من رحم المعاناة.. رافينيا نجم برشلونة الذي يطارد الكرة الذهبية (بروفايل)

من رحم المعاناة يولد النجاح ليست مجرد عبارة عابرة، بل هي واقع يتجسد في قصص أولئك الذين شقّوا طريقهم نحو القمة وسط التحديات والصعوبات، ومن بين هؤلاء يبرز اسم البرازيلي رافينيا، نجم برشلونة الحالي، الذي لم يكن طريقه مفروشًا بالورود، بل محفوفًا بالعقبات منذ نشأته في شوارع بورتو البرازيلية حيث الفقر و انتشار الاجرام، إلى نجم الفريق الكتالوني وأحد المرشحين لجائزة الكرة الذهبية.

يعيش رافينيا، موسما استثنائيا، رفقة فريق برشلونة، حيث نجح في حصد الثلاثية المحلية بالتتويج ببطولة الدوري وكأس الملك وكأس السوبر الإسباني، ليصبح واحدا من أكثر اللاعبين اقترابا من حصد جائزة البالون دور.

نشأة رافينيا وسط الفقر 

وُلد رافائيل دياز بيلولي، المعروف بـ"رافينيا"، عام 1996 في حي ريستينجا، أحد أفقر أحياء مدينة بورتو أليجري البرازيلية،  والذي يعد أيضا أحد الأحياء الإجرامية لانتشار العصابات وتجارة الممنوعات، وكانت الكرة الوسيلة الوحيدة لـ رافينيا للخروج من دائرة الفقر.

ولم يكن طريق رافينيا، في عالم الساحرة المستديرة سهلا حيث تلقى صدمة كبرى حينما كان يبلغ 9 سنوات، حيث رفض نادي جريميو أكبر نادي في مدينته انضمامه.

التحق رافينيا بعد ذلك بعدة بأندية صغيرة محلية مثل سبورت سول وأكاديمية دو مورو قبل أن يشق طريقه لاحقا إلى أوداكس في ساو باولو، ثم إمبيتوبا، حيث بدأ فعليا في جذب أنظار الكشافين.

وبالفعل خلال عام 2016، خطف رافينيا أنظار أحد أبرز الأسماء في عالم كرة القدم: ديكو نجم برشلونة والبرتغال السابق الذي رأى في الشاب ما رآه العالم لاحقا، وسعى لنقله إلى نادي بورتو لكن كما حدث في جريميو، جاء الرفض مجددا.

اعتبر مسؤولو النادي البرتغالي أن رافينيا غير مؤهل بدنيا للكرة الأوروبية، فلم يتراجع، بل انتقل إلى ناد برتغالي آخر هو فيتوريا دي غيماريش مقابل 600 ألف يورو.

جيماريش بوابة رافينيا لعالم الاحتراف الكروي

انطلقت مسيرته الاحترافية من البرتغال مع فيتوريا جيماريش،كان مجهولا في الـ19 من عمره، لكنه سرعان ما أصبح اسما مألوفا في الدوري البرتغالي، تحت قيادة المدرب سيرجيو كونسيساو، وسجل حينها أهداف ومرر 7 تمريرات حاسمة في 40 مباراة، لم تكن أرقاما لافتة، لكنها كانت كافية لنقله إلى سبورتنغ لشبونة مقابل 6.5 ملايين يورو، ومن ثم إلى رين الفرنسي مقابل 21 مليونا.

ليدز يونايتد بوابة نجومية رافينيا 

شهد عام 2020 تغييرا حقيقيا في مسيرة رافينيا عندما طلبه  المدرب الأرجنتيني مارسيلو بيلسا في ليدز يونايتد، ودفع النادي الإنجليزي 18.6 مليون يورو في آخر يوم من سوق الانتقالات، ومنح اللاعب البرازيلي 30 دقيقة فقط ليقرر، فوافق فورا وانتقل إلى البريميرليج حيث خطف الأضواء.

