الجمعة، 05 سبتمبر 2025

09:50 م

في ذكرى رحيله.. علي عبد الخالق المخرج الذي جعل السينما مرآة للوعي

الأربعاء، 03 سبتمبر 2025 12:04 ص

إسراء علي

علي عبد الخالق

علي عبد الخالق

يظل اسم المخرج الكبير علي عبد الخالق حاضرًا في ذاكرة السينما المصرية كأحد أهم مبدعيها، بعدما قدم أعمالًا صنعت وجدان أجيال وربطت بين الفن والواقع الوطني، من أغنية على الممر إلى العار وجري الوحوش وصولًا إلى يوم الكرامة، كانت أفلامه انعكاسًا لروح المصريين في لحظات الانكسار والانتصار، وصوتًا صادقًا لتضحياتهم،
وفي مثل هذا اليوم، 2 سبتمبر 2022، رحل صاحب البصمة الفريدة تاركًا إرثًا سينمائيًا خالداً.

البدايات.. "أغنية على الممر" يفتح الطريق

عام 1970، وبعد سنوات قليلة من تخرجه في معهد السينما، قدم عبد الخالق فيلمه الأول المأخوذ عن مسرحية لعلي سالم، جاء العمل ليُعلن ميلاد مخرج استثنائي، إذ تناول حصار الجنود المصريين بعد نكسة 1967 بواقعية وإنسانية لافتة، وحصد تسع جوائز دولية، ليضعه في مقدمة جيل جديد من السينمائيين.

الكاميرا كسلاح.. السينما في مواجهة العدو

آمن عبد الخالق بأن الكاميرا يمكن أن تكون سلاحًا لا يقل أثرًا عن البندقية، في أعماله الوطنية، كشف عن تفاصيل دقيقة لحياة الجنود على الجبهة، وجسد مزيج الألم والأمل، ليمنح جمهوره صورة حقيقية عن بطولات المصريين في معاركهم المصيرية.

"إعدام ميت".. الجاسوسية على الشاشة

عام 1985، قدم واحدًا من أبرز أفلامه إعدام ميت، الذي استلهم أحداثه من ملفات المخابرات المصرية، تدور القصة حول خطة لاختراق المفاعل النووي الإسرائيلي عبر ضابط يشبه أحد العملاء، جمع الفيلم بين التشويق الفني والبعد الوطني، وظل علامة مميزة في سينما الجاسوسية.

"بئر الخيانة".. سقوط في فخ العدو

بعدها بعامين، عاد عبد الخالق بفيلم بئر الخيانة بطولة نور الشريف وعزت العلايلي، حيث قدم حكاية مأساوية عن مصري سقط في شِباك المخابرات الإسرائيلية قبل أن تُفشل الأجهزة المصرية مخططاته، العمل جاء ليؤكد أن الحرب لم تكن فقط بالسلاح، بل أيضًا بالصراع الاستخباراتي.

"يوم الكرامة".. ملحمة بحرية على الشاشة

في 2004، قدم عبد الخالق فيلم يوم الكرامة الذي استلهم عملية إغراق المدمرة الإسرائيلية "إيلات" عام 1967، ضم العمل كوكبة من النجوم أبرزهم أحمد عز وياسر جلال، وكان بمثابة توثيق سينمائي لمعركة بحرية سجلت صفحة مضيئة في التاريخ المصري.

أفلام تسجيلية.. الذاكرة الوطنية على الشريط

لم يقتصر إبداعه على الأفلام الروائية، بل أبدع في السينما التسجيلية أيضًا، حيث قدم أفلامًا مثل السويس مدينتي الذي وثق صمود أبناء المدينة بعد 1967، والرجال والسلاح عام 1980، وهما من الأعمال التي رسخت صورًا حية في الذاكرة الوطنية.

إرث باقٍ رغم الرحيل

على امتداد مشواره، أثبت علي عبد الخالق أن السينما أداة للتنوير وصناعة الوعي الجمعي، وليست مجرد وسيلة للترفيه، رحل المخرج الكبير قبل ثلاث سنوات، لكن أعماله ستظل باقية، تروي قصص الوطن وتُخلّد بطولاته للأجيال القادمة.

search