الحوثيون يهددون بمزيد من الهجمات وأمريكا ترد بضربات جوية

في تصعيد جديد للأزمة اليمنية، أعلنت جماعة الحوثيين عن توسيع نطاق عملياتها ضد إسرائيل، مهددةً باستهداف مزيد من الأهداف خلال الساعات والأيام المقبلة، إذا لم يتوقف ما وصفته بـ"العدوان" على غزة. يأتي هذا الإعلان وسط تزايد التوترات الإقليمية، التي تشهد تصاعدًا ملحوظًا في تبادل الهجمات بين مختلف الأطراف، ما يعزز تعقيد المشهد السياسي والأمني في المنطقة.

في المقابل، ردت الولايات المتحدة على هذه التهديدات بشن سلسلة من الضربات الجوية ضد مواقع تابعة للحوثيين في اليمن، مستهدفة منشآت عسكرية ومراكز قيادة، في محاولة لتقويض قدراتهم على تهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

تفاصيل الضربات الأمريكية والخسائر البشرية

نفذت القوات الأمريكية هجماتها الجوية في 15 مارس 2025، مركزةً على مواقع عسكرية في العاصمة صنعاء ومناطق أخرى خاضعة لسيطرة الحوثيين. ووفقًا لوزارة الصحة التابعة للحوثيين، فقد أسفرت الغارات عن مقتل 13 شخصًا وإصابة تسعة آخرين، فيما أكدت مصادر محلية أن الضربات أدت إلى تدمير بنية تحتية عسكرية، من بينها مخازن أسلحة ومنشآت تستخدم لشن الهجمات على السفن في البحر الأحمر.

الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أعلن أن العملية العسكرية جاءت ردًا على ما وصفه بـ"التهديدات الحوثية المتزايدة" للملاحة الدولية، مشددًا على أن واشنطن لن تتهاون في الدفاع عن مصالحها وحلفائها في المنطقة. وأضاف ترامب أن هذه الضربات تمثل "رسالة واضحة" بأن أي تهديد للممرات المائية الاستراتيجية سيُقابل برد عسكري حاسم.

رد الحوثيين والتداعيات المحتملة

في أول رد فعل على الضربات، نددت جماعة الحوثيين بالهجوم الأمريكي، معتبرةً أنه يمثل "عدوانًا سافرًا" وانتهاكًا لسيادة اليمن. المتحدث باسم الجماعة، محمد عبد السلام، أكد أن الحوثيين لن يتراجعوا عن مواقفهم، وأنهم سيواصلون ما وصفه بـ"الدفاع عن اليمن" ضد ما أسماه بـ"التدخلات الأمريكية".

وأشار عبد السلام إلى أن العمليات العسكرية التي تنفذها الجماعة ضد السفن في البحر الأحمر هي رد طبيعي على ما يحدث في غزة، مؤكدًا أن الحوثيين لن يوقفوا هجماتهم ما لم يتوقف "العدوان الإسرائيلي".

تداعيات التصعيد على المنطقة

تأتي هذه التطورات في وقت حساس، حيث سبق للحوثيين أن استهدفوا عدة سفن تجارية وعسكرية في البحر الأحمر باستخدام صواريخ وطائرات مسيرة، في خطوة أثارت قلقًا دوليًا بشأن سلامة الملاحة في أحد أهم الممرات التجارية العالمية.

من جانبها، تؤكد الولايات المتحدة أن عملياتها العسكرية تهدف إلى ضمان أمن الممرات البحرية الدولية، وردع أي تهديدات محتملة من قبل الحوثيين. ومع ذلك، فإن استمرار الضربات الجوية والردود العسكرية يهدد بمزيد من التصعيد، وسط مخاوف من امتداد الصراع إلى نطاق أوسع في المنطقة.

يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تنفذ فيها القوات الأمريكية عمليات عسكرية ضد الحوثيين، حيث شنت واشنطن عدة ضربات سابقة ردًا على تهديدات مماثلة. ومع تزايد الهجمات المتبادلة، يبقى المشهد اليمني مفتوحًا على جميع الاحتمالات، مما يعزز المخاوف من تفاقم الصراع وتأثيره على استقرار المنطقة بأكملها.

أخبار ذات صلة:

الحرب على غزة: 200 غارة جوية تخلف 413 شهيدا

وسائل إعلام: ارتفاع حصيلة ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة إلى 250 مدنياً

إسرائيل تستهدف 200 مدنيا في هجماتها على غزة