السبت، 01 نوفمبر 2025

02:55 م

فرحة عارمة في المغرب بقرار مجلس الأمن بشأن الصحراء الغربية

السبت، 01 نوفمبر 2025 11:25 ص

باسم ياسر

فرحة المغاربة

فرحة المغاربة

عمت مظاهر الفرح الشوارع المغربية عقب صدور قرار مجلس الأمن الدولي، الذي اعتبر أن منح الصحراء الغربية حكماً ذاتياً حقيقياً تحت السيادة المغربية يمثل الحل الأكثر جدوى لإنهاء نزاع دام نصف قرن. 

القرار، الذي حظي بتأييد 11 دولة من أصل 15 عضواً في المجلس، جاء ليؤكد الدعم الدولي المتزايد للموقف المغربي، وليشكل منعطفاً تاريخياً في مسار القضية الوطنية الأولى للمملكة.

 المغاربة يحتفلون وعيونهم على خطاب الملك

 

مع صدور القرار، تابع المغاربة باهتمام بالغ الخطاب الذي ألقاه العاهل المغربي الملك محمد السادس، والذي وصف فيه الموقف الأممي بأنه "تأكيد تاريخي على مغربية الصحراء"، مشيراً إلى أن بلاده تعيش "مرحلة فاصلة في تاريخها".

وقال الملك في خطابه: "حان وقت المغرب الموحد"، داعياً الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى "حوار أخوي" يفتح صفحة جديدة من التعاون بين البلدين من أجل "مستقبل مزدهر للصحراء وللمنطقة كلها".

وتفاعل المواطنون على نطاق واسع مع الخطاب الملكي عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر كثيرون أن حديث العاهل المغربي يجسد روح المسؤولية والدعوة إلى الوحدة والتنمية، بعيداً عن لغة الانتصار أو التصعيد.

 خطة الحكم الذاتي تحظى بإجماع دولي متزايد

 

القرار الأممي الجديد دعا الأطراف كافة إلى الانخراط في مفاوضات جادة "استناداً إلى مبادرة الحكم الذاتي" التي تقدم بها المغرب للأمم المتحدة عام 2007، والتي تمنح سكان الإقليم صلاحيات واسعة في إطار السيادة المغربية.

وكانت الولايات المتحدة صاحبة مشروع القرار الذي تبنّى صراحة موقف الرباط، بينما امتنعت كل من روسيا والصين وباكستان عن التصويت، ولم تشارك الجزائر في التصويت.

كما جدد القرار ولاية بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في الصحراء الغربية (مينورسو) لمدة عام، لمواصلة مراقبة الأوضاع ودعم المسار السياسي.

 محمد السادس: الحل الواقعي هو مغربية الصحراء

 

أكد الملك محمد السادس أن "خطة المغرب هي الحل الواقعي الوحيد والقابل للتطبيق"، مشدداً على أن بلاده "لا تعتبر التحولات بشأن الصحراء انتصاراً سياسياً بقدر ما تراها خطوة نحو ترسيخ الاستقرار الإقليمي".

وأضاف أن المغرب "يمد يده لجميع الأطراف لإطلاق مرحلة جديدة من التعاون والتنمية في المنطقة المغاربية"، موجهاً الشكر إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب على "جهوده في دعم الحل النهائي"، وإلى الدول العربية والأفريقية وفرنسا على مواقفها الداعمة.

 خلفية النزاع ودور الأمم المتحدة

 

تعود جذور النزاع حول الصحراء الغربية إلى عام 1975، حين انسحبت إسبانيا من الإقليم الذي صنّفته الأمم المتحدة كـ"إقليم غير متمتع بالحكم الذاتي". ومنذ ذلك الحين، تنازعت السيادة عليه المملكة المغربية وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر.

ورغم جهود الأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي منذ عقود، ظل الخلاف قائماً حول آلية تقرير المصير، بينما تعطل الحوار منذ عام 2019. لكن القرار الأخير يعيد الزخم للمفاوضات، مع توجيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومبعوثه الخاص ستافان دي ميستورا إلى مواصلة المشاورات على أساس الخطة المغربية.

 دعم أميركي وفرنسي واضح لموقف الرباط

 

يُعد تبني مجلس الأمن للخطة المغربية مؤشراً على تحوّل نوعي في موقف المجتمع الدولي، إذ تحظى الرباط بدعم قوي من الولايات المتحدة وفرنسا وعدد من الدول العربية والأفريقية، التي ترى في الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية حلاً عملياً لإنهاء النزاع وضمان استقرار المنطقة.

الرابط المختصر

search