الإثنين، 08 ديسمبر 2025

09:56 م

مخاوف عالمية من انخفاض أسعار الذهب والأسهم

الإثنين، 08 ديسمبر 2025 08:12 م

باسم ياسر

سبائك ذهبية

سبائك ذهبية

يشير تقرير حديث صادر عن بنك التسويات الدولية—المؤسسة التي تُعد بمثابة البنك المركزي للبنوك المركزية حول العالم—إلى ظاهرة استثنائية تشهدها الأسواق العالمية هذا العام، تتمثل في الارتفاع المتزامن بين أسعار الذهب وأسواق الأسهم، في سلوك لم يحدث منذ ما يقرب من خمسين عامًا. 

هذا التزامن النادر، كما يؤكد التقرير، يفتح الباب أمام تساؤلات جوهرية بشأن احتمال تشكّل فقاعة تضخمية تمتد عبر فئتين من أهم الأصول المالية.

 ذهب يقفز بأسرع وتيرة منذ 1979… ودوره التقليدي تحت المجهر

 

بحسب التقرير، حقق الذهب ارتفاعًا يتجاوز 60% منذ بداية العام، ليصبح على مشارف تسجيل أقوى مكسب سنوي منذ عام 1979.

 هذه القفزة غير المسبوقة أثارت النقاش حول طبيعة الدور الذي يلعبه المعدن الأصفر، وما إذا كانت مكانته كـ ملاذ آمن قد شهدت تحولًا جذريًا.

وقال هيوان سونغ شين، المستشار الاقتصادي ورئيس قسم السياسات النقدية والاقتصادية في بنك التسويات، إن الذهب تصرف هذا العام بطريقة "غير معتادة"، مشيرًا إلى أنه اكتسب طابعًا مضاربيًا يفوق ما كان عليه تاريخيًا.

 ويعكس هذا التحول تغيّرًا في سلوك المستثمرين وأساليبهم في إدارة المخاطر، خاصة في ظل أسواق تعج بتقلبات سياسية واقتصادية ممتدة منذ الجائحة وحتى النزاعات الجيوسياسية.

 أسئلة صعبة: إلى أين يتجه المستثمرون إذا هبط الذهب والأسهم معًا؟

 

يحذر البنك من أن خطورة الوضع لا تكمن فقط في صعود الذهب، بل في التوازي النادر بينه وبين ارتفاع مؤشر إس آند بي 500 الأميركي.

 فهذه هي المرة الأولى منذ نصف قرن التي يتحرك فيها الأصلان معًا في الاتجاه الصعودي، وهو ما يجعل المخاوف مضاعفة.

ومع استمرار صعود الأسهم مدفوعًا بزخم التكنولوجيا وثورة الذكاء الاصطناعي، يتساءل التقرير عن الملاذ الذي قد يستند إليه المستثمرون إذا تعرض السوقان لعمليات تصحيح أو هبوط مفاجئ في الوقت نفسه—وهو السيناريو الذي يفتقد سابقة تاريخية يمكن الاسترشاد بها.

كما يثير هذا المشهد تساؤلات حول إستراتيجيات البنوك المركزية ومديري الاحتياطيات العالمية، خصوصًا أن العديد منهم أصبح من كبار مشتري الذهب خلال السنوات الأخيرة في محاولة لتنويع الأصول وتقليل الاعتماد على الدولار.

 صعود تاريخي منذ 2022… والعوامل الجيوسياسية ترفع المخاطر

 

إلى جانب ارتفاعه السنوي الكبير، قفز الذهب أكثر من 150% منذ عام 2022، وهي الفترة التي شهدت انفجار معدلات التضخم عالميًا عقب الجائحة، بالتزامن مع اندلاع الحرب في أوكرانيا وما رافقها من عقوبات غربية واسعة على روسيا.

 هذه الأحداث مجتمعة دفعت المستثمرين إلى إعادة تقييم خياراتهم، ما رفع المخاطر والتوقعات التضخمية إلى مستويات لافتة.

 علامات تحذيرية من "اندفاع الأفراد" لشراء الذهب

 

يشير التقرير إلى أن تزايد إقبال المستثمرين الأفراد على شراء الذهب يمثل أحد أبرز الإشارات التحذيرية. 

فقد سجلت صناديق الذهب المتداولة أسعارًا أعلى من قيمتها الحقيقية طوال العام، في مؤشر واضح على ضغط الطلب القوي ووجود قيود تعوق فرص المراجحة.

ويؤكد التقرير أن مشتريات البنوك المركزية لعبت دورًا رئيسيًا في دعم الأسعار خلال السنوات الماضية، ليتبعها لاحقًا تدفق المستثمرين الأفراد الذين لم يكتفوا باتخاذ الذهب ملاذًا، وإنما شاركوا في موجة صعود أوسع شملت فئات أصول متعددة، ما يرفع احتمال تشكّل فقاعة في السوق.

 أدوات تحليل جديدة وسط مخاوف عميقة

 

وفي ظل تعقّد المشهد العالمي، يشير التقرير إلى الحاجة لاستراتيجيات تحليل أكثر عمقًا، في وقت توفر فيه منصات مثل إنفستنج برو – باللغة العربية – أدوات تحليل متقدمة من بينها أداة WarrenAI، التي تساعد في قياس مؤشرات الفقاعة وتقييم مخاطر الأصول المختلفة، بالتزامن مع الخصومات الموسمية التي تقدمها المنصة.

إقرأ أيضًا:

5 عوامل تؤثر على سعر الذهب عليك فهمها عند التداول

كل ما تريد أن تعرفه عن صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب (Gold ETFs)

كيف تبدأ الاستثمار في الذهب؟ دليل المبتدئين 2026

سبائك الذهب أم المشغولات الذهبية: أيهما أفضل للاستثمار؟

الرابط المختصر

search