الثلاثاء، 21 أكتوبر 2025

09:11 م

في ذكرى ميلاده الـ66

حسن الأسمر صوت الفن الشعبي الذي لا يُنسى

الثلاثاء، 21 أكتوبر 2025 06:02 م

إسراء علي

حسن الاسمر

حسن الاسمر

تحل اليوم الذكرى السادسة والستون لميلاد الفنان الشعبي الراحل حسن الأسمر، ذلك الصوت الاستثنائي الذي لمس قلوب المصريين بصدق إحساسه وبساطة أدائه، لم يكن مجرد مطرب شعبي عابر، بل حالة فنية متفردة عبّرت عن وجدان الناس، وغنّت للألم والفرح والحلم في آنٍ واحد، وبرغم رحيله المفاجئ في عام 2011، لا تزال أغانيه وأدواره محفورة في ذاكرة الجمهور كواحدة من أهم صفحات الفن الشعبي المصري.

البدايات.. من العباسية إلى قلوب الناس

وُلد حسن الأسمر في 21 أكتوبر عام 1959 بحي العباسية بالقاهرة، بينما تنتمي جذوره إلى محافظة قنا في صعيد مصر، نشأ وسط بيئة بسيطة قريبة من الشارع المصري، فامتلأ وجدانه بالحكايات والهموم التي شكّلت لاحقًا ملامح أغانيه.

امتلك الأسمر صوتًا قويًا حزين النغمة، جعله أقرب إلى الناس الذين وجدوا في أغانيه مرآة لحياتهم اليومية المليئة بالكفاح والإصرار، لذلك أطلق عليه جمهوره لقب «مطرب العمال»، لأنه غنى عنهم ولهم.

مشوار فني حافل بين الغناء والتمثيل

لم يكتف حسن الأسمر بالغناء، بل امتد حضوره إلى عالم الدراما والمسرح والسينما، مقدّمًا ما يزيد عن 57 عملًا فنيًا متنوعًا،
من أشهر أعماله المسرحية: «بالو بالو» و«حمري جمري» و«جحا المصري»، بينما ترك بصمة قوية في الدراما التلفزيونية بمسلسلات مثل «أرابيسك» و«الزنكلوني» و«معاش مبكر».

أما في السينما، فشارك في أفلام مميزة أبرزها «ليلة ساخنة» و«زيارة السيد الرئيس» و«بوابة إبليس» و«امرأة وخمسة رجال»،
في كل هذه الأعمال، كان الأسمر يجسد دائمًا الإنسان البسيط المكافح، وهو ما جعل الجمهور يتعامل معه كأحدهم لا كنجم بعيد.

«كتاب حياتي يا عين».. الأغنية التي خلدت اسمه

تبقى أغنيته الأشهر «كتاب حياتي يا عين» بمثابة السيرة الذاتية الفنية لحسن الأسمر، إذ لخصت بكلماتها الحزينة مشاعر الوجع والأمل التي شكّلت شخصيته الفنية.

الأغنية التي تحولت إلى أيقونة في وجدان المصريين، عادت لتتصدر المشهد مجددًا بعد سنوات حين استعانت بها إحدى شركات المحمول في إعلان تلفزيوني، ظهر فيه الأسمر بابتسامته المألوفة وصوته الذي لا يُنسى،
لكن المفارقة المؤلمة أن هذا الإعلان كان آخر ظهور له قبل وفاته بأيام قليلة.

الرحيل المفاجئ.. قلب توقف فجأة

في 7 أغسطس عام 2011، رحل حسن الأسمر عن عمر ناهز 52 عامًا إثر أزمة قلبية مفاجئة،
وكشفت زوجته السيدة لبنى في أحد اللقاءات التلفزيونية تفاصيل اللحظات الأخيرة، قائلة: «كان نازل يصلي ويقابل صاحبه، وابنه حاول يروح معاه لكنه رفض، وبعدها اتأخر واتصلت عليه قالي أنا بجيب زبادي وجاي، وبعد شوية لقيته راجع تعبان ووشه أحمر، والساعة 6 الصبح مسك قلبه وجرى في الشقة»،
نُقل الأسمر إلى المستشفى في محاولة لإنقاذه، لكنه أسلم الروح بهدوء كما عاش.

ابن يسير على خطاه

وفي مشهد مؤثر بعد رحيله، كشف نجله هاني الأسمر أنه كان يحفظ أغاني والده سرًا رغم رفضه دخوله عالم الفن، حتى فاجأه يوم عيد ميلاده بغناء «كتاب حياتي يا عين» أمام أصدقائه، لينال إعجاب والده الذي أدرك حينها أن الموهبة لا تُورث فقط، بل تُولد من الشغف.


رحل حسن الأسمر، لكن صوته لا يزال حاضرًا في المقاهي والأفراح وذاكرة الشارع المصري، يردد معه الناس: «كتاب حياتي يا عين.. من أول سطر فيه حزين».

ترك وراءه إرثًا من الأغاني والأدوار التي توثق ملامح الإنسان المصري البسيط في أصدق تجلياتها، لتبقى سيرته شاهدًا على أن الفن الشعبي حين يخرج من القلب، يعيش في القلوب إلى الأبد.
 

اقرأ أيضاً.. نجوم الفن يستكملون دراستهم وسط الشهرة والأضواء

عروض "لورنس" و"بيروت Stop Calling" تنطلق ضمن فعاليات مهرجان دي كاف غدا

هيئة قصور الثقافة تصدر كتاب "أكتوبر 73 حرب مصر العظمى" لأحمد السرساوي

الرابط المختصر

search