الإثنين، 30 يونيو 2025

08:10 م

أحمد محارم يكتب: أمريكا أمة في خطر!

الإثنين، 30 يونيو 2025 11:29 ص

أحمد محارم

أحمد محارم

فىً فترة الثمانينيات أيام ولاية الرئيس رونالد ريجان، قدم خبراء التعليم إلى الرئيس ريجان تقريرا بعنوان “أمريكا أمة في خطر”، حيث اكتشفوا أن طلاب المدارس والجامعات فى روسيا والصين، قد فاقوا أقرانهم فى أمريكا فى العلوم والرياضيات. بعدها شكل ريجان لجنة استمرت فى العمل لفترة طويلة، من أجل اصلاح هذا الخلل الكبير فى مجال التعليم، والذى هو مفتاح تقدم المجتمعات. 

الآن عدنا إلى نفس العبارة، وهى أن امريكا صارت فى خطر، منذ وصول دونالد ترامب لسدة الحكم، ووجوده للمرة الثانية فى البيت الابيض، فخلال اسبوعين فقط أصدر عددا من الأوامر التنفيذية، أثارت الكثير من القلق على المستوى الداخلى والعالمى، وكانت نتائجها مثيرة لقلق أكبر بالنسبة لأمريكا نفسها وللعالم، مما زاد من حدة ردود الأفعال الداخلية والخارجية.

الصين والمكسيك وكندا، كانت ردود افعالهم حول موضوع فرض رسوم جمركية على منتجاتهم التى تصل إلى الاراضى الأمريكية بالمثل، فقد فرضوا ايضا نفس الرسوم على المنتجات الأمريكية التي يستوردونها من أمريكا.

وتحدث ترامب عن الفجوة التجارية مع الصين، والتى تصدر سنويا إلى أمريكا ما قيمته ٥٦٠ مليار دولار، بينما تصدر امريكا للصين ما قيمته ١٦٠ مليار دولار فقط، هنا يظل الميزان التجارى لصالح الصين بقيمة ٤٠٠ مليار دولار، ويرى ترامب أن هذا ظلم لاقتصاد امريكا.

الصين الآن هى مصنع العالم، وهى حاليا ثانى اكبر اقتصاد عالمى بقيمة ٢٠ ترليون دولار، وعن قريب ستكون القوة الاقتصادية الاولى عالميا. وقد ذهبت المصانع الأمريكية والشركات العالمية للصين لاسباب مهمة ومن أهمها قلة التكاليف. 

ما صدر عن ترامب خلال الايام الماضية، أدى إلى انهيار فى بورصة الأوراق المالية وخلق حالة من عدم اليقين، كما أن انسحاب أمريكا من اتفاقات ومنظمات دولية منها منظمة الصحة العالمية، أدخلت الصين على الخط، وصرحت بأنها سوف تقوم بتغطية هذا العجز. 

أوربا وآسيا وإفريقيا، لو استمرت أمريكا تفخر بالشعار (امريكا اولا) والذى يحمل قدرا من التحدى والأنانية، سوف يجعل ملايين البشر من هذه الدول يتوجهون نحو المنتجات الصينية.

هذا عن الاقتصاد، أما عن السياسة فحدث ولا حرج، فما يصدر عن ترامب من مجاملة لدولة الاحتلال، وتصريحه بأن مساحتها صغيرة بالمقارنة بجيرانها، لهو ضوء اخضر لمزيد من التوسع الاستيطاني، وضرب المواثيق الدولية بعرض الحائط.

وأما تصريحاته عن قناة بنما وعن ضم كندا إلى الاراضى الأمريكية، وشراء جزيرة تحت ادارة الدانمارك، كل هذه الأمور تدق جرس إنذار أن أمريكا صارت من جديد. 

search