وزير الصحة: نجاح التجربة المصرية شهادة التزام بمعايير الجودة والأمان

أعرب الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة عن فخره بما حققته الدولة المصرية في ملف سلامة المرضى، مشيرًا إلى أن التقرير الأخير لمنظمة الصحة العالمية خصص فصلًا كاملاً للإشادة بالتجربة المصرية في دمج معايير السلامة ضمن منظومة الإصلاح الصحي الشامل

احتفالية اليوم العالمى لسلامة المرضى

جاء ذلك فى كلمة الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، خلال احتفالية «اليوم العالمي لسلامة المرضى لعام 2025»، التي نظمتها الوزارة بالتعاون مع الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية ومكتب منظمة الصحة العالمية في مصر، تحت شعار «سلامة المرضى منذ البداية».

حضر الاحتفال نخبة من كبار المسؤولين والشخصيات الصحية، بينهم الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة والوقاية، والدكتور أشرف حاتم، رئيس لجنة الشؤون الصحية بمجلس النواب، والدكتور أحمد طه، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، والدكتور نعمة عابد، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، وعدد من القيادات الصحية وممثلي الهيئات الدولية.

 وزير الصحة: إشادة منظمة الصحة العالمية شهادة نجاح للمنظومة المصرية

أعرب الدكتور خالد عبدالغفار عن فخره بما حققته الدولة المصرية في ملف سلامة المرضى، مشيرًا إلى أن التقرير الأخير لمنظمة الصحة العالمية خصص فصلًا كاملاً للإشادة بالتجربة المصرية في دمج معايير السلامة ضمن منظومة الإصلاح الصحي الشامل، معتبرًا ذلك شهادة نجاح دولية تؤكد التزام الدولة ببناء نظام صحي قائم على الجودة والأمان.

وأوضح الوزير أن شعار الاحتفال هذا العام «رعاية آمنة لكل مولود منذ اللحظة الأولى» يعكس اهتمام الدولة بصحة الأمهات والأطفال، مشيرًا إلى تنفيذ خطة وطنية متكاملة ترتكز على أربعة محاور: البناء المؤسسي والتشريعي، وتنمية الكوادر البشرية، وإطلاق المبادرات التطبيقية، واستشراف المستقبل بالبحث والابتكار.

 تشريعات رائدة وترسيخ لثقافة العدالة الطبية

وأكد الوزير أن إصدار قانون تنظيم المسؤولية الطبية وسلامة المريض لعام 2025 يمثل نقلة نوعية في المنظومة الصحية، حيث يوازن بين حماية حقوق المرضى وضمان بيئة آمنة لمقدمي الخدمة، كما يدعم ثقافة التعلم من الأخطاء بدلاً من العقاب.

وأشار إلى أن إنشاء الإدارة العامة لسلامة المرضى واللجنة العليا لجودة الرعاية ساهم في توحيد المعايير بين الجهات الصحية على مستوى الجمهورية.

 تأهيل الكوادر الوطنية وإطلاق برامج تدريبية متخصصة

وكشف الوزير عن تدريب أكثر من 21,600 متدرب من مختلف التخصصات على مفاهيم سلامة المرضى وإدارة المخاطر، إلى جانب إطلاق الدبلوم المهني لسلامة المرضى وإدارة مخاطر الرعاية الصحية بالتعاون مع المجلس الصحي المصري ومنظمة الصحة العالمية، كأول برنامج وطني معتمد لتأهيل الكوادر في هذا المجال.

كما أعلن عن إطلاق دليل عمل لسلامة المرضى في أقسام حديثي الولادة، ليكون مرجعًا علميًا موحدًا يضمن توفير الرعاية الآمنة لكل مولود منذ اللحظة الأولى.

 اعتماد منشآت مصرية كمستشفيات صديقة لسلامة المرضى

وأشار الدكتور عبدالغفار إلى تطبيق مبادرة «المستشفيات الصديقة لسلامة المرضى» بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، والتي أثمرت اعتماد 3 منشآت صحية مصرية ضمن المبادرة، مع تدريب 30 مقيمًا مركزيًا لتوسيع نطاق تطبيقها.

كما أشار إلى البرنامج القومي لتحسين تجربة المرضى، الذي يهدف إلى تمكين المرضى وذويهم من المشاركة في القرار العلاجي ورفع مستوى الثقة في الخدمات الصحية.

 التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي لخدمة سلامة المريض

وأوضح الوزير أن الوزارة تعمل على تعزيز استخدام التقنيات الحديثة، من خلال تنفيذ 4 أبحاث وطنية كبرى بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وتطوير نظام ذكي للإبلاغ عن الأحداث العارضة باستخدام الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالمخاطر واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة.

وأكد أن كل هذه الجهود تأتي تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي جعل صحة المواطن أولوية وطنية، مؤكدًا أن إشادة منظمة الصحة العالمية ليست غاية في ذاتها، بل مسؤولية تحفز على مزيد من الإنجاز وبناء منظومة صحية آمنة وعادلة.

 آراء المشاركين: مصر نموذج يحتذى في تطبيق معايير السلامة

من جانبه، أكد الدكتور محمد عوض تاج الدين أن سلامة المرضى أصبحت ركيزة أساسية في التنمية الصحية، مشيرًا إلى أن مصر حققت إنجازات واضحة في مجالات التعقيم ومكافحة العدوى وضمان استخدام الدواء الآمن.

وأضاف أن حماية الفريق الطبي تمثل أحد أعمدة سلامة المنظومة الصحية، لافتًا إلى جهود الدولة خلال جائحة كورونا في دعم مقدمي الخدمة.

وأوضح الدكتور أشرف حاتم أن البرلمان دعم مفهوم سلامة المرضى بإقرار مجموعة من القوانين المهمة، منها قانون المسؤوليات الطبية وقانون التأمين الصحي الشامل لعام 2018، الذي يشترط اعتماد المنشآت قبل انضمامها للمنظومة.

أما الدكتور أحمد طه، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، فأكد أن الهيئة تعمل على دعم المنشآت الصحية في تطبيق معايير الجودة وتحسين تجربة المريض، تحقيقًا لرعاية فعالة وآمنة تضمن ثقة المواطن.

فيما أشاد الدكتور نعمة عابد، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، بالتجربة المصرية، مؤكدًا أن مصر أصبحت نموذجًا إقليميًا في دمج معايير السلامة والجودة ضمن سياسات الإصلاح الصحي الشامل.

 توقيع بروتوكول تعاون وتكريم رواد سلامة المرضى

وعلى هامش الاحتفالية، شهد الدكتور خالد عبدالغفار توقيع بروتوكول تعاون بين وزارة الصحة والسكان (ممثلة في الإدارة العامة لسلامة المرضى) والهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، لتعزيز الشراكة في بناء القدرات وتطوير الأدلة الإرشادية الوطنية.

واختُتمت الفعالية بتكريم عدد من المنشآت الصحية الرائدة في دعم جهود سلامة المرضى، من بينها المستشفى السعودي الألماني، ومؤسسة مجدي يعقوب لأمراض القلب، والجمعية الشرعية للحضانات والأطفال حديثي الولادة، تقديرًا لإسهامهم في نشر ثقافة الرعاية الآمنة وتعزيز جودة الخدمات الصحية في مصر.