وبات رافينيا خلال لعبه في إنجلترا، نجما احترافيا، وأصبح ثاني أكثر لاعب مساهمة بالأهداف بعد محمد صلاح في فترة من موسم 2021-2022، وبات أداة هجومية لا غنى عنها في فريق بيلسا.

 ديكو يعود ليحقق حلم طفولة رافينيا

بعد سنوات من اكتشاف ديكو للاعب رافينيا، ومحاولة جلبه لنادي بورتو البرتغالي الذي رفضه حينها، اصبح ديكو يعمل في نادي برشلونة، لتأتي الفرصة في عام 2022 أمام رافينيا لاختيار برشلونة وجهة جديدة، فانتقل إلى كامب نو مقابل 58 مليون يورو، بالإضافة إلى 9 ملايين كمكافآت.

وبذلك، تحقق  حلم طفولة رافينيا، الذي طالما أكد ارتباطه  بمواطنه رونالدينيو  واعتباره مثله الأعلى، بجانب ارتباط عائلي، فوالده كان صديقا للساحر البرازيلي.

حلم رافينيا كاد يتحول لكابوس في كتالونيا 

في البداية، احتاج إلى التأقلم مع أسلوب المدرب تشافي هيرنانديز والكرة الإسبانية، لكنه عانى كثيرا  لم يتمكن من تقديم مستوى ثابت يُرضي طموحات الجماهير ولا تطلعات الجهاز الفني، حينها.

و بدأت ثقة المدرب تشافي في اللاعب تقل تدريجيًا، وهو ما انعكس على عدد دقائقه وأدواره المحدودة في اللقاءات الكبيرة.

كما واجه  رافينيا كذلك ضغطًا نفسيًا هائلًا نتيجة الانتقادات الإعلامية المستمرة، ومقارنته بلاعبين آخرين من نفس المركز، باتت مؤشرات الرحيل تلوح في الأفق. 

فليك يعيد توهج رافينيا ويجعله أبرز لاعبي برشلونة 

لعب القدر لعبته مع البرازيلي رافينيا، حيث رحل تشافي عن تدريب برشلونة، وتولى المهمة المدرب الألماني هانز فليك، 

تحت قيادة المدرب هانز فليك، انفجر أداء رافينيا فنيًا وبدنيًا، وبات من نجوم الفريق، حيث ساهم بشكل كبير في تحقيق برشلونة الثلاثية المحلية، كما تمكن الدولي البرازيلي في المساهمة في 59 هدفا خلال 56 مباراة، بالموسم الحالي، حيث أحرز 34 وصنع 25 أخرين

ولم يتوقف تطور رافينيا داخل الملعب فقط، حيث غيّر صورته تمامًا داخل الفريق، حيث حمل شارة القيادة في مباريات مصيرية، وأصبح صوتًا مسموعًا في غرفة الملابس، بل ورمزًا في أعين الجماهير الكتالونية.

وبات اسم رافينيا رسميًا ضمن قائمة المرشحين للكرة الذهبية 2025، كاعتراف عالمي بموسم استثنائي ومهارات فردية صنعت الفارق.

حفل الكرة الذهبية 

وفقًا لما أعلنته مجلة فرانس فوتبول الفرنسية، تقرر إقامة حفل البالون دور 2025، يوم الاثنين الموافق 22 سبتمبر 2025.

ومن المقرر أن تشهد الجائزة هذا العام استثناء ملفت، بعد التعاون بين مجلة فرانس فوتبول والاتحاد الأوروبي لكرة القدم، حيث تم الاتفاق على دمج جوائز الأفضل في أوروبا مع جوائز الكرة الذهبية بداية من عام 2024.

عوامل تصنيف ترتيب الكرة الذهبية 2025

- الأهداف المسجلة

- صناعة الأهداف

- شباك نظيفة (إذا لاعب ذات قدرات دفاعية)

- الكؤوس التي تم الفوز بها/التنافس عليها

- لحظات كبيرة في موسم 2024/25

- السلوك والروح الرياضية