التطرف الرياضي
خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف غدا 12 ديسمبر 2025م ـ 21 جمادى الآخرة 1447هـ
الخميس، 11 ديسمبر 2025 04:23 م
السيد الطنطاوي
خطبة الجمعة "أرشيفية"
أعلنت وزارة الأوقاف المصرية، عن موضوع خطبة الجمعة غدا 12 ديسمبر 2025م، الموافق 21 جمادى الآخرة 1447هـ، وتتحدث الخطبة عن “التطرف ليس في التدين فقط".
وأوضحت الوزارة أن الهدف من موضوع الخطبة هو التوعية بخطورة التعصب بجميع أشكاله لا سيما التعصب الرياضي، ومحذرة من أن التعصب الرياضي يؤدي بصاحبه إلى ارتكاب أفعال منهي عن ارتكابها شرعًا، كالسخرية، والتنابز بالألقاب، وإطلاق عبارات السبِّ والشتم والاحتقار.
وينشر “المصري الآن” نص موضوع خطبة الجمعة غدا 12 ديسمبر 2025م الموافق 21 جمادى الآخرة 1447 هـ، ”التطرف ليس في التدين فقط".
نص خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف غدا 12 ديسمبر 2025م ـ 21 جمادى الآخرة 1447هـ، بعنوان ”التطرف ليس في التدين فقط".
التطرفُ ليسَ فِي التديُّن فقط
الحمدُ لله ربِّ العالمينَ، فطرَ الكونَ بِعَظَمَةِ تَجَلِّيه، وأنزلَ الحقَّ على أنبيائِه ومُرْسلِيه، نحمدُه سبحانَهُ على نعمةِ الإسلامِ، دين السماحةِ والسلامِ، الذي شرعَ لنا سُبلَ الخيرِ، وأنارَ لنا دروبَ اليُسرِ، وَنَسْأَلُه الهُدَى وَالرِّضَا وَالعَفَافَ وَالغِنَى، ونَشْهَدُ أنْ لَا إلهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، ونَشْهدُ أنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولهُ، وَصَفِيُّهُ مِنْ خَلْقِهِ وَحَبِيبُهُ، صَاحِبُ الخُلُقِ العَظِيمِ، النَّبِيُّ المُصْطَفَى الَّذِي أَرْسَلَهُ اللهُ تَعَالَى رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيهِ، وعلَى آلِهِ وَأَصحَابِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَومِ الدِّينِ، وَبَعْدُ:
فالتطرف ليسَ ظاهرةً قاصرةً على النصوصِ الدينيةِ ، أو محصورةً في الزوايا الشرعيِّةِ ، بل هو انحرافٌ سلوكيّ ، واقتتالٌ فكريّ، يظهرُ حيثما يختلُ ميزانُ العدل ، ويغيبُ سندُ الاعتدال ، فالغلوُ حالةٌ تنشأُ حينما يُصَادَرُ الفهمُ ، ويُهمل العقلُ ، فيظهرُ في أماكنِ العبادة ، وملاعبِ الرياضة ، والخلافاتِ العائلية، والنَّعَراتِ القبليَّة ، فالمتأملُ يلحظُ تشابهًا في الجذورِ، وإنْ تباينتِ الألوانُ ، وتعددتِ المظاهرُ ، والتعصبُ لفريقٍ يحملُ سماتَ التشنجِ لمذهب، وكلاهُما مرضُ الذهن، وعلةُ البصيرةِ، التي تُحوِّل الاختلافَ إلى خصامٍ ، والرأيَ المخالفَ إلى سُمٍّ زُعَافٍ، فالآفةُ ليست في حكمٍ مُنَزَّلٍ ، ولا رأيٍ معتبرٍ ، بل في نفسٍ لَمْ تَتزِنْ، وعقليةٍ لَمْ تُوَجَّهْ ، وصَدَقَ اللهُ القائلُ في محكمِ آياتِهِ مُرسِّخًا لِرِسَالةِ التوازنِ والأمانِ: ﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾.
سادتي الكرام: أَلَمْ يَكُنْ منهجُ النبوةِ عنوانهُ: «خيرُ الأمورِ أوسَطُها»؟، أَلَمْ يُحذِّرْ الجنابُ المحمديُّ من الوقوعِ في مظاهرِ الغلوِ ودعاوى التعصبِ؟، لقد أضاءتْ تعاليمُ الإسلام بنورِها الوضَّاءِ، وحَمَلتْ أَخْلاقاً رصينةً وآداباً مَتينَة، وحَذرتْ من مزالقِ التطرفِ بِشَتى طرقِهِ وأصنافِهِ، فجاءتْ نصوصُ الوحيينِ صافيةً في دعوتِها، مُحْكَمَةٌ في غايتِها، تدعو إلى الوسطية منهَجاً، والاعتدالِ سِراجَاً، فالإسلامُ يرسخُ فينا ميزاناً دقيقاً، يحفظُ للإنسانِ سكينَتَهُ وتوازُنَه، ويُجنِّبُه مغبةَ الانْدفَاعِ، وعواقبَ الانْقطَاعِ، حتى نكونَ شُهُوداً لله في الأرضِ على الحقِّ واليَقِين، لا على النِّزاعِ والتَّلوين، إنَّ هذا المنهجَ القويمَ يَتَجلى في أَبهى صُوَرِه، كَمَا أشَارَ إِليهِ الحقُّ سبْحانَهُ في وصْفِ عِبادِ الرَّحمنِ بقولِهِ سبحانه: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا﴾.
أيها النبلاء: إنَّ الانتماءَ المحمودَ فِطرةٌ إنسانيَّةٌ أصيلة، واعْتِزازٌ بالمحَلِ والمنشأِ والأصل، فاعتزازُ المرءِ بِقَبيلتِهِ أو وطنِهِ دون أنْ يُقصِيَ الآخرَ فعلٌ محمودٌ، وغرضٌ مقصودٌ، فمتى تجاوزَ الحدَّ، يَصيرُ تَعصُّبًا أعْمَى أو حميةً جَاهِليةً مذمومةً تقودُ إلى الشقاقِ والمفاصلةِ، واستدعاءِ العُصْبَةِ للنِزاعِ والمغَالبةِ، ليتحولَّ بذلكَ منْ شُعُورٍ طبِيْعيٍّ بالوحدةِ إلى داءٍ مقيتٍ يَقطعُ أَوَاصرَ الإيمانِ والمحبةِ، ويَصرفُ عن الهدفِ الأًسْمى وهو التعارفُ والتَّكامُل، ويستبدلُ ميزانَ التقوى والحقِّ، الذي هو أساسُ التفاضلِ، بِباطلِ الأحقادِ ودواعي التفرقةِ، وقَدْ كانَ هذا السلوكُ الانْحرافيُّ دعوةً جاهليةً، بعناوينَ قَبَلِيَّة، استنكرها الجنابُ المعظَّمُ أشدَّ الاستنكارِ وقال متسائلًا: «َبِدعوىَ الجاهليةِ وأنا بينَ أظهرِكُم؟»
نص الخطبــة الثانية
التطرفُ الرياضيُّ بمظاهرِهِ المُنْفلتَةِ وبعصبيتِهِ المفرطةِ هو انحرافٌ خطيرٌ عن سننِ الاعتدالِ
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين، سيدِنا محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، وبعدُ:
فالتطرفُ الرياضيُّ بمظاهرِهِ المُنْفلتَةِ، وبعصبيتِهِ المفرطةِ، هو انحرافٌ خطيرٌ عن سننِ الاعتدالِ، يضعُ صاحبَهُ في مواجهةٍ مباشرةٍ مع المحظوراتِ الشرعيةِ والآدابِ الأخلاقيَّةِ، والسلوكياتِ البغيضةِ التي تشملُ السخريةَ المهينةَ، والتنابزَ بالألقابِ المشينةِ، وإطلاقَ عباراتِ السبِّ والشتمِ، وصولًا إلى الاحتقارِ الذي يهدمُ أساسَ الأخُوَّةِ والكرامةِ، ولا يقفُ الأمرُ عندَ الإيذاءِ اللفظيِّ، بل قد ينجرفُ هذا التعصبُ إلى ما هو أشدُّ وأخطرُ، من اشتباكٍ بالأيدي واعتداءٍ جسديّ؛ لتخرجَ الرياضةُ من إطارِها النبيلِ كوسيلةٍ للتنافسِ الشريفِ والترفيهِ المباحِ، وتصبحَ بؤرةً للخصومةِ والصراعِ المذمومِ، فالمؤمنُ الحقُّ المستنيرُ بتعاليمِ الوحي، يدركُ أنَّ حفظَ اللسانِ وصونَ الأعراضِ من أهم الثوابتِ التي لا يجوزُ المساسُ بها تحتَ أيِّ ذريعةٍ، فالرياضةُ في أصلِها لا يمكنُ أنْ تكونَ مسوغًا للتعدي على حقوقِ الآخرينَ، أو تجاوزَ ضوابطَ السلوكِ القويمِ، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾.
أيها المكرمون:
اغْرِسوا في عقولِ شبابِ الأمةِ أن روحَ الشريعةِ الإسلاميةِ هي روحُ الألفةِ والوئامِ، فهي تُرَغِّبُ دائمًا في كلِ ما يجمعُ القلوبَ ويقيمُ الروابطَ، وتغرسُ في النفوسِ معاني الألفةِ بدلَ البغضاءِ والخصام، فالإسلامُ يقفُ موقفَ الرفضِ والتحذيرِ من كلِّ سلوكٍ يثيرُ العداوةَ أو يقطعُ وشائجَ العلاقاتِ الاجتماعيِّةِ، ويدعو إلى الاعتصام بحبلِ الوحدةِ ونبذِ الفرقةِ، فالتنازعُ يُبدّدُ الطاقاتِ، ويُضْعِفُ المجتمعاتِ، ويُذْهِبُ ريحَها، ويُوهِنُ قوتَها، فمهما كانت محبةُ المرءِ للرياضةِ، يجبُ ألا تُخرجَهُ هذه المحبةُ عن حدودِ الشريعةِ وواجباتِ الأخلاق وضوابطِ السلوكِ، فالرياضةُ كاشفٌ دقيقٌ لمعدنِ الخُلقِ الحقيقيِّ الذي يُظهِرُ مدى التزامِ الإنسانِ بضوابطِ الاعتدالِ، وعلاجُ التعصب الكروي يكمنُ في ضبطِ اللسانِ، واحترام المنافسِ، وتعميقِ الوعيِ بمقاصدِ الرياضةِ الأصيلةِ كأداةٍ لبناءِ الجسدِ والروحِ؛ ليظلَّ ميزانُ التفاضلِ هو التقوى والأخلاقُ الحسنةُ، لا التعصبُ الأعمى والانتماءاتُ الزائلةُ، قال تعالى: ﴿وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾.
اللهم احفظْ بلادَنا من كلِّ مكروهٍ وسوءٍ، وابسُط فيها بِسَاطَ اليقينِ والأمنِ والأمانِ.
اقرأ أيضا:
خطبة الجمعة القادمة للدكتور خالد بدير 12 ديسمبر 2025م ـ 21 جمادى الآخرة 1447هـ
خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف 12 ديسمبر 2025م ـ 21 جمادى الآخرة 1447هـ
موعد شهر رمضان 1447هـ ـ 2026م وأول أيامه فلكيا
موعد شهر رجب بالحسابات الفلكية 21 ديسمبر 2025م
مفتي الجمهورية يوضح معنى حديث "الشِّتَاءُ رَبِيعُ الْمُؤْمِنِ"
دار الإفتاء تبين كيفية اسباغ الوضوء على المكاره في الشتاء
مفتي الجمهورية: تعاون المؤسسات الدينية ضرورة ملحة لإنتاج خطاب رشيد ومستجيب لتحديات الواقع
البريد المصري يصدر طابعا تذكاريا بمناسبة مرور ١٣٠ عامًا على تأسيس دار الإفتاء
مفتي الجمهورية: نواجه حربا فكرية ناعمة تسعى لتشكيل الوعي الإنساني والعبث بثوابته
د. محمد الضويني: التعليم الأزهري ركيزة أساسية للحفاظ على هوية وقيم المجتمع
دار الإفتاء توضح حكم التجارة في الآثار
أمين الفتوى: تحديات كبيرة لحماية المجتمع في الفضاء الرقمي
الإفتاء المصرية أقدم دار إفتاء منظمة في العالم الإسلامي
د. نظير عياد: وحدات دار الإفتاء تعزز قيم التعايش والتسامح وتنشر فقه الوسطية في العالم
علماء دار الإفتاء: الرشوة تقوض أسس العدالة والمساواة
الرابط المختصر
آخبار تهمك
تعرف على أسعار الفراخ البيضاء والبلدي اليوم الخميس 11 ديسمبر
11 ديسمبر 2025 04:00 ص
سعر الدرهم الإماراتي في مصر اليوم الاربعاء 10 ديسمبر 2025
10 ديسمبر 2025 09:34 ص
سعر الدولار الأمريكي في مصر اليوم الأربعاء 10 ديسمبر 2025
10 ديسمبر 2025 09:29 ص
سعر الريال السعودي في مصر اليوم الأربعاء 10 ديسمبر 2025
10 ديسمبر 2025 09:22 ص
سعر الجنيه الإسترليني اليوم في مصر الأربعاء 10 ديسمبر 2025
10 ديسمبر 2025 09:18 ص
أسعار اليورو اليوم الأربعاء 10 ديسمبر 2025 في مصر
10 ديسمبر 2025 09:11 ص
الأكثر قراءة
-
باسم عوض الله يكتب: إلى متى سيظل المجتمع البشري ضحية الرأسمالية؟!
-
مواعيد مباريات اليوم الخميس 11 ديسمبر 2025 والقنوات الناقلة
-
موعد مباراة بيراميدز وفلامنجو البرازيلي في كأس االإنتركونتيننتال
-
موعد مباراة المغرب وسوريا في ربع نهائي كأس العرب 2025
-
7 نصائح لشراء الاجهزة المنزلية الموفرة للطاقة بأقل الأسعار
-
قائمة منتخب المغرب لكأس أمم إفريقيا 2025 تشهد تواجد الشيبي
-
قنوات مفتوحة تنقل بث مباشر مباراة المغرب وسوريا اليوم
-
صدمة في الكاميرون بعد قرار إيتو بابعاد أبو بكر لحماية رقمه القياسي
-
موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية استعدادًا لأمم إفريقيا 2025
-
بن رمضان والجزيري ومعلول يزينون قائمة تونس لأمم إفريقيا 2025
-
قائمة منتخب المغرب لكأس أمم إفريقيا 2025 تشهد تواجد الشيبي
-
وزير البترول: التعاون مع شركائنا ساهم في تجاوز مصر لتحديات تأمين امدادات الطاقة
-
خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف غدا 12 ديسمبر 2025م ـ 21 جمادى الآخرة 1447هـ
-
باسم عوض الله يكتب: إلى متى سيظل المجتمع البشري ضحية الرأسمالية؟!
-
قنوات مفتوحة تنقل بث مباشر مباراة المغرب وسوريا اليوم
أكثر الكلمات انتشاراً