الخميس، 05 يونيو 2025

09:41 م

أمين الجمال يكتب: وماتت “تيتة رهيبة”

الثلاثاء، 03 يونيو 2025 01:20 م

رئيس التحرير التنفيذي

رئيس التحرير التنفيذي

لم تكن الفنانة سميحة أيوب "تيتة رهيبة" الجدة "الرهيبة" مع حفيدها رؤوف "محمد هنيدي" فقط، بل كانت “رهيبة” وتعني بالعامية المصرية القوية. فهي القوية في شخصيتها وثقافتها وفنها، وحتى في ملامحها الجادة، ولكن بثوب أنثوي راقٍ.

وليس من ضروب المبالغة، أن نعتبرها كما وصفها الكاتب أيمن عبدالحكيم في إحدى ندوات معرض القاهرة للكتاب 2025، بأنها "سيدة عظيمة وأسطورة فنية"، وعلى نفس الدرب يمكن اعتبر قول الدكتور عمرو دوارة، في كتابه "سميحة أيوب سيدة المسرح العربي"، إنها "تعادل مكانة فاتن حمامة بالسينما، وأم كلثوم في الغناء، فهي بلا شك سيدة المسرح وأحد رموزه"، تأكيدا للمنزلة التي بلغتها في عالم الفن، عبر مسيرة امتدت لأكثر من 70 عاماً، قدمت خلالها ما يزيد على 450 عملاً متنوعاً ما بين أعمال مسرحية، وسينمائية، ومسلسلات وسهرات تليفزيونية، ومسلسلات إذاعية.

وسميحة أيوب تلك الشخصية المثقفة والقارئة والمتميزة والمطلعة، لم تقم دراستها على معهد التمثيل فقط، بل درست السياسة والعلوم وعلم النفس، وكانت تعتبر أن الإنسان لابد أن يكون طوال الوقت ملماً بالأحداث التي تدور من حوله وبالثقافة، خصوصاً الفنان لأنه يعتبر قناة تصيغ وجدان المواطن. ووجهت نصيحة قوية للأجيال الحالية من المواهب والفنانين، تقوم على ضرورة أن يُعدِّل الشباب من نفسه، ويقرأ كثيراً حتى يُكوّن وجهة نظر خاصة به حول فلسفة الحياة، وإن كان في الأجيال الشابة الحالية من الفنانين مواهب تمتلك الطموح، إلا أنه لابد أن تطور من نفسها.

وفي خضم جدل واسع أثارته وسائل التواصل الاجتماعي، حول تدريس سيرة الفنانة سميحة أيوب لطلبة الصف السادس الابتدائي، ما بين الرفض والقبول، اعتبرها النقاد خطوة رائعة لتكريم فنانة قدمت العديد من الإنجازات الفنية، التي ساهمت في تعزيز قوة مصر الناعمة، إلى جانب عظماء العلوم والطب والآداب والفنون والمقرئين، الذين أثروا الحياة في مصر منذ عشرينيات القرن الماضي، والذين يمتد أثرهم حتى الآن، ليس في مصر وحدها، بل أيضاً عربياً وعالمياً.

لم يقتصر الاحتفاء بمسيرة الفنانة سميحة أيوب على تضمين جزء من سيرتها الذاتية في أحد المناهج الدراسية لطلبة الصف السادس الابتدائي، بل حظيت بتكريم فني ورسمي، حيث كرمها الزعيم جمال عبدالناصر والرئيس أنور السادات والرئيس السوري حافظ الأسد والرئيس الفرنسي جيسكار ديستان.

وفي احتفالات عيد الشرطة الـ72، وجه لها الرئيس عبدالفتاح السيسي التحية، قائلاً: "اسمحي لي، السيدة الفنانة العظيمة سميحة أيوب، أهلاً وسهلاً بكِ"، فيما وصفته في هذا اللقاء بـ"عزيز مصر".

رحلت سميحة أيوب عن عالمنا اليوم لتكتب آخر شطر في قصيدة العصر الذهبي للفن المصري.. رحمها الله.

search