أحمد عبد الوارث، نجم الدراما الذي أضاء السينما والمسرح والتلفزيون

تحل اليوم الأربعاء 15 أكتوبر ذكرى رحيل الفنان الكبير أحمد عبد الوارث، الذي ودّع عالمنا عام 2018 بعد مسيرة فنية ثرية امتدت لأكثر من أربعة عقود، ظل خلالها نموذجًا للفنان الملتزم والموهوب، الذي أثرى الدراما والسينما والمسرح والإذاعة بأداء صادق وهدوءٍ مميز جعلاه أحد أكثر أبناء جيله احترامًا ومحبة لدى الجمهور.

من المسرح المدرسي إلى المعهد العالي للفنون المسرحية

وُلد أحمد عبد الوارث في أكتوبر، ليصادف الشهر ذاته ذكرى ميلاده ورحيله، وكأن القدر أراد أن يكتمل مشواره في دائرة واحدة، ظهرت موهبته مبكرًا أثناء دراسته بالمدرسة الخديوية، حيث لفت الأنظار بأدائه المسرحي المتميز، وحصد ميداليات في مسابقات التمثيل المدرسية، ما منحه الثقة لدراسة الفن أكاديميًا، التحق بـ المعهد العالي للفنون المسرحية ضمن دفعة استثنائية جمعت أسماء لامعة مثل نور الشريف، أحمد زكي، وعفاف شعيب.

انطلاقة ونجومية تلفزيونية

بدأ عبد الوارث رحلته الاحترافية بمسلسل "الهروب" عام 1976 للمخرج نيازي مصطفى، الذي شكل نقطة التحول في مسيرته، لتتوالى بعده الأعمال الناجحة التي رسخت مكانته في الدراما المصرية، مثل زهرة الأسوار، المسافرون، رحلة المليون، أبرياء في قفص الاتهام، تمساح البحيرة، ليالي الحلمية، من الذي لا يحب فاطمة، في أيد أمينة، قصة الأمس، والشوارع الخلفية، وكان آخر ظهور له في مسلسل "أرض جو" عام 2017، حيث اختتم مسيرته كما عاشها، بهدوء وتواضع.

بصمة مؤثرة في السينما

امتلك أحمد عبد الوارث حضورًا لافتًا على الشاشة الكبيرة، بدأ بفيلم "السراب" المأخوذ عن رواية للأديب العالمي نجيب محفوظ، وتعاون خلال مشواره مع كبار المخرجين في أفلام أصبحت علامات في السينما المصرية، منها الكرنك، عودة الابن الضال، إسكندرية ليه؟، إلى جانب أعمال جماهيرية مثل وش إجرام، كيدهن عظيم، أبو كرتونة، اشتباه، وصولًا إلى آخر أفلامه "المشخصاتي 2".

صوت ذهبي وإبداع إذاعي وديني

بصوته الدافئ ولغته العربية المتقنة، ترك عبد الوارث بصمة مميزة في الدراما الدينية والإذاعية، فقدم شخصيات مؤثرة في أعمال مثل محمد رسول الله، القضاء في الإسلام، وملكة من الجنوب، كما شارك في أعمال مسرحية وتاريخية بارزة مثل منمنمات تاريخية التي أظهرت قدرته الفائقة على الأداء الصوتي والتعبير اللغوي الراقي.

حضور نقابي وإنساني مميز

لم يكتفِ عبد الوارث بعطائه الفني، بل كان له حضور نقابي فاعل، إذ شغل عضوية مجلس نقابة المهن التمثيلية لعدة دورات، وساهم في دعم المواهب الشابة ورعاية زملائه الفنانين، محافظًا على صورة الفنان المثقف الهادئ الذي يعمل في صمت بعيدًا عن الأضواء.

رحيل في صمت وإرث لا يُنسى

تزوج من الفنانة الراحلة سعاد نصر، وأنجبا طفلين، وظلت بينهما علاقة احترام وتقدير حتى بعد الانفصال، عاش أحمد عبد الوارث حياة بسيطة وهادئة، ورحل كما عاش، دون ضجيج، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا وإنسانيًا خالدًا،
سيبقى اسمه علامة للفنان الحقيقي الذي جسد الصدق في الأداء، والاحترام في السلوك، والهدوء في العطاء، ليظل حاضرًا في ذاكرة الفن المصري كرمز للأصالة والرقي والوفاء للفن.

اقرأ أيضاً.. نجوم الفن يغادرون القاهرة استعدادا للمشاركة فى مهرجان الجونة السينمائي

عمرو سلامة يفضح شركة انتاج متهمة بالنصب على الفنانين