهك، ما دمت لم تستطع أن تسبقه بخطواتك.
اخفض رأسك قليلًا أمام عواصف الدهر، لكي تمر من تحتها بسلام، فهذا الزمن المضطرب له مفرداته الصعبة، وله أحكامه المتغيرة، فلا تتوقف أمام أقوال وأفعال، مرر كل أمر بيسر ولا تترك حبال الظن تجذبك معها، حتى لا تلتهم منك ثباتك، وتضيع عليك فرص الاحتفاظ بعلاقات طيبة مع أهل أو أصدقاء، تقبل المحيطين بك كما هم، آمن بمحبتهم برغم ظروفهم، اقبلهم بمشاغلهم وبمسئولياتهم الجسام، التمس لهم ملايين الأعذار، فالأمر لم يعد يحتمل المزيد من توجيه اللوم والشكوى لهم، وإلا ستفاجأ يومًا بمقاطعتهم لك، دون تحذير ودون سابق إنذار.
الابتعاد عنك سيكون سلاحهم، الذي سيخرجهم من منطقة الصراع، فمقاطعتهم لك ستبقى سبيلهم الوحيد لغلق ملف إزعاجك قدر الإمكان والمستطاع، سينتهي بك المطاف وحيدًا حاملًا معك رغبات مهترئة وبقايا أحكام، أحكام أصدرتها كي تنفذ بها شروطًا لن يقبل بها أو يخضع لها إنسان هذا الزمان، امنح الفرصة لعقلك أن يتسع أكثر للفهم والإدراك، اترك لنفسك المجال مفتوحًا، لا تملي عليها شروطًا، قد ترقى لمرتبة المحال، فالأيام لم تعد كما هى. لو أنك كنت منتبهًا لذلك، لعلمت أن أيامك لم تعد كما هى، تمر بنفس ساعاتها الطوال.
لا تنصب ميزانك للآخرين، وتجلس لمشاهدة تنفيذ الأحكام، فهذا يتنافى مع قوانين عصرك، لا تشمر عن ساعديك لتنشر دستورك حسبما تراءى لك، اعلم بأن الحياة سوف تثبت لك أن تعنتك هذا كان هو السبب الحقيقي لغضبتك المصطنعة، فأنت ما لجأت لذلك اللوم و العتاب، إلا لكي تسقط عن نفسك شعورًا طاغيًا بالذنب، قد ملأك واحتواك، تفعل هذا فقط من أجل تبرئة ساحتك من إحساس منك بالذنب.
نسخ الرابط للمقال
آخبار تهمك
لاري إليسون يقفز بثروته 40 مليار دولار في يومين ويصبح ثاني أغنى رجل في العالم
16 يونيو 2025 10:26 ص
تعرف على أسعار الفراخ البيضاء والبلدي اليوم الإثنين 16 يونيو
16 يونيو 2025 07:00 ص
تعرف على أسعار الفراخ البيضاء والبلدي اليوم الأحد 15يونيو
15 يونيو 2025 08:00 ص
تعرف على أسعار الفراخ البيضاء والبلدي اليوم السبت 14 يونيو
14 يونيو 2025 08:00 ص
محاكمة رجل أعمال أمريكي بارز بتهمة تعذيب تاجر بيتكوين في نيويورك لانتزاع رموزه السرية
13 يونيو 2025 08:50 م
أسهم بوينغ تتهاوى بعد كارثة تحطم طائرة "دريملاينر" في الهند
12 يونيو 2025 05:56 م
الأكثر قراءة
-
رابط الاستعلام عن نتيجة الشهادة الإعدادية بمحافظة القاهرة 2025
-
سحر الإمامى .. مذيعة إيرانية تواجه الموت على الهواء وتعود للشاشة متحدية الخطر
-
"روائع الأصوات" في تجويد وترتيل القرآن تعلن عن انطلاق دورتها الأولى لطلبة المدارس
-
جيش الاحتلال يحذر هؤلاء في طهران من هجمات صاروخية محتملة
-
نتيجة الصف الثاني الثانوي 2025 بمحافظة الدقهلية
أكثر الكلمات انتشاراً