الإثنين، 13 أكتوبر 2025

06:03 م

غياب محمد عوض ومحمد رضا وخيرية أحمد عن تكريم مهرجان نقابة المهن التمثيلية

الإثنين، 13 أكتوبر 2025 01:20 م

إسراء علي

محمد عوض

محمد عوض

في حفل افتتاح مهرجان نقابة المهن التمثيلية، خطف الفنان تامر حسني الأنظار بعد مشاركته بتقديم أغنية خاصة بعنوان "من كان يا ما كان"، إهداءً لرواد وعظماء المسرح المصري، الحفل جاء لتكريم رموز الفن والمسرح في مصر، وشهد حضورًا فنيًا وجماهيريًا لافتًا، إلا أن الأغنية التي كانت في ظاهرها تحية للأجيال الذهبية، فتحت بابًا واسعًا للنقاش حول دقة ما قُدم داخل العمل المصور.

ذكاء اصطناعي يرسم ملامح التاريخ الفني

أطلق تامر حسني الأغنية على طريقة الفيديو كليب، مستخدمًا تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث احتوى الكليب على لقطات مجمعة لعدد كبير من النجوم الذين أسهموا في صناعة المسرح المصري، في محاولة لتوثيق مراحل تطور الفن المسرحي عبر العصور.

الأغنية من كلمات طارق علي، وألحان كريم نيازي، وتوزيع مؤمن ياسر، وتميزت بلحن درامي ورسائل وجدانية حملت التقدير والإجلال لكل من ترك بصمة على الخشبة المصرية.

غياب الأسماء الكبيرة يثير الجدل

ورغم النية الواضحة لتكريم الرواد، فإن المتابعين لاحظوا غيابًا لافتًا لعدد من الأسماء التي لا يمكن تجاوزها في أي حديث عن تاريخ المسرح المصري، مثل الفنان الكبير محمد عوض، ومحمد رضا، وخيرية أحمد، والمخرج سمير العصفوري.

هذا الغياب بدا كأنه ثغرة فنية وتاريخية داخل العمل، الذي سعى إلى رسم لوحة شاملة لتاريخ المسرح، لكنه خرج بصورة منقوصة، وكأن جزءًا من الذاكرة الفنية لم يُستحضر في المشهد.

تكريم ناقص أم قراءة جديدة للتاريخ؟

طرح كثير من النقاد والمشاهدين تساؤلات حول آلية إعداد الكليب، وكيف تم عرضه ضمن فعاليات مهرجان رسمي دون مراجعة لجنة فنية متخصصة داخل النقابة، لضمان التمثيل العادل لكافة رموز المسرح.

فحين يُغفل اسم بحجم محمد عوض، الذي قدم أكثر من 100 عمل مسرحي وأسس فرقة الكوميدي المصرية وخلق شخصيات لا تُنسى في وجدان الجمهور، يصبح السؤال مشروعًا:
هل نحن أمام تكريم فني ناقص أم محاولة جديدة لإعادة قراءة التاريخ المسرحي عبر منظور مختلف؟.

رسالة الحب لا تُغني عن الإنصاف

لا شك أن مبادرة تامر حسني تستحق التقدير على مستوى الفكرة والتقنية، لكنها في الوقت نفسه تفتح الباب لمناقشة أوسع حول مسؤولية توثيق التاريخ الفني بدقة، خاصة عندما يتعلق الأمر برموز صنعت وجدان الأمة،
فـ"من كان يا ما كان" كانت تحية مؤثرة، لكنها ذكرت الجميع بأن التاريخ لا يكتمل إلا حين يُذكر كل من صنعه.

الرابط المختصر

search