الأحد، 07 سبتمبر 2025

04:14 م

انقطاع كابلات للإنترنت في البحر الأحمر يؤثر على خدمات مايكروسوفت في آسيا وأوروبا

الأحد، 07 سبتمبر 2025 09:05 ص

محمد عماد

انقطاع أحد كابلات الانترنت في البحر الاحمر

انقطاع أحد كابلات الانترنت في البحر الاحمر

أعلنت شركة مايكروسوفت الأمريكية، إحدى أكبر شركات البرمجيات في العالم، عن تعرضها لأزمة تقنية غير مسبوقة قد تؤثر بشكل مباشر على ملايين المستخدمين حول العالم. وجاء ذلك عقب انقطاع مفاجئ في مجموعة من الكابلات البحرية المارة عبر مياه البحر الأحمر، وهو ما تسبب في اختلال حركة البيانات بين قارات أوروبا وآسيا.

تأثير مباشر على منصة "أزور"

وبحسب تقرير نشرته مجلة نيوز ويك الأمريكية، فإن مستخدمي منصة مايكروسوفت السحابية "أزور" (Azure) يواجهون تباطؤًا ملحوظًا في الخدمات، نتيجة توقف جزء من المسار الطبيعي لنقل البيانات. وتعد هذه المنصة من أهم الخدمات الرقمية في العالم، حيث تعتمد عليها ملايين الشركات والمؤسسات لإدارة قواعد البيانات وتشغيل التطبيقات وتنفيذ العمليات التجارية اليومية.

وأكدت الشركة أن المسارات المتضررة في منطقة الشرق الأوسط تسببت في انعكاسات واضحة على سرعة وكفاءة الخدمة، ليس فقط داخل المنطقة بل في أجزاء واسعة من أوروبا وآسيا، ما جعل الأزمة تأخذ أبعادًا عالمية.

أهمية الكابلات البحرية للاقتصاد الرقمي

الكابلات البحرية التي تمر عبر البحر الأحمر تمثل شريانًا رئيسيًا للاقتصاد الرقمي العالمي، إذ تمكّن من إرسال واستقبال البريد الإلكتروني، مشاركة الصور والفيديوهات عبر منصات التواصل الاجتماعي، إجراء مكالمات الفيديو، وتنفيذ المدفوعات الإلكترونية. كما أن هذه الكابلات باتت أكثر أهمية في السنوات الأخيرة مع توسع استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي (AI)، التي تعتمد على تبادل كميات هائلة من البيانات في لحظات زمنية قصيرة.

ورغم أن هذه الكابلات مدعومة بألياف ضوئية حديثة ومحصنة ضد المخاطر التقنية، إلا أنها تظل عرضة للانقطاع نتيجة عوامل خارجية، مثل اصطدامها بسفن الصيد العملاقة أو المراسي المعدنية الثقيلة التي تُسحب في أعماق البحر.

خطة طوارئ واستثمارات ضخمة

في مواجهة هذه الأزمة، أعلنت مايكروسوفت عن تفعيل خطة طوارئ تعتمد على استخدام مسارات احتياطية بديلة لتقليل حجم الأضرار على المستخدمين. وأوضحت الشركة أن فريقها الهندسي يعمل على مدار الساعة لتجاوز الأزمة، غير أن عملية الإصلاح الكامل قد تستغرق وقتًا طويلًا، فضلًا عن الحاجة إلى استثمارات مالية ضخمة لإعادة الأمور إلى نصابها.

ولم تكشف مايكروسوفت عن التقديرات المالية النهائية، لكنها أكدت أن تكلفة إصلاح الكابلات البحرية وصيانتها من بين الأعلى عالميًا، إذ تتطلب تقنيات متطورة وسفن متخصصة في أعمال الإصلاح تحت سطح البحر.

التزام بالاستقرار الرقمي

وشددت الشركة على التزامها الكامل بمتابعة الموقف بشكل لحظي، وتزويد المستخدمين بتقارير دورية عن تطورات الإصلاحات الجارية، مؤكدةً أنها ستبذل قصارى جهدها لإعادة الخدمة إلى مستوياتها الطبيعية في أسرع وقت ممكن.

ويأتي هذا الانقطاع ليعيد إلى الواجهة المخاطر التي تهدد البنية التحتية للاتصالات الدولية، خاصة أن الكابلات البحرية تنقل أكثر من 95% من حركة الإنترنت والبيانات حول العالم. ويرى خبراء التكنولوجيا أن أي خلل فيها ينعكس بشكل مباشر على حركة التجارة الإلكترونية، أسواق المال، والخدمات الرقمية التي أصبحت عصب الاقتصاد العالمي.

search