الأربعاء، 15 أكتوبر 2025

12:15 ص

الأسواق العالمية تتحرك على وقع تجدد توتر العلاقات بين الولايات المتحدة والصين

الثلاثاء، 14 أكتوبر 2025 08:01 م

بقلم: دانييلا سابين هاثورن – كبيرة المحللين في Capital.com

دانييلا سابين هاثورن – كبيرة المحللين في Capital.com

دانييلا سابين هاثورن – كبيرة المحللين في Capital.com

شهدت الأصول ذات المخاطر أسبوعًا هادئًا نسبيًا حتى يوم الجمعة، حين عادت التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين إلى الواجهة، مما قلب موازين الأسواق. خلال معظم جلسة التداول الأوروبية يوم الجمعة، كانت الأسهم تستقر بعد اضطرابات سياسية شهدتها أوروبا في وقت سابق من الأسبوع. ومع افتتاح الأسواق الأمريكية، بدا أن مؤشر S&P 500 يتجه لإنهاء الأسبوع دون تغيّر يُذكر، ما يعكس أن المشترين عند الانخفاض لا يزالون يسيطرون على المشهد رغم عودة التقلبات.

لكن هذا الهدوء لم يدم طويلًا، إذ تسببت أنباء تهديد الرئيس الأمريكي بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الواردات الصينية في تراجع العقود الآجلة للأسهم، وتراجع أداء الأسهم الدورية، بينما ارتفعت الأصول الآمنة مثل الذهب. لاحقًا، ساهمت نبرة أكثر تصالحًا على وسائل التواصل الاجتماعي في تهدئة الأسواق، مما أدى إلى انتعاش جزئي في تداولات آسيا صباح الإثنين، حيث تعافت العقود الآجلة الأمريكية وبعض المؤشرات الآسيوية من أدنى مستوياتها.

الرسم البياني اليومي لمؤشر S&P 500

الأداء السابق لا يُعد مؤشرًا موثوقًا للنتائج المستقبلية.

الصين والمعادن النادرة: ورقة تفاوض لا سلاح اقتصادي

تُعد المعادن النادرة عنصرًا أساسيًا في الاقتصاد الحديث، حيث تدخل في تصنيع كل شيء من أشباه الموصلات المتقدمة إلى محركات السيارات الكهربائية والتقنيات الدفاعية. وتُعتبر القيود الصينية الأخيرة على تصدير هذه المعادن ردًا على القيود الأمريكية المفروضة على تصدير الرقائق ومعدات التصنيع.

لكن هذه الخطوة لا تبدو كضربة اقتصادية قاسية بقدر ما هي ورقة تفاوض. الرسالة الصينية تبدو ذات شقين: أولًا، إدخال قيود التصدير ضمن مفاوضات الرسوم الجمركية، وثانيًا، دفع الطرفين للعودة إلى طاولة المفاوضات بعد أشهر من الجمود.

السؤال الأهم: لماذا الآن؟

منذ يوم الجمعة، بدأ المستثمرون يطرحون السؤال الأهم: لماذا عادت هذه التوترات في هذا التوقيت؟ أحد التفسيرات المحتملة هو أن بكين تسعى لتوجيه المرحلة المقبلة من المفاوضات — سواء بشأن الرسوم الجمركية أو قيود التصدير أو حتى قواعد الاستثمار الأجنبي — من خلال تذكير واشنطن بنقاط الضعف الحرجة في سلاسل التوريد.

ما إذا كانت هذه التهديدات ستتطور إلى قيود فعلية أم أنها مجرد مناورة للحصول على تنازلات، سيبقى العامل الأكثر تأثيرًا على معنويات المخاطرة في المدى القريب.

رد فعل الأسواق: تصحيح في المراكز لا تغيير في الاتجاه

رد الفعل العنيف للأسواق لم يكن فقط نتيجة للسياسات، بل كشف أيضًا عن تموضع المستثمرين. فقد كانت التقييمات مرتفعة، والزخم ممتد، وبدا أن البائعين على المكشوف في حالة راحة. كانت الأسواق تتصرف كما لو أن ملف الرسوم الجمركية قد أُغلق، خاصة بعد التقدم مع الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا — بينما بقيت الصين الحلقة الأضعف.

وعندما انهار هذا الافتراض، سارع المستثمرون إلى تصفية مراكزهم. أما محاولات التعافي يوم الإثنين فتبدو أقرب إلى تصحيح في التموضع وليس تغييرًا جوهريًا في الاتجاه — على الأقل في الوقت الحالي.

المسار المستقبلي للأسواق سيتوقف على ما إذا كانت تهديدات الرسوم الجمركية بنسبة 100% ستبقى قائمة أم سيتم التراجع عنها قريبًا.

الرابط المختصر

search