الأربعاء، 25 يونيو 2025

11:04 ص

خطورة الحسد وجزاء الحاسد.. دكتور شوقي علام يوضح

الثلاثاء، 24 يونيو 2025 02:27 م

السيد الطنطاوي

دكتور شوقي علام

دكتور شوقي علام

قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق، إن الحسد هو تَمَنِّي الحاسد زوال النعمة من المحسود؛ جاء في "القاموس المحيط" للفيروزآبادي (ص: 277، ط. مؤسسة الرسالة): [حَسَّدَه: تَمَنَّى أن تَتَحَوَّل إليه نِعمَتُه وفَضيلَته، أو يُسْلَبَهُما] اهـ.

وهو من الأخلاق الذميمة والأمراض المهلكة التي أمر الله تعالى بالاستعاذة منها، قال تعالى: ﴿وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾  [الفلق: 5]؛ ولذا ورد النهي عنه؛ فقد أخرج الإمام أحمد في مسنده عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا.. ».

وقد وردت أحاديث في السنة، تثبت أَنَّ العين حق ولها تأثير على المعيون -أي: مَن أصيب بالعين-؛ منها ما روى الإمام مسلم في "صحيحه" عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «العَيْنُ حَق، وَلَو كَانَ شَيءٌ سَابِقُ القَدَرِ سَبَقَتهُ العَين»، وفي الصحيحين من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يأمرها أن تسترقي من العين.

قال الإمام النووي في "شرحه على مسلم" (14/ 174، ط. دار إحياء التراث العربي): [فيه إثبات القدر، وهو حق بالنصوص وإجماع أهل السنة.. ومعناه: أَنَّ الأشياء كلها بقدر الله تعالى، ولا تقع إلَّا على حسب ما قَدَّرها الله تعالى، وسبق بها علمه، فلا يقع ضرر العين ولا غيره من الخير والشر إلَّا بقدر الله تعالى، وفيه صحة أمر العين، وأنها قوية الضرر] اهـ.

وقال الإمام ابن حجر في "فتح الباري" (10/ 200، ط. دار المعرفة): [الحق أن الله يخلق عند نظر العائن إليه وإعجابه به إذا شاء ما شاء من ألمٍ أو هلكةٍ، وقد يصرفه قبل وقوعه؛ إمَّا بالاستعاذة، أو بغيرها، وقد يصرفه بعد وقوعه بالرقية] اهـ.

والحسد يضر الحاسد في دينه ودنياه، أكثر ممَّا يضر المحسود، فيضره في دينه؛ لأنَّه يجعل الحاسد ساخطًا على قضاء الله، كارهًا لنعمته التي قَسَّمَهَا بين عباده، ويضره في دنياه؛ لأنه يجعل الحاسد يتألم بحسده ويتعذب ولا يزال في غم وهم، فيهلك دينه ودنياه من غير فائدة. أما المحسود فلا يقع عليه ضرر في دينه ودنياه؛ لأنَّ النعمة لا تزول عنه بالحسد، بل ما قَدَّره الله تعالى عليه لا حيلة في دفعه، فكل شيء عنده بمقدار. والله سبحانه وتعالى أعلم.

اقرأ أيضا:

مفتي الجمهورية: الفتوى المعاصرة تعمل على ضبط حركة المجتمعات وصناعة الاستقرار

إنشاء مركز الأزهر لتعليم اللغة العربية في جمهورية سيراليون

مفتي الجمهورية يشارك في المؤتمر الدولي للمجتمعات المتماسكة بسنغافورة

مفتي الجمهورية يدين التفجير الإرهابي لكنيسة “مار إلياس” بدمشق

الازهر يدين الحادث الارهابي بكنيسة “مار إلياس” شرق دمشق

مفتي الجمهورية: القرآن الكريم يُنتج إنسانًا متزنًا في مواقفه ورشيدًا في قراراته

مفتي الجمهورية يشارك في مؤتمر التعارف الإنساني وتحقيق التعايش بدولة الجزائر

استقبل وفدا من جامعة جورج واشنطن والجامعة الأمريكية بالقاهرة.. شيخ الأزهر: إقصاء الدين من حياة الناس أحد أسباب فِقْدان السعادة الحقيقية

في اليوم العالمي لمكافحة خطاب الكراهية.. مفتي الجمهورية: دعوة لإعلاء قيم السلام والتعايش بين الشعوب

search