الخميس، 09 أكتوبر 2025

10:59 م

ثقافة أسوان تناقش ديوان شعر العامية ارتباك للشاعر محمود عطا

الخميس، 09 أكتوبر 2025 06:00 م

إسراء علي

ديوان ارتباك

ديوان ارتباك

عقد فرع ثقافة أسوان، ندوة لمناقشة ديوان "ارتباك" للشاعر محمود عطت الفائز في مسابقة النشر الاقليمي، وذلك ضمن فعاليات الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، وبرامج وزارة الثقافة.


شارك في المناقشة الأديبان عبده الشنهورى، وأحمد فخرى، وأدارها الاديب محمد الليثى، وأقيمت المناقشة بمسرح فوزى فوزى، بحضور عدد من الادباء، والأصدقاء المحتفى به.


وأوضح عبده الشنهورى  أنه من خلال دراسة نقدية تحت عنوان "ثنائية الحلم والواقع وأسئلة الارتباك"، يحتوى الديوان على ٢٧ قصيدة من شعر العامية أكثرها على نسق التفعيل، العنوان يصف حالة، ومن ناحية الشكل يحتوى على نصوص لأكثر من بحر شعرى، وتباينت النصوص بين التفعيلة العامية ونظام التربيع، كما تباينت اللغة بين البساطة الشديدة لغة الزجل وبين القصيدة ذات التراكيب والدلالات المتعددة، وتباينت الموسيقى بين الهادئة والصاخبة، والموضوعات بين الذاتية الصرفة والذاتية الجمعية، وركزت الذات الشاعرة فى الديوان على الثنائية الحلم والواقع، وتكرار الأسئلة فى نصوص الديوان بشكل دلالى يتجاوز الإستفهام الحرفى.
وأضاف الشنهورى أن الشاعر يهدى ديوانه لمن صدقوا فى الحب حتى ولو كانوا قليلين، ويدعو إلى التمسك بالأمل فالحياة فيها ما يستحق، وأن للشعراء الحق فى تناول شتى المواضيع حتى لو تناولها غيرهم، ولكن أن تكون زاوية التناول غير متكررة.  


وأشار أحمد فخرى من خلال دراسته بعنوان  "الارتباك بوصفه بنية دلالية"، متحدثأ يمثل ديوان "ارتباك" تجربة شعرية ناضجة في جوهرها، صادقة في لغتها، وإن كانت ما تزال في طور التشكّل من حيث الوعي الفني والبنائى، فالشاعر يقدّم من خلال هذا العمل صوتًا شعريًا مخلصًا لنفسه ولتجربته الإنسانية، يكتب بالعامية المصرية لا بوصفها لغة محلية، بل كأداة للتعبيرعن الوجدان الجمعي، وعن هموم الإنسان البسيط الذي يتأرجح بين الإيمان والخذلان، بين الحلم واليأس، بين الحب والفقد.


وأشار من الناحية المضمونية، تتّسع تجربة الديوان لتشمل أربعة محاور أساسية الديني، والروحي، العاطفي، الوطني، واليومي تتشابك جميعها في رؤية واحدة هي البحث عن الصدق في عالمٍ مرتبك، تتحرك الذات الشاعرة داخل النصوص في رحلةٍ وجودية تبحث عن التوازن بين النقاء والواقع، فتجد في الإيمان خلاصًا مؤقتًا، وفي الحب خذلانًا، وفي الوطن أملًا مؤجلًا، وفي الذكريات ملاذًا طاهرًا.

ومن الناحية الفنية والأسلوبية، فيتّسم الديوان بلغةٍ عامية قريبة من القلب، وإيقاعٍ داخلي يعتمد على التكرار والتوازي، وصورٍ شعرية بسيطة نابعة من الحسّ اليومي والديني. غير أن هذه البساطة، على قوتها الوجدانية، تؤدي أحيانًا إلى غلبة المباشرة وتكرار بعض المفردات، مما يحدّ من عمق بعض النصوص، ويكشف عن تفاوت في مستوى البناء الفني، ورغم ذلك فإن الديوان يظلّ متماسكًا على مستوى الهوية الشعورية، إذ يحافظ على وحدة الإحساس وصدق التجربة من أول قصيدة إلى آخرها.


ومن منظور نقدي شامل، يمكن القول إن "ارتباك" هو ديوان الصدق والبحث عن الاتزان، إنه نصّ مكتوب من داخل التجربة الإنسانية، لا من خارجها، ديوانٌ يعترف بالضعف البشري ولا يخجل منه، ويرى في الارتباك نفسه شكلاً من أشكال الإيمان لأن من يرتبك هو من لا يزال يحسّ، ومن يحسّ لا يزال حيًّا، بهذا المعنى، يشكّل "ارتباك" إضافةً مميزة إلى الشعر العامي المصري، ليس لأنه يتكلّف الحداثة أو يغرق في الرموز، بل لأنه يعود إلى جوهر الشعر الحقيقي: الصدق والبساطة والوجدان.


وأختتم حديثه بأن من المتوقع أن تمهّد هذه التجربة لما هو أعمق وأكثر نضجًا في أعمال الكاتب القادمة، خاصة إذا واصل استثماره في هذا التوازن النادر بين البساطة الشعبية والوعي الفني، وبين الإيمان بالحياة والإحساس الدائم بارتباكه.

أقيمت الندوة ضمن برامج إقليم جنوب الصعيد بإدارة محمود عبد الوهاب، والإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر د. مسعود شومان. ونفذت بالتعاون بين فرع ثقافة أسوان برئاسة يوسف محمود، والإدارة العامة للثقافة العامة برئاسة الشاعر عبده الزراع.

الرابط المختصر

search