الذهب يقفز لمستويات تاريخية.. وعيار 24 يتجاوز حاجز الـ 6080 جنيهًا

شهدت أسواق الذهب المحلية والعالمية اليوم الأربعاء، قفزة غير مسبوقة في الأسعار، بعدما تجاوز سعر أونصة الذهب عالميًا حاجز الـ4000 دولار في العقود الآجلة، مسجلًا بذلك أعلى مستوى تاريخي في تاريخه الحديث. 

ويأتي هذا الارتفاع اللافت مدفوعًا بموجة من الطلب المتزايد من قبل البنوك المركزية وصناديق الاستثمار المدعومة بالمعدن الأصفر، وسط حالة من الاضطراب السياسي والاقتصادي التي تخيم على الأسواق العالمية منذ بداية العام.

ووفقًا لتقرير صادر عن شركة "جولد بيليون" لمتابعة أداء أسواق المعادن الثمينة، فقد ارتفع الذهب بنسبة تقارب 51% منذ مطلع عام 2025، في واحدة من أقوى الموجات الصعودية التي يشهدها المعدن النفيس منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008. 

ويعزو الخبراء هذا الارتفاع إلى لجوء المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن لحماية أموالهم في ظل تزايد المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي واستمرار التضخم المرتفع في عدد من الاقتصادات الكبرى.

قفزة جديدة في السوق المصرية

وفي مصر، واصلت أسعار الذهب ارتفاعها لتسجل مستويات تاريخية جديدة، مدفوعة بالطلب المتزايد من قبل المستثمرين والأفراد الراغبين في التحوط ضد التقلبات الاقتصادية وتراجع قيمة العملة المحلية.

وسجل عيار 24 نحو 6082 جنيهًا للجرام، بينما بلغ عيار 21 الأكثر تداولًا في الأسواق المصرية نحو 5322 جنيهًا، في حين سجل عيار 18 نحو 4562 جنيهًا. أما الجنيه الذهب فقد ارتفع إلى 42,576 جنيهًا، في صعود يعكس استمرار الموجة الصعودية التي بدأت منذ مطلع الربع الثالث من العام الجاري.

وأكد عدد من تجار الذهب أن السوق المحلية تشهد إقبالًا واضحًا من قبل فئة المستثمرين الصغار والمتوسطين، الذين يعتبرون الذهب أحد الأدوات الآمنة للحفاظ على قيمة مدخراتهم. 

وأوضحوا أن التراجع في عوائد الودائع البنكية وتذبذب أسعار الصرف أسهما في تعزيز الاتجاه نحو شراء الذهب رغم الارتفاعات المتتالية.

تحليل الخبراء: البنوك المركزية تقود موجة الشراء العالمية

وأشار التقرير إلى أن الزيادة الملحوظة في مشتريات البنوك المركزية العالمية كانت من أهم العوامل الدافعة لارتفاع الأسعار، حيث تسعى هذه المؤسسات إلى تنويع احتياطاتها وتقليل اعتمادها على الدولار الأمريكي. كما شهدت صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) المدعومة بالذهب تدفقات مالية قوية، بعد أن فقد المستثمرون الثقة في الملاذات التقليدية الأخرى كالعملات والأسهم والسندات.

ويرى محللون أن استمرار حالة عدم اليقين بشأن سياسات الفيدرالي الأمريكي وخططه المستقبلية المتعلقة بأسعار الفائدة قد تفتح الباب أمام مزيد من الارتفاع في أسعار الذهب خلال الأشهر المقبلة، خاصة إذا اتجه البنك المركزي الأمريكي إلى خفض أسعار الفائدة في محاولة لدعم الاقتصاد.

عوامل سياسية واقتصادية تدفع الأسواق للتوتر

وعلى الصعيد السياسي، شهدت الولايات المتحدة توترًا جديدًا بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تسريح موظفي الحكومة نتيجة الإغلاق الحكومي المستمر منذ أسبوع، ما أثار حالة من القلق داخل الأوساط الاقتصادية.

ورغم محاولات البيت الأبيض تهدئة الأسواق عبر التأكيد على أن الإغلاق لن يستمر طويلًا، إلا أن تأجيل صدور مؤشرات اقتصادية رئيسية زاد من حيرة المستثمرين ودفعهم للاعتماد على بيانات ثانوية في تقييم مستقبل الاقتصاد الأمريكي.

هذا المشهد المضطرب انعكس بدوره على حركة الأسواق العالمية، حيث لجأ المستثمرون بشكل واضح إلى الذهب باعتباره الملاذ الأكثر أمانًا في ظل حالة الضبابية التي تسيطر على السياسة النقدية في الولايات المتحدة وأوروبا.

تأثير مباشر على المستهلك المصري

ويرى خبراء محليون أن الارتفاعات القياسية الأخيرة سيكون لها تأثير مباشر على سوق التجزئة في مصر، إذ من المتوقع أن تتراجع معدلات الإقبال على شراء المشغولات الذهبية بغرض الزينة بسبب ارتفاع الأسعار، مع تركّز الطلب على السبائك والجنيهات بغرض الاستثمار والادخار.

كما أشاروا إلى أن ارتفاع الأسعار قد يعيد رسم خريطة تجارة الذهب داخل مصر، مع تزايد اتجاه التجار إلى البيع بنظام الحجز المسبق تجنبًا لتقلب الأسعار اللحظية.

توقعات الفترة المقبلة

توقع محللون أن يواصل الذهب أداءه القوي حتى نهاية العام، مدعومًا باستمرار حالة القلق في الأسواق العالمية وتزايد الإقبال على الاستثمار الآمن، خاصة مع احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية وتراجع الثقة في العملات الورقية.

وأكدوا أن كسر أونصة الذهب لحاجز 4000 دولار قد يكون بداية لموجة جديدة من الصعود، إذا لم تتدخل البنوك المركزية الكبرى بخطط تهدئة السوق.

إقرأ أيضاً:

مدبولي يترأس وفد مصر في قمة “الكوميسا” الرابعة والعشرين بنيروبي

منال عوض تشارك في مؤتمر الحفاظ على الطبيعة بأبوظبي