الخميس، 25 سبتمبر 2025

06:52 م

أحمد محارم يكتب: مجدي العفيفي.. ذاكرة الصحافة ورفيق عمالقة الكلمة

الخميس، 25 سبتمبر 2025 02:30 م

أحمد محارم

أحمد محارم

في لقاءٍ تتجدد فيه أواصر الزمن الجميل، جمعتني الأيام مجددًا بالكاتب والصحفي الكبير مجدي العفيفي، بعد أكثر من خمسة وثلاثين عامًا من لقائنا الأول في مسقط، عاصمة سلطنة عُمان. وبين اللقاءين، مسيرة حافلة بالعطاء، تروي حكاية جيلٍ كامل من الصحفيين الذين حملوا على عاتقهم أمانة الكلمة وصناعة الوعي.

البدايات مع عمالقة الصحافة

بدأ العفيفي مشواره المهني في مدرسة أخبار اليوم، حيث عمل عن قرب مع قامات الصحافة والفكر في مصر: مصطفى أمين، أنيس منصور، محمد حسنين هيكل، نجيب محفوظ، إحسان عبد القدوس، وغيرهم من الرواد. ومن هناك، امتدت خطواته إلى مبنى الأهرام العريق، حيث كان هيكل يجمع حوله نخبة من أبرز الكُتّاب والمبدعين.

ثلاثة عقود في سلطنة عُمان

امتدت تجربة العفيفي المهنية لتشمل سلطنة عُمان، حيث عاش مع أسرته نحو ثلاثين عامًا. وهناك أسهم بقوة في إثراء الساحة الإعلامية، مؤسسًا لصحف ومجلات، وفاعلًا في المشهد الثقافي والفكري، حتى أصبح واحدًا من أبرز الأسماء الإعلامية المؤثرة في السلطنة.
وقد لفت حضوره إعجاب المسؤولين، وعلى رأسهم معالي وزير الإعلام، الذي قدّر دوره الكبير في دعم الإعلام العُماني.

مؤلفات وإصدارات راسخة

للعفيفي عدة إصدارات مهمة، أبرزها كتابه عن السلطان قابوس بن سعيد، إلى جانب عمله الوثائقي اللافت: “آخر 200 يوم في حياة أنيس منصور”، الذي قدّم فيه شهادة إنسانية وصحفية عن أحد أعمدة الفكر العربي، بعد سنوات طويلة من الصداقة والرفقة.

ذاكرة مصر الحيّة

في بيته بالقاهرة، وبين رفوف مكتبته العامرة بإصدارات عمالقة الأدب والصحافة، جلست أستمع إليه فأدركت أنني أمام موسوعة حية تختزن تفاصيل أجيال بأكملها. حينها خرجت مني عبارة تلخص انطباعي:
“مجدي العفيفي.. ذاكرة مصر تمشي على قدمين".

تكريم للمسيرة

الجلوس إلى مجدي العفيفي ليس مجرد لقاء صحفي، بل رحلة داخل تاريخ الصحافة المصرية والعربية، وحكايات من الزمن الجميل التي تستحق أن تُروى للأجيال الجديدة.
متّعه الله بالصحة والعافية، ليبقى شاهدًا وفاعلًا في مسيرة الكلمة والإبداع.

الرابط المختصر

search