إسرائيل تمنع سفينة مساعدات يقودها ناشطون من الوصول إلى غزة.. ووزير الدفاع يتهم غريتا ثونبرغ بدعم "دعاية حماس"

 أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، صباح الأحد، أنه أصدر تعليمات مباشرة للجيش الإسرائيلي بمنع وصول سفينة مساعدات إنسانية كانت في طريقها إلى شواطئ غزة، وعلى متنها ناشطون حقوقيون، من بينهم الناشطة البيئية السويدية الشهيرة غريتا ثونبرغ.

وجاء في بيان رسمي صادر عن مكتب كاتس: "أعطيت تعليماتي للجيش الإسرائيلي بمنع السفينة مادلين من الوصول إلى غزة. لغريتا المعادية للسامية ورفاقها، أبواق دعاية حماس، أقول بوضوح: عودوا من حيث أتيتم، فلن تصلوا إلى غزة".

وكان تحالف "أسطول الحرية"، المنظم للرحلة، قد أعلن السبت أن السفينة المحمّلة بمساعدات طبية وغذائية، وصلت قبالة السواحل المصرية استعدادًا لدخول المياه الإقليمية الفلسطينية، بهدف "كسر الحصار البحري عن غزة وتسليط الضوء على الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع".

وتحمل السفينة 12 ناشطًا من جنسيات أوروبية مختلفة، من بينهم شخصيات معروفة في مجال حقوق الإنسان، وتحديدًا غريتا ثونبرغ، التي أثارت مشاركتها ردود فعل دولية واسعة، كونها طالما قادت حملات عالمية للعدالة البيئية والاجتماعية.

دوافع أمنية أم حسابات سياسية؟

كاتس دافع عن قراره بقوة، معتبرًا أن منع السفينة هو إجراء أمني بحت، موضحًا: "دولة إسرائيل لن تسمح لأحد بكسر الحصار البحري المفروض على غزة، والذي يهدف بالدرجة الأولى إلى منع تسليح حماس، التنظيم الإرهابي الذي لا يزال يحتجز رهائننا، ويواصل ارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين".

وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية ستتخذ إجراءات حازمة "ضد أي محاولة لكسر الحصار أو دعم منظمات إرهابية، سواء عن طريق البحر أو الجو أو البر".

أبعاد إنسانية واقتصادية

وفي المقابل، يرى محللون أن هذا التصعيد الإسرائيلي يعكس توترًا متزايدًا في التعاطي مع المبادرات المدنية الدولية التي تحاول إيصال مساعدات إلى قطاع غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني في ظروف توصف بالأكثر قسوة على مستوى العالم، وفق تقارير الأمم المتحدة.

وتحذر منظمات دولية من أن استمرار الحصار وتقييد تدفق المساعدات سيؤدي إلى كارثة إنسانية واقتصادية غير مسبوقة، خصوصًا في ظل انهيار البنية التحتية في غزة وتوقف معظم الأنشطة الإنتاجية والخدمية.

وتشير تقديرات اقتصادية إلى أن غزة تخسر ما يزيد عن 10 ملايين دولار يوميًا بسبب الحصار وغياب التبادل التجاري، ناهيك عن شلل شبه كامل في قطاعي الصناعة والزراعة، اللذين كانا يشكلان المصدر الرئيسي للدخل لآلاف الأسر.

دعوات دولية لتدخل عاجل

مع تصاعد الأزمة، تتزايد الدعوات الدولية للضغط على إسرائيل للسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون قيد أو شرط، خصوصًا أن كل سكان غزة البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة مهددون بانعدام الأمن الغذائي، بحسب تصريحات برنامج الأغذية العالمي.

في ظل هذه التطورات، يظل مصير السفينة "مادلين" وركابها في مهب الريح، بينما تتواصل الجهود الدولية للتفاوض بشأن السماح بوصول المساعدات، وسط مخاوف من أن يؤدي المنع إلى توترات دبلوماسية جديدة بين إسرائيل وعدد من الدول الأوروبية.

اخبار ذات صله 
108 شهيد و393 جريحًا خلال 24 ساعة في غزة

بطلق ناري في الرأس.. إصابة المرشح الرئاسي الكولومبي أوريبي خلال فعالية انتخابية

غزة تنزف في عيد الأضحى وسط مجازر وتجويع ممنهج