الإثنين، 14 يوليو 2025

12:57 م

د. أسامة الحديدي: الفتاوى الشاذة تسيء للإسلام وتُشوِّه صورته في المجتمعات الغربية

الأحد، 13 يوليو 2025 12:07 م

السيد الطنطاوي

د. أسامة الحديدي

د. أسامة الحديدي

أكد الدكتو أسامة هاشم الحديدي، المدير العام لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن المتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم المعاصر، أفرزت نوازل فقهية عديدة في مختلف مجالات الحياة، وفي مقدمتها (الأسرة)؛ وهو ما يستلزم اجتهادًا شرعيًّا رصينًا وقادرًا على التعامل مع هذه النوازل بوعي وفقه وتكامل بين العلوم الشرعية والإنسانية، مشيرا إلى ان الأسرة المسلمة في المجتمعات الغربية لم تكن بمنأى عن التحولات العالمية والثقافية، بل تأثرت بها تأثرًا مباشرًا في بنيانها القيمي والاجتماعي، نتيجة تعرضها لأيديولوجيات دخيلة، وعوامل معاصرة خطيرة، أبرزها: الغلو، والعولمة الثقافية، والصراعات الإلكترونية، وحملات التشويه التي تستهدف تشكيل وعي الأفراد، وتسطيح الهُوية الحضارية للمسلمين. 

وأوضح الحديدي أن مثل هذه التحديات تفرض على المؤسسات الفقهية والاجتماعية أن تعمل بتكامل، وأن تتحمل مسئوليتها في دراسة النوازل المتعلقة بالزواج والطلاق بدقة، وتضع حلولًا فقهية تحفظ كيان الأسرة واستقرارها، وتحقق مقاصد الشريعة في بناء أُسَر متماسكة، مؤكدا أن الفتوى المؤسسية -الصادرة عن جهات دينية معتمدة ووسطية- تمثل الركن الأصيل في ضبط القضايا المستحدثة، بخلاف الفتاوى الفردية أو الصادرة عن غير المتخصصين أو الجماعات المتشددة، والتي تسهم في تشويه صورة الإسلام، وتعميق مشكلات المسلمين في الغرب، بل تغذي ظواهر، مثل: "الإسلاموفوبيا". 

وقد ألقى فضيلته كلمة افتتاحية بالندوة الدولية المنعقدة في العاصمة البريطانية (لندن)، التي يُنظِّمها مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، بالتعاون مع هيئة الإفتاء والشئون الشرعية بالمركز الثقافي الإسلامي بلندن، ومجمع الفقه الإسلامي بجدة، تحت عنوان: (النوازل الفقهية في الزواج والطلاق)، وبحضور نخبة من العلماء والمفتين، وسفراء الدول الإسلامية، وقيادات دينية وشبابية من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب ممثلين عن منظمات دولية، وصحفيين، ومتابعين للشأن الديني والفقهي في الغرب، معربا عن بالغ سعادته بالتعاون والمشاركة في هذا المحفل الدولي المهم، داعيًا الله أن تكون هذه الندوة صوت هداية ورشاد للمسلمين في كل مكان، سيما في ظل التحديات المعاصرة التي تواجه الأسرة المسلمة في المجتمعات الغربية. 

وأشار مدير مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إلى أن الشريعة الإسلامية -بوصفها خاتمة وعالمية، وصالحة لكل زمان ومكان- تمتلك من مقومات المرونة والانضباط ما يجعلها قادرة على استيعاب المتغيرات، وضبط المستجِدات، بما يوافق أصولها، ويحقق مصالح الناس في الحال والمآل، مشيرًا إلى أن فقهاء كل عصر بذلوا جهودًا كبيرة في تكييف مستجِدات عصرهم تكييفًا علميًّا سليمًا، واستنباط أحكام وفتاوى تناسبها. 

وأضاف لحديدي، أن الاختيار الفقهي في قضايا النوازل لا بُدَّ أن يُبنى على قواعد الترجيح المعتمدة، ومراعاة المقاصد الشرعية الأصيلة والتكميلية، ومعرفة الأعراف والعادات، والنظر في مآلات الأفعال ونتائجها الواقعية. 

