الثلاثاء، 02 سبتمبر 2025

08:03 ص

تشييع 12 من كبار مسؤولي حكومة الحوثيين بعد غارات إسرائيلية

الإثنين، 01 سبتمبر 2025 05:33 م

محمد عماد

تشيبع قيادات حوثية في صنعاء

تشيبع قيادات حوثية في صنعاء

شهدت العاصمة اليمنية صنعاء، اليوم الاثنين، مراسم تشييع غير مسبوقة لـ 12 من كبار مسؤولي حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً، الذين لقوا مصرعهم في غارات جوية إسرائيلية استهدفت اجتماعاً لقيادات الجماعة الخميس الماضي.

ويُعد هذا الهجوم أحد أكبر الضربات التي تعرضت لها الجماعة منذ اندلاع المواجهات الأخيرة في المنطقة، حيث أطاح برئيس حكومة الحوثيين وعدد من أبرز وزرائه في خطوة وصفتها مصادر محلية بأنها "صفعة سياسية وعسكرية مؤلمة".

الكشف المتأخر عن أسماء القتلى

فبعد أربعة أيام من التكتم والتعتيم الإعلامي، أعلنت الجماعة هوية الضحايا، في خطوة فُسرت بأنها محاولة لامتصاص الصدمة داخلياً والتعامل مع تبعاتها. وقد ضمت القائمة 11 مسؤولاً قُتلوا إلى جانب رئيس الحكومة أحمد الرهوي، بينهم تسعة وزراء بارزين ومدير مكتب رئاسة الوزراء وسكرتير مجلس الوزراء.

وأشارت وسائل الإعلام التابعة للحوثيين إلى أن الوزراء الذين قضوا في الغارة هم:

مجاهد أحمد عبدالله علي – وزير العدل وحقوق الإنسان.

معين هاشم أحمد المحاقري – وزير الاقتصاد والصناعة والاستثمار.

رضوان علي علي الرباعي – وزير الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية.

جمال أحمد علي عامر – وزير الخارجية والمغتربين.

علي سيف محمد حسن – وزير الكهرباء والطاقة والمياه.

علي قاسم حسين اليافعي – وزير الثقافة والسياحة.

سمير محمد أحمد باجعالة – وزير الشؤون الاجتماعية والعمل.

هاشم أحمد عبدالرحمن شرف الدين – وزير الإعلام.

محمد علي أحمد المولد – وزير الشباب والرياضة.

إلى جانب محمد قاسم الكبسي مدير مكتب رئاسة الوزراء، وزاهد محمد العمدي سكرتير مجلس الوزراء.

جنازة رسمية بطابع عسكري

انطلق الموكب الجنائزي من ميدان السبعين وسط العاصمة صنعاء، بحضور واسع لقيادات سياسية وعسكرية بارزة في صفوف الجماعة. وقد رُفعت صور الضحايا إلى جانب شعارات تعكس الخطاب السياسي للحوثيين، في حين أُقيمت صلاة الجنازة في جامع الصالح بحضور قيادات الصف الأول.

وعقب الصلاة، نُقلت الجثامين في موكب جماعي إلى إحدى المقابر القريبة، حيث دُفنوا وسط أجواء من الحزن والترقب لمستقبل التوازنات داخل حكومة الحوثيين التي فقدت أبرز أركانها دفعة واحدة.

خطاب تأبيني ورسائل تحدٍ

في كلمة تأبينية ألقاها القائم بأعمال رئيس الحكومة الحوثية محمد مفتاح، أكد أن "عملية الاغتيال لن تثني إرادة الجماعة ولن توقف مسيرتها"، مضيفاً أن ما جرى سيكون "وقوداً لمواصلة المواجهة مع إسرائيل وحلفائها". ويعكس هذا التصريح توجه الجماعة إلى استثمار الحدث سياسياً لتأكيد خطابها التعبوي، رغم حجم الخسارة الميدانية والسياسية التي تكبدتها.

غياب إعلان الحداد

اللافت أن الجماعة لم تُعلن الحداد الرسمي على مقتل رئيس حكومتها ومعظم وزرائها، خلافاً لما فعلته في مناسبات سابقة عند مقتل قيادات إقليمية بارزة مثل الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي. ويرى مراقبون أن هذا الامتناع قد يكون مرتبطاً بحسابات سياسية داخلية وخشية من إظهار حالة ضعف أمام خصومها.

ضربة نوعية وأبعاد إقليمية

بحسب محللين، فإن الغارة الإسرائيلية التي استهدفت اجتماع حكومة الحوثيين تحمل دلالات إقليمية عميقة، إذ تُظهر اتساع نطاق المواجهة في المنطقة، وربط العمليات العسكرية الإسرائيلية بما تصفه تل أبيب بـ"محور المقاومة". كما أنها تكشف عن اختراق استخباراتي كبير مكّن إسرائيل من تحديد مكان وزمان اجتماع بهذا المستوى الرفيع.

ويرجح بعض المراقبين أن الخسارة قد تُحدث إرباكاً في البنية الإدارية للجماعة، خاصة مع غياب وزراء في ملفات حيوية كالدبلوماسية والاقتصاد والطاقة، ما قد ينعكس على قدرتها في إدارة المناطق الخاضعة لسيطرتها في المرحلة المقبلة.

 

search