بين سبب حذف حرف النفي في قول الله "وعلى الذين يطيقونه"
رئيس جامعة الأزهر: الشريعة الإسلامية بُنيت على التيسير
الإثنين، 03 مارس 2025 02:09 م
السيد الطنطاوي

دكتور سلامة داود
أكد فضيلة الأستاذ الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، خلال درس التراويح أمس الأحد بالجامع الأزهر، أن الشريعة الإسلامية بُنيت على التيسير؛ حتى قال علماؤنا: «الشريعة لا يفارقها التيسير»، مشيرًا إلى أن آيات الصيام تحمل في طياتها معالم بارزة لهذا التيسير الإلهي؛ حيث قال الله تعالى في وسط آيات الصيام: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾. وأوضح فضيلته، أن من مظاهر التيسير في تشريع الصيام أن الله تعالى بدأ بفرضه على الأمة كلها؛ فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، ثم استثنى أصحاب الأعذار الطارئة، كالمريض والمسافر؛ فأباح لهما الفطر مع وجوب القضاء بعد انتهاء الشهر؛ فقال: ﴿فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾.
وقال رئيس جامعة الأزهر، إنه كما رخَّص الله تعالى لأصحاب الأعذار الدائمة، ككبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة؛ فجعل لهم رخصة الإفطار مع دفع الفدية، فقال: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ﴾، مشيرا إلى دقة التعبير القرآني في قوله: «وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ»؛ حيث لم يقل «لا يطيقونه»؛ وذلك تأدبًا مع الله، ولئلا يُشعر الإنسان بعجزه المطلق؛ فهو يريد الصيام لكنه لا يطيقه؛ فخفف الله عنه بهذه الصيغة الراقية، وهذا أدب قرآني راقٍ، يعلمنا كيف نخاطب الآخرين، ونتعامل بلطف مع كبار السن ومَنْ لا يستطيع الصيام؛ فلا نقول لهم مباشرة: «أنت لا تطيق الصيام»، بل نخفف العبارة ونراعي مشاعرهم.
وبيَّن فضيلته أن من معالم التيسير أيضًا، أن الله سبحانه وتعالى وصف أيام الصيام بأنها: «أيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ»، واستخدام جمع القلة في كلمة «معدودات» يدل على قلة العدد، رحمةً من الله بهذه الأمة. كما أن الصيام فُرض في النهار دون الليل؛ حيث قال تعالى: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ﴾، ثم قال: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾. فبهذا أباح الأكل والشرب في الليل؛ مما يخفف عن الإنسان مشقة الامتناع التام لو كان الصيام ليلًا ونهارًا.
وبيَّن فضيلته أن القرآن الكريم شبَّه النهار بالخيط الأبيض، والليل بالخيط الأسود؛ ليعلمنا أن أمور حياتنا ينبغي أن تُبنى على اليقين، لا على الشك والتخمين، فالحياة التي تقوم على الشك حياة متزعزعة لا ثبات لها.
وضرب فضيلته مثالًا آخر على التيسير في التشريع الإسلامي، وهو تخفيف الصلاة؛ حيث فرضها الله خمسين صلاة، ثم خففها إلى خمس في العدد، لكنها تبقى خمسين في الأجر والثواب، وكذلك الحج؛ فقد قال الله تعالى: ﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ﴾، ثم خفف على المحصر ومن لا يستطيع؛ فقال: ﴿فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ﴾.
وختم فضيلته حديثه خلال درس التراويح بالجامع الأزهر في الليلة الثالثة من شهر رمضان المبارك، بقول النبي ﷺ: «إنَّ هذا الدِّينَ متينٌ؛ فأوغلوا فيه برِفق؛ فإنَّ المُنْبَتَّ لا أرضًا قطعَ ولا ظَهرًا أبقَى»، وقوله ﷺ: «إنَّ الدِّينَ يُسرٌ»، مؤكدًا أن التيسير سمة أصيلة في التشريع الإسلامي، وأن الله سبحانه وتعالى أراد بهذه الأمة اليُسر في كل أمورها، لا العُسر والمشقة.
الرابط المختصر
آخبار تهمك
تحليل: الأسواق ربما تتعرض لصدمة إذا لم يواكب "باول" توقعاتها
15 سبتمبر 2025 03:04 م
ارتفاع احتياطي قطر من الذهب الي 12.5 مليار دولار أمريكي
15 سبتمبر 2025 10:35 ص
الأكثر قراءة
-
مواعيد مباريات الجولة الأولى من دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا
-
اتحاد جدة يسقط أمام الوحدة الإماراتي بثنائية في دوري أبطال آسيا للنخبة
-
مليون دولار تهدد الزمالك وشكاوى رسمية تلاحق النادي.. خاص
-
بعد التعادل مع إنبي.. قناة الأهلي توجه رسالة قوية للاعبين وتدافع عن الجماهير
-
طوارئ في الأهلي قبل الجمعية العمومية وحضور خاص للخطيب
أكثر الكلمات انتشاراً