وأكد على أهمية الإحاطة التامة بحيثيات النوازل ومسائلها؛ لافتًا إلى أن الحُكم على الشيء فرعٌ عن تصوره، وهو ما يقتضي فَهمًا دقيقًا للبيئة الأوروبية، وللأحوال النفسية والاجتماعية لأطراف الحياة الزوجية وتحديات استقرارها؛ حتى لا تكون الفتوى بعيدة عن واقع الناس، أو سببًا في مشكلات إضافية. وأشار الحديدي إلى ضرورة التكامل بين العلوم الشرعية والإنسانية، مبينًا أن القضايا المعاصرة في مسائل الزواج والطلاق تتقاطع وجوانب اجتماعية، ونفسية، وقانونية كثيرة، وهو ما يجعل الاعتماد على الرأي الشرعي الفردي غير كافٍ، ويفرض على الفقهاء الاستفادة من الخبرات المتخصصة في العلوم المختلفة؛ لتقديم حلول متكاملة.

وقال إن الاجتهاد الجماعي -المستند إلى الشورى وتبادل الآراء بين العلماء المتخصصين- هو السبيل الأمثل لصياغة أحكام دقيقة للنوازل المعاصرة، وهو أقرب للصواب من الاجتهاد الفردي، خاصة في المسائل الدقيقة والشائكة التي تمس الأسرة المسلمة في المجتمعات الغربية. ودعا الحديدي إلى أهمية الاستناد للعمل الفقهي الجماعي، والاستفادة من الدراسات البينية والتكميلية؛ للانتقال بالفقه من الإطار التقليدي إلى آفاق التجديد والتطوير؛ بما ينسجم مع التحديات الواقعية، دون إخلال بأصول الدين ومقاصده. وفي ختام كلمته، 

وأكد أن مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، وبتوجيه مباشر من فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، يعمل على تقديم الدعم الشرعي والعلمي للمسلمين في أوروبا، عبر أقسامه المتخصصة باللغات الأجنبية، ونخبة من العلماء المؤهلين، الذين يتعاملون مع الفتاوى المتنوعة وَفق ضوابط منهجية دقيقة. 

وأعلن عن جاهزية المركز الكاملة للتعاون مع المراكز الإسلامية في أوروبا، وتقديم كل ما يلزم من مشورة علمية وفقهية في قضايا الزواج والطلاق، والإشكالات الفكرية والشرعية كافة التي تواجه أبناء الجاليات المسلمة في الغرب، مؤكدا أن مثل هذه اللقاءات الفقهية تمثل خطوة ضرورية لتعزيز الاستقرار الأُسَري والفكري للمسلمين في الغرب، وترسيخ منهج الإسلام الوسطي المعتدل.

اقرأ أيضا:

خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف 18 يوليو 2025م ـ 23 محرم 1447 هـ

جناح الأزهر يعرض كتاب "اليمين المتطرف ودوره في إذكاء خطاب العنصرية" بمكتبة الاسكندرية

تنظيم ورش عمل تفاعلية بركن بيت الزكاة في معرض الاسكندرية للكتاب

مفتي الجمهورية: اقتحام المستوطنين للأقصى اعتداء سافر على مقدسات الأمة الإسلامية

جائزة زايد للأخوة الإنسانية تعلن أسماء لجنة تحكيم دورتها السابعة 2026م

الشَّيخ محمد عبد الله دراز شخصية جناح الأزهر بمعرض مكتبة الإسكندرية للكتاب

افتتاح جناح الأزهر الشريف بمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب

الأعلى للشئون الإسلامية يشارك في معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب

الأوقاف تنظم دورتين في التوعية الأسرية بالمنوفية و 317 مجلسًا فقهيًّا عن المخدرات

خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف 11 يوليو 2025م ـ 15 من محرم 1447هـ

ما كفارة الحلف على المصحف؟.. الشيخ محمد خاطر يجيب

تنظيم الأسرة والتدخل في قضاء الله.. دكتور شوقي علام يوضح الحكم

حكم عمل سبوع الطفل.. دكتور شوقي علام يوضح

تحديد جنس الجنين خلال عملية الحقن المجهري.. دكتور علي جمعة يوضح الحكم

 